تُمثل بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة فرصة ذهبية لنجوم المنتخب المصري، محمد صلاح وعمر مرموش، لإعادة تأكيد قيمتهما الفنية كقوة ضاربة في خط الهجوم، خاصةً في ظل التحديات التي يواجهانها مؤخراً بخصوص المشاركة الأساسية في أنديتهم الأوروبية الكبرى ليفربول ومانشستر سيتي. كأس الأمم الأفريقية ليست مجرد بطولة قارية للمنتخب المصري، بل هي ميدان شرف شخصي لصلاح ومرموش، أداؤهما القوي والبطولي سيكون الرد الأقوى والأجمل على أي تردد أو تهميش قد يواجهانه في أوروبا، ليؤكدا أن قيمتهما لا تُقاس بعدد دقائق اللعب في أنديتهما، بل بمدى تأثيرهما في اللحظات الحاسمة. محمد صلاح وإعادة التأكيد على الأسطورة الغائبة يُعد محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، أحد أفضل لاعبي العالم، لكن في الفترة الأخيرة، تزايدت التكهنات والجدل حول جلوسه على مقاعد البدلاء في بعض المباريات الهامة، أو تبديله مبكراً في أخرى. ويواجه صلاح ضغطاً هائلاً في ليفربول، حيث يُطالب دائماً بتقديم الأداء الخارق، وأي تراجع نسبي يُقابَل بتحليل دقيق قد يهدد مكانه الأساسي. كأس الأمم الأفريقية هي المنصة المثالية لصلاح ليُسكت كل الأصوات المشككة، جيث أن قيادته للمنتخب المصري نحو تحقيق اللقب ستكون أبلغ رد عملي على أي قرار فني يراه البعض تقليلاً من قدره في "أنفيلد". تسجيل الأهداف الحاسمة وتقديم أداء بطولي في هذه البطولة القارية سيعزز ثقته بنفسه تماماً قبل العودة إلى منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، ويجعل مركزه في ليفربول أمراً غير قابل للمناقشة مجدداً. عمر مرموش وانطلاقة الرد من بوابة أفريقيا أما عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي، فيواجه تحدياً أكبر بكثير، حيث يُعد التواجد ضمن التشكيلة الأساسية لفريق بحجم السيتي أمراً صعباً نظراً لكثافة النجوم، جلوسه المتكرر على مقاعد البدلاء يُهدد تطوره. كأس الأمم الأفريقية تضع مرموش تحت الأضواء، حيث سيلعب دوراً رئيسياً في هجوم الفراعنة، الأداء القوي في هذه البطولة هو أسرع طريقة لكسر حاجز البقاء احتياطياً في ناديه. إذا تألق مرموش وسجل وصنع بفاعلية في البطولة القارية، فسيكون هذا بمثابة رسالة مباشرة إلى المدير الفني بيب جوارديولا، تؤكد جاهزيته الكاملة وقدرته على تحمل مسؤولية اللعب في قمم المباريات. يمكن أن تكون هذه البطولة نقطة تحول حقيقية في مسيرته، تضمن له العودة إلى مانشستر سيتي بوضع تفاوضي أقوى، يجعله خياراً أساسياً لا يمكن تجاهله في خطط الفريق.