شهدت قرية الزوامل التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية في مصر حالة من الذعر والقلق الشديدين، بعد أن تم رصد تمساح يتجول في مصرف القرية المائي، وهو ما يعد حدثاً غير مألوف على الإطلاق في هذه المنطقة الزراعية المكتظة بالسكان، حيث بدأت القصة مع تداول أنباء عن ظهور التمساح، الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي على سلامتهم وسلامة أطفالهم، خاصة وأن المصارف المائية هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في القرية. هذا الظهور المفاجئ استدعى استنفاراً فورياً من قبل الجهات المختصة، بما في ذلك وحدة صيد التماسيح التابعة للجهات البيطرية وشيخ الصيادين المحليين، الذين سارعوا لتنفيذ حملات تمشيط واسعة للمصرف باستخدام الشباك والحواجز في محاولة للسيطرة على الموقف. وتشير التقارير الأولية إلى أن التمساح الذي تم رصده كان صغيراً نسبياً، بطول يقارب 80 سنتيمتراً، وقد جرت محاولات حثيثة لاصطياده بطريقة آمنة، مع ترجيح أن يكون سبب ظهوره هو هروبه من أحد المربين الخاصين، حيث أن وجود التماسيح في بيئة المصارف المصرية يعد أمراً شاذاً وغير طبيعي. قوة العضة الأسطورية: ما مدى قوة عضة تمساح النيل؟ يُعرف التمساح بأنه يمتلك أقوى عضة في مملكة الحيوان على الإطلاق، وهي القوة التي جعلته ملكاً متوجاً للمياه العذبة والمالحة على حد سواء، تتفاوت قوة العضة بحسب نوع التمساح وحجمه، لكن تمساح المياه المالحة، على وجه الخصوص، يحمل الرقم القياسي المسجل، حيث تصل قوة إغلاق فكيه إلى ما يقارب 3,700 رطل لكل بوصة مربعة (PSI)، وهو ما يعادل تقريباً 16,460 نيوتن. هذه القوة الهائلة ليست مجرد رقم، بل هي آلية بيولوجية متطورة تسمح للتمساح بسحق عظام فرائسه الكبيرة وتقطيعها بسهولة، مما يضمن له البقاء في قمة السلسلة الغذائية، إن هذه القدرة الميكانيكية الفائقة هي ما يثير الرعب في قلوب من يواجه هذا المفترس. عضة التمساح فى ميزان القوة عند وضع قوة عضة التمساح في ميزان المقارنة مع أقوى الحيوانات المفترسة الأخرى، يتضح الفارق الشاسع الذي يضعه في مصاف الكائنات الأقوى فكاً، فبينما