قال مسؤولون في قطاع الضيافة والسفر: إن عروض «اللحظة الأخيرة» باتت تشكّل نسبة مهمة من الحجوزات الفندقية في دبي، مع تزايد ميل الزوار إلى اتخاذ قرارات سفر سريعة ومرنة، خلال مواسم الذروة والفعاليات الكبرى.وأوضحوا ل«الخليج» أن الطلب على عروض «اللحظة الأخيرة»، يشكّل نحو 25 إلى 30% من إجمالي الحجوزات خلال عام 2025، موضحين أن الخصومات التي يتم تقديمها عادةً تراوح بين 10 و20% تبعاً للموسم ومستويات الطلب والإشغال.وأشاروا إلى أن هذه العروض تعمل على تعزيز إشغالات الغرف الفارغة، والحفاظ على تنافسية الفنادق في سوق شديد الحيوية في دبي، فيما يولي المسافرون اهتماماً أكبر بالقيمة والخدمات المضافة أكثر من التركيز على الأسعار المخفضة.قال مسؤولون في القطاع: إن نسبة الحجز اللحظي عبر التطبيقات والمنصات الرقمية زادت بنحو 50% بين عامي 2024 و2025، وإن اتخاذ المسافرين القرار بات أسرع، وأكثر اعتماداً على التكنولوجي، وأن مواسم الذروة والفعاليات الكبرى قلّصت نافذة الحجز، ورفعت وتيرة الطلب اللحظي، مشدّدين على أن الهدف من هذه العروض رفع الإشغال واستقطاب الشرائح سريعة القرار. سلوك المسافرينقال محمد علي شيخ، مدير العمليات في مجموعة أكور الفندقية: إن حجوزات اللحظة الأخيرة تشكّل نحو 25% من إجمالي الحجوزات السنوية، وإن هذا مؤشر يعكس التحوّل في سلوك المسافرين الذين باتوا أكثر عفوية في قراراتهم، ولا يبحثون عن الأسعار المنخفضة، بل عن المرونة وتعدد الخيارات. وأوضح أن الخصومات عادة تراوح بين 10 و20% تبعاً للموسم ومستويات الطلب والإشغال، فيما تركّز أغلبية الفنادق على تعزيز القيمة المدركة عبر الإضافات والتجارب المجمّعة بدلاً من خفض الأسعار بشكل مباشر.وتابع: «في سوق شديدة التنافسية مثل دبي، تُمكّن هذه العروض الفنادق من الحفاظ على ظهورها في القوائم الإلكترونية ونتائج البحث الاجتماعي، بما يسهم في جذب حجوزات إضافية دون الإضرار بمكانة العلامة التجارية أو هيكل الأسعار على المدى الطويل». تعزيز الإشغال أوضح شيخ أن ازدحام جدول فعاليات دبي بالأحداث العالمية والمعارض والفعاليات المختلفة يدفع الكثير من الزوار إلى الحجز في مواعيد قريبة من السفر، فيما تسهم هذه العروض في تحسين معدلات الإشغال في الليالي الأضعف، وتعمل كأداة تسويقية لجذب فئات جديدة من النزلاء، لاسيما الزوار الجدد أو المقي مين الباحثين عن عطلات قصيرة، حيث ينفق هؤلاء غالباً أكثر على المطاعم والسبا والتجارب الداخلية، ويميلون إلى العودة لاحقاً بالسعر الكامل. وأضاف: «باقات اللحظة الأخيرة تُصمَّم لتسهيل اتخاذ القرار، وتشمل عادةً إفطاراً مجانياً، وتسجيل مغادرة متأخراً، أو ترقية الغرف، مع تركيز واضح على الراحة والقيمة الفورية. كذلك فإن الفنادق في الدولة شددت سياسات الحجز لهذه العروض من خلال اشتراط الدفع المسبق والتحقق من الهوية وتقليص فترات الإلغاء، ما جعل نسب الإلغاء أو عدم الحضور أقل من المعدلات العالمية بنحو 20%، حيث إن نزلاء اللحظة الأخيرة أصبحوا أكثر جدية واستعداداً للسفر فوراً. الذروة والفعالياتأكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجموعة «دبي لينك» للسياحة والسفر، ومنصة GTE للحجوزات، أن الطلب على عروض اللحظة الأخيرة يشكّل نحو 30% من إجمالي الحجوزات خلال 2025، مقابل نحو 35% للحجوزات التي تُجرى قبل السفر ب7 إلى 29 يوماً. مضيفاً أن ربع السوق يفضّل قرارات السفر السريعة، وأن الحجز المسبق لا يزال القناة الأوسع في المنطقة، غير أن تطور المنصّات الرقمية سهّل التحرك اللحظي للمسافرين.