القاهرة:«الخليج»

أعلنت وزارة الصحة المصرية وصول أول شحنة من الجلد البشري المخصص لعلاج حالات الحروق إلى البلاد، في حدث يعد الأول من نوعه في مصر.

تأتي تلك الخطوة في إطار جهود مؤسسة ومستشفي أهل مصر لعلاج الحروق، لتعزيز قدرة المستشفى على إنقاذ المرضى وعلاجهم، ورفع نسب الاستشفاء بشكل غير مسبوق، وقالت المؤسسة إن وصول تلك الشحنة، يعد خطوة استراتيجية مهمة في تطوير منظومة علاج الحروق في البلاد، في ظل الندرة العالمية لهذه المواد الحيوية.

ويواجه مرضى الحروق الكبيرة، التي تتجاوز 40% من مساحة سطح الجسم، تحديات خطرة عند غياب غطاء بيولوجي فعّال، بعد الاستئصال المبكر للحروق، حيث لا يمتلكون عادةً ما يكفي من الجلد السليم لترقيع الجروح، ما يؤدي إلى تأخر التغطية، وزيادة احتمالات المضاعفات.

ويسهم وصول الجلد المجمّد حديثاً بشكل مباشر، في تحسين فرص النجاة، إذ يتيح إغلاق الجروح مبكراً وتسريع عملية الشفاء، وتجهيز المرضى لمراحل العلاج اللاحقة بكفاءة أعلى، حيث يوفر هذا الجلد حماية فورية للجسم، تمنع العدوى والصدمة وتمنح المريض فرصة حقيقية للنجاة.

وبدأت هذه التقنية عالمياً نهاية الأربعينات من القرن الماضي مع إنشاء أول بنك للجلد، ما أسهم في خفض معدلات وفيات الحروق بشكل ملحوظ، ورفع نسب النجاة إلى أكثر من 90%.

ويُشحن الجلد في درجات حرارة شديدة الانخفاض تصل إلى –80° مئوية للحفاظ على سلامته، ما يجعل سرعة الإفراج عن الشحنات أمراً بالغ الأهمية.

وتمكّن مستشفى أهل مصر من إدخال هذه التقنية إلى البلاد لأول مرة، بعد الحصول على الموافقات الرسمية لاستيراد الجلد البشري المخصص لعلاج الحروق، ليصبح أول مستشفى في مصر يجري عمليات زراعة جلد طبيعي للمرضى.

ويُعد هذا التقدّم نقلة نوعية في الرعاية الطبية للحروق، خاصة أن 70% من المصابين في مصر هم من الأطفال، ما يجعل توفر الجلد البشري وسيلة أساسية لإنقاذ الأرواح وتقليل المضاعفات الخطرة للحروق العميقة.