مر عام كامل منذ إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس بشكل رسمي في 7 ديسمبر 2024، بعد سنوات من العمل لإعادة ترميمها عقب حريق 15 أبريل 2019، وخلال هذا العام، استقبلت الكاتدرائية أكثر من 11 مليون زائر، متجاوزة بكثير الأعداد التي كانت تسجلها سنويًا قبل الحريق والبالغة بين 8 و9 ملايين زائر، ما يمثل زيادة تقارب 30%، وفقًا لما أكدته إدارة الكاتدرائية.

1600 قداس و650 حجا منظما

ووفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية فقد وصفت سيبيل بيلامي-براون، المسؤولة عن استقبال الجمهور، هذه الأرقام بأنها نجاح فاق جميع توقعاتنا، وأضافت أن نوتردام لم تستعد مكانتها السياحية فحسب، بل عززت أيضًا دورها كمكان للعبادة، حيث أقيم أكثر من 1600 قداس و650 حجًا منظمًا هذا العام، ثلثها دولي.

تاج الشوك

من أبرز المعالم التي جذبت الزوار مرة أخرى هي تاج الشوك، وهي قطعة مقدسة اشترى سان لويس في عام 1238، والتي تُعرض الآن أسبوعيًا بدلاً من مرة واحدة شهريًا. كما تم نصب مذود كبير من بيلين البروفنسي يحتوي على أكثر من خمسين تمثالًا دينيًا حتى 2 فبراير 2026.

أكبر مشاريع الترميم فى القرن 21

وقد ساهمت التبرعات العالمية، التي بلغت 843 مليون يورو من 150 دولة،  في تمويل واحد من أكبر مشاريع الترميم في القرن الحادي والعشرين، ما أظهر الكاتدرائية بمظهر أكثر إشراقًا ونقاءً، مع حجر مصقول وبوابات مضاءة ومفروشات تبرز الطابع القوطي الأصلي.

ومع ذلك، لا تزال أعمال الترميم مستمرة، حيث تتطلب المرحلة النهائية نحو 140 مليون يورو إضافية لاستكمال ما تبقى من هيكل الكاتدرائية والمشاريع الخارجية المخطط لها بعد عام 2030، بما في ذلك واجهات الكاتدرائية الثلاث الكبيرة.

بالرغم من المقترحات بفرض رسوم دخول للزوار غير الأوروبيين، يبقى الدخول مجانيًا، مع الحفاظ على تنظيم تدفق الزوار أثناء القداسات لضمان هدوء المصلين.

نوتردام لا تعيد فقط إحياء التاريخ، بل تثبت بعد ثمانية قرون ونصف من البناء أنها قادرة على إثارة الإعجاب وجذب الجماهير وإلهام العالم حتى اليوم.