وأشار إلى أن مواسم الذروة والفعاليات الكبرى ترفع وتيرة الطلب اللحظي، وأن الهدف من هذه العروض مزدوج وهو تشغيلي لتصريف الغرف غير المبيعة ورفع الإشغال، وتسويقي لاستقطاب الشرائح السريعة القرار. لافتاً إلى أن نسبة الحجز عبر التطبيقات نمت عالمياً بأكثر من 50% بين عامي 2024 و2025. وأن المسافرين الشباب يشكّلون الفئة الأكثر ميلاً للعروض المتأخرة، يليهم المسافر الفردي الذي غالباً ما يحجز خلال أقل من 30 يوماً من موعد السفر. العروض والمصداقيةأوضح علي أن عدة مواقع حجوزات تعتمد إطار حوكمة وتسعير ديناميكياً يشمل بدائل فندقية متفقاً عليها مسبقاً، واتفاقيات حماية أسعار خلال الذروة، ولوحة مراقبة لحظية للأسعار والإشغال تتيح إعادة إصدار الحجوزات خلال دقائق. مبيّناً أن بعض العروض قد تتضمن قيوداً مثل الإلغاء غير القابل للاسترداد أو رسوماً إضافية، وأن عدة مواقع حجوزات من ضمنها «دبي لينك»، تُلزم شركاءها بإيضاح الشروط كاملة قبل الدفع تعزيزاً للشفافية وحماية للعميل. وأوصى علي بعدم الانجراف وراء العروض المغرية أكثر من اللازم، مؤكداً أن العروض شديدة الانخفاض في مواسم الذروة نادرة، وأن قراءة شروط الحجز والرسوم بدقة أفضل من الوقوع في كلفة غير متوقعة، داعياً المسافرين إلى الحجز عبر جهات موثوقة توفر دعماً فورياً عند الطوارئ، مشيراً إلى أن الأمان التشغيلي أهم من أي وفورات مؤقتة. قرارات المسافرينقال خبير السياحة الرقمي السائد حتحات: لوحظ خلال السنوات الأخيرة تحوّل ملحوظ في سلوك المسافرين نحو اتخاذ قرارات سفر سريعة ومرنة، حيث بات نحو ربع الحجوزات الفندقية في دبي تأتي عبر عروض اللحظة الأخيرة. مضيفاً أن هذا التوجه لا يقتصر على الفنادق فقط، بل يشمل قطاع السفر بشكل عام، بما في ذلك حجوزات الرحلات.وقال: «وفق عدة بيانات زادت نسبة الحجز اللحظي عبر التطبيقات والمنصات الرقمية بنحو 50% بين عامي 2024 و2025. المسافرون حالياً يعتمدون على هذه الأدوات للحصول على أفضل الأسعار والخدمات المضافة، ما يجعل اتخاذ القرار أسرع، وأكثر اعتماداً على التكنولوجيا، خاصة خلال مواسم الذروة والفعاليات الكبرى». وأضاف: «في ما يخص الفنادق، تشكل هذه العروض وسيلة فعّالة لزيادة الإشغال واستغلال الغرف غير المبيعة، مع الحفاظ على الإيرادات».أضاف حتحات، عادةً ما تصل الخصومات إلى نحو 20% حسب الموسم ومستويات الطلب، لكن الفنادق الناجحة تستخدم تحليلات البيانات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم عروض مخصصة تستجيب لاحتياجات العملاء بشكل أدق. وفي قطاع السفر، تساعد هذه التحليلات الشركات على ضبط الأسعار في الوقت الفعلي. الأسواق الرئيسية قال لاكشان باندارا، مدير إدارة الإيرادات، في فندق سانت ريجيس دبي النخلة: إن «عروض اللحظة الأخيرة» تشكّل ما بين 12% و14% من إجمالي الحجوزات السنوية للفندق، مشيراً إلى أن هذه الفئة من الحجوزات تسهم بما نسبته 9.5% من معدلات الإشغال العام خلال العام الجاري. وأضاف أن هذه الحجوزات عادة ما تأتي من شرائح متنوعة من النزلاء الذين يفضلون المرونة في خطط السفر أو الذين يقررون السفر في وقت قصير دون تخطيط مسبق، مبيناً أن الأسواق الرئيسية التي تسجّل أكبر نسبة من هذا النوع من الحجوزات تشمل دولة الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، وهي فئات تتسم بنشاطها السياحي العالي واعتمادها المتزايد على التطبيقات والمنصات الرقمية للحجز الفندقي.وأوضح أن استقرار نسب الإشغال ووجود طلب متوازن على مدار العام، يجعل تقديم مثل هذه العروض غير ضروري في المرحلة الحالية. مؤكّداً أن سياسة الفندق تركز على تحقيق القيمة المثلى من كل حجز في جميع الأوقات.