تم النشر في: 08 ديسمبر 2025, 4:39 مساءً في سجل العمل الخيري والتنموي بالمملكة، تتلألأ أسماء نسائية قيادية لم تكتف بالمشاركة، بل صنعت حضورا مؤسسيا عميق الأثر في مسيرة التنمية المجتمعية المستدامة. تتصدر هذه القائمة الملهمة صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحبة السمو الأميرة نوف بنت عبدالرحمن بن فرحان آل سعود. إن مشاركتهما في العمل التطوعي تجاوزت مفهوم المبادرة العابرة، لتتحول إلى منهج قيادي مؤسسي أسهم بشكل فاعل في تطوير القطاع غير الربحي، ورسخ دور المرأة السعودية كقائدة فاعلة لمبادرات تصنع فرقا ملموسا. هذا هو النداء العميق والوعد الأخلاقي الكامن وراء العطاء كمنظومة متكاملة. خلال حضورهما الملهم في احتفالية "يوم العطاء" بجامعة الفيصل، بمناسبة اليوم العالمي للتطوع ، لم تستعرض سموهما قائمة إنجازات، بل شاركتا جزءا من رحلة طويلة قوامها الإيمان الراسخ بأن العطاء الحقيقي هو مسؤولية مجتمعية لا تقاس بضخامة المبادرة، بل بعمق أثرها وقدرتها على الاستدامة. لقد قدم حضورهما درسا عمليا مفاده أن القيادة الإنسانية الفعالة تنطلق من الرؤية والتجربة الملهمة التي تحدث التحول في نفوس الآخرين قبل المؤسسات. وتتمثل فلسفة سموهما في أن العمل الخيري لا يكتمل إلا عندما يرتقي ليصبح منظومة متكاملة؛ منظومة تقوم على ركائز أساسية تشمل الحوكمة الشفافة، والكفاءة التشغيلية، والاستدامة المالية، فلقد طرحت الأميرة موضي والأميرة نوف نموذجا متطورا للعمل التطوعي، يقوم على التخطيط الاستراتيجي، والفاعلية في تحقيق الأهداف، وأهم من ذلك، تمكين الإنسان وبناء مؤسسات قوية قادرة على النمو والتوسع. على امتداد مسيرتهما، أسهمت الأميرتان في قيادة ودعم منظمات خيرية واجتماعية اضطلعت بدور محوري في تطوير مفهوم التطوع وتمكين الشباب والمرأة. وقد عكست نقاشاتهما في جامعة الفيصل التحولات النوعية التي شهدها القطاع غير الربحي بالمملكة، وكيف تحولت الأفكار الفردية إلى مؤسسات عالية الكفاءة، تعمل بهيكل احترافي يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. عملت سموهما على الارتقاء بالجمعيات الأهلية، وترسيخ مفاهيم الشفافية والحوكمة فيها، كما كان لجهودهما أثر بالغ في تمكين المرأة السعودية لتصبح عنصرا أصيلا وقياديا في منظومة العطاء الوطني، وتوسيع قاعدة المتطوعين من الشباب. ما يجعل نموذج الأميرة موضي والأميرة نوف فريدا، هو أن حضورهما في ميدان العطاء لا يرتبط بمناسبة عابرة، بل هو مسيرة متواصلة جعلت منهما رمزين للعطاء السعودي الواعي؛ ذلك العطاء الذي يرتكز على إحداث أثر عميق متواصل ورفع مستوى المجتمع ككل. في تقديري .. تجربتهما تثبت أن المرأة السعودية اليوم ليست مجرد شريك في التنمية، بل هي قائدة تحول قادرة على إحداث الفرق وإلهام الأجيال المقبلة لتحويل الرؤية النبيلة إلى عمل مؤسسي، والعمل المؤسسي إلى قصة نجاح وطنية يحتذى بها.