عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

الشتاء في .. مزيج من التنوع المناخي والظواهر الطبيعية

يتميز فصل الشتاء في دولة وعموم الجزيرة العربية، الذي يمتد من بداية ديسمبر إلى نهاية فبراير، بمزيج من التنوع المناخي والظواهر الطبيعية التي تتسم بها المنطقة، ومظاهر اجتماعية أو ثقافية يشترك فيها سكان المنطقة بدرجات متفاوتة، ورغم أن صورة الجزيرة العربية ترتبط بالصيف الحار والجفاف، إلا أن فصل الشتاء يكشف جانباً مختلفاً من الجغرافيا والمناخ والسمات الاجتماعية، ويظهر أثره في الطبيعة، وفي حياة الناس، وفي العادات التي توارثتها الأجيال.

في تصريحات خاصة لـ«الخليج» أوضح إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن المعدلات الطبيعية لدرجات الحرارة خلال أشهر الشتاء تتراوح بين 23 إلى 26 درجة مئوية في حدها الأعلى، وبين 12 إلى 15 درجة مئوية في حدها الأدنى.

وتابع: تنخفض في دولة الإمارات ومعظم أنحاء الجزيرة العربية خلال الشتاء، ويكون الانخفاض أكثر وضوحاً في المناطق الداخلية والصحراوية والجبلية، حيث تلامس البرودة في بعض الليالي درجات الصفر، أما السواحل الغربية المطلة على الخليج العربي فيحد البحر من قسوة البرودة وانخفاض درجات الحرارة بشكل حاد، فتميل أجواؤها إلى البرودة، وفي السواحل الشرقية المطلة على خليج عُمان، تتمتع بشتاء معتدل نسبياً ورطب.

وأشار إلى أنه يظهر في المرتفعات، التنوع المناخي بصورة أوضح، خاصة سلسلة جبال الحجر، التي يتجاوز ارتفاعها في بعض المناطق بالإمارات 2000 متر، حيث يتشكل الصقيع في أشهر الشتاء وتنخفض درجات الحرارة دون الصفر المئوي أحياناً.

موجات البرد

واستعرض الجروان موجات البرد منذ عام 2000، حيث شهدت الإمارات وعموم الجزيرة العربية موجات برد قوية وأحياناً مع صقيع متكرر على المناطق الداخلية، تتكرر خلاله موجات البرد وتسجل أدنى درجات الحرارة، التي تتركز في شهري يناير وفبراير.

وقال إن أبرز موجات البرد في الدولة وعموم الجزيرة العربي، كانت في يناير عام 2000، وديسمبر من عام 2013، وشهري نوفمبر وديسمبر 2016، وفبراير 2017، كذلك موجة برد بجبال الحجر في سبتمبر 2018، إلى جانب موجة باردة في شهري يناير وفبراير من عام 2020.

وأوضح أن الإمارات تشهد رياحاً شمالية باردة، تتسبب في انخفاض حاد لدرجات الحرارة «رياح الشمال»، كما تهب رياح شمالية غربية، أو من الهضبة الإيرانية عند عبور كتلة هوائية شديدة البرودة «رياح النعشي، والياهي»، وقد تهب رياح جنوبية دافئة ورطبة قبل مرور المنخفضات الجوية ما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الحرارة، وقد تتشكل العواصف الرعدية خاصة في شهور فبراير ومارس وإبريل.

وذكر أن العواصف الترابية تظهر بشكل متقطع في الصحارى واسعة الامتداد، خاصة مع نهاية الشتاء ابتداء من منتصف مارس، وقد تتشكل حالات ضبابية فيغطي المدن الساحلية.

هطول الأمطار

وحول هطول الأمطار في الدولة وعموم مناطق الجزيرة العربية، قال الجروان إن هذه المناطق تتأثر بالمنخفضات القادمة من شرق البحر المتوسط، التي تجلب سحباً ماطرة وعواصف رعدية في بعض الأحيان، ورياح شمالية غربية، أو من الهضبة الإيرانية عند عبور كتلة هوائية شديدة البرودة، مصحوبة برياح شمالية أو شمالية شرقية قادمة من سيبيريا، كما تتوافد المنخفضات الجوية على المنطقة بشكل متناول خلال الشتاء تشهد أمطار بين 50 إلى 200 مم سنوياً، يكون ما يزيد على 80% منها في الفترة من بداية ديسمبر إلى نهاية مارس، أما المرتفعات الجبلية فلها معدل أمطار سنوي بين 200 إلى 400 مم، كما تكون الأمطار عادة خفيفة إلى متوسطة، لكنها قد تتحول إلى غزيرة عندما تتعمق المنخفضات الجوية، فتروي الوديان وتنعش المراعي الطبيعية.

وأشار إلى أن الفترة التي تتأثر بها البلاد بالأمطار الشتوية تمتد من شهر نوفمبر إلى مارس، وقد تهطل الأمطار الربيعية في إبريل، وبعد ديسمبر ويناير ومارس، أما أكثر الحالات المطرية كثافة على الإمارات منذ عام 2000، فتمثلت في أمطار فوق المعدل في ديسمبر 2004، وأمطار غزيرة في ديسمبر 2006 سجلت منسوباً تجاوز 50 مم، كما في شهري مارس وديسمبر 2009 حين هطلت أمطار غزيرة، أيضاً في شهري إبريل ونوفمبر 2013، هطلت أمطار غزيرة، وفي مارس 2016 ومارس 2017 هطلت أمطار غزيرة، كما شهد شهر يناير 2020 أمطاراً غزيرة بلغت 50 مم، إلى جانب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق الشرقية من دولة الإمارات التي تجاوز منسوبها في بعض المناطق 220 مم خلال 48 ساعة، كما شهدت الفترة بين 13-17 إبريل 2024 أمطاراً استثنائية تجاوزت 254 مم في أقل من 24 ساعة.

العواصف الترابية تظهر بالصحارى منتصف مارس

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا