تُعد Call of Duty واحدة من أكثر سلاسل الألعاب شهرةً ومحبةً عبر التاريخ ورغم أن معظم اللاعبين قد يفكرون في أطوار القصة الحماسية أو طور اللعب الجماعي السريع فإن جزءًا كبيرًا من عشق السلسلة يعود إلى أطوار الـ Zombies التي تمت إضافتها وتطويرها لأكثر من عقد كامل.

وبين خرائط بسيطة تكاد تخلو من المزايا ومدن كاملة مليئة بالكائنات غير الميتة، ظل طور الزومبي عنصرًا أساسيًا في السلسلة منذ ظهوره الأول في World at War. ومع ذلك لا يعني هذا أن جميع إصدارات Call of Duty Zombies كانت على المستوى نفسه فبعضها طُوي ونُسي بينما بقيت أخرى محبوبة حتى يومنا هذا.

Call Of Duty: Vanguard

أدنى نقطة في تاريخ طور الزومبي

تم تجريد Vanguard من كل ما جعل طور الـ Zombies مميزًا إذ لم يتضمن خرائط تعتمد على الجولات عند الإطلاق، واعتمد على آليات معاد تدويرها، بالإضافة إلى أهداف بلا روح أصبحت مملة بسرعة كبيرة. ومع غياب الشخصية والابتكار والتقدم المؤثر بدا الطور وكأنه فكرة متسرعة، وحتى عودة الـ perks والمواقع المألوفة لم تستطع إنقاذه من الإيقاع المربك والجوّ الخالي من الحياة.

فشل الطور كـ Zombies وكامتداد لقصة Dark Aether، ولم يسبق لأي طور في السلسلة أن نفّر جمهور الزومبي الأساسي بهذه القسوة إذ إن معظم اللاعبين تخلّوا عنه فور تجربته.

Call Of Duty: Advanced Warfare

حركة غير مناسبة تمامًا للطور

قدّمت Advanced Warfare العديد من الأفكار الجديدة، بما فيها Exo-Zombies. هذا التحوّل السريع والمعقد آليًّا قسّم اللاعبين وجعل الطور يبدو كأنه لعبة جانبية أكثر منه طورًا جديًا. ورغم أن نظام الحركة جعل اللعب أسرع فقد أثّر سلبًا على تدفّق الخرائط التقليدي، إذ أصبحت حركة الأعداء غير متوقعة، وأصبحت العمودية الزائدة تعيق التخطيط الاستراتيجي.

كان الطاقم غير قابل للتذكر، ولم تنجح القصة في إيجاد أي ترابط، وبالرغم من بعض الأفكار المثيرة واللحظات المتوترة فإنه افتقد الجوّ والروح التي تشكل أساس تجربة الـ Zombies.

 Call Of Duty: World War 2

عودة إلى الجذور المرعبة

اتجه طور Zombies في WW2 نحو استعادة جذور الرعب، لكن النتيجة كانت متفاوتة. احتوى الطور على تصميمات أعداء بشعة واتجاه فني أكثر ظلمة، لكن الآليات والخرائط افتقدت للتنوع وغالبًا ما كانت تبطّئ اللعب بدل أن تجعله أكثر تشويقًا.

التركيز على أهداف خطية قلّل من قيمة إعادة اللعب، كما أن التحكم بالأسلحة بدا ثقيلًا، مما جعله خطوة للخلف مقارنة بـ Black Ops 3. ورغم تقدير محاولة العودة إلى التوتر الكلاسيكي، فإنه لم يتمكن من الوصول إلى الإيقاع أو العمق الذي ميّز الإصدارات السابقة.

Call Of Duty: Infinite Warfare

إبداع بصري… لكن دون جوهر حقيقي

قدّمت Infinite Warfare طور Zombies مفعمًا بالإبداع البصري، إذ اتجه نحو الطابع الكوميدي والخرائط ذات الثيمات الخاصة والألوان النيّونية. ورغم أن خرائط مثل Zombies in Spaceland كانت مبهرة فنيًا، فإن أسلوب اللعب كان مبسّطًا أكثر من اللازم، مما نفّر الكثير من اللاعبين المخضرمين.

غياب الجدية والاعتماد على الأسلوب بدل المضمون جعلا الطور يبدو وكأنه مجرد تجربة جانبية أكثر منه إضافة حقيقية للسلسلة. ورغم جودة تصميم الخرائط وهيكل الأسرار المخفية، فإن الأسلحة والإيقاع ومنحنى الصعوبة افتقدت القدرة على الاستمرار، وتلاشى سحر الطور سريعًا بعد الإطلاق.

Call Of Duty: Black Ops 4

عودة إلى الكلاسيكيات… مع التواء كبير

صدرت Black Ops 4 مع عدة خرائط Zombies وشخصيات جديدة وقصة مختلفة، لكنها قدّمت نظام perks مربكًا للغاية، وقصة معقدة، وصعوبة غير مستقرة، مما نفّر الكثير من محبي الطور القدامى.

قصة Chaos لم تنجح في ترك تأثير قوي، والتغييرات الآلية عقدت اللعب الأساسي. ورغم روعة الخرائط بصريًا مثل IX و Ancient Evil فإن دورة اللعب بدت مُفرطة التصميم وتفتقد إلى العنصر الجاذب، ولم تنجح في تحقيق تقدم أو تحسين واضح.

 Call Of Duty: World At War

حيث بدأ كل شيء

World at War مع Nacht der Untoten أطلقت ظاهرة الـ Zombies إلى عالم السلسلة، مقدمة تجربة أولية وبسيطة للغاية تعتمد على الحد الأدنى من العناصر، ومليئة بالشعور بالاختناق والرعب، وكانت في الأساس شيئًا لم يكن أكثر من مجرد إحدى الأسرار المخفية داخل اللعبة.

ورغم أنه كان يفتقر إلى العديد من الإضافات اللاحقة التي أصبحت فيما بعد جزءًا أساسيًا من الطور، مثل نظام Pack-a-Punch، فإن ما قدّمه كان درسًا خامًا ومباشرًا في رعب البقاء، وقد نجح هذا الطور المبكر في جذب قاعدة جماهيرية مخلصة بشكل فوري ومنح اللاعبين تجربة لا تُنسى. لاحقًا تمت إضافة خرائط أخرى مثل Verrückt و Shi No Numa و Der Riese والتي قدّمت لأول مرة عناصر أساسية أصبحت جزءًا ثابتًا من هوية الطور، مثل ال perks والقوى الخاصة. ورغم أن هذه الخرائط تبدو بدائية جدًا مقارنة بالمعايير الحديثة، فإن أهميتها وتأثيرها لا يمكن التقليل منهما على الإطلاق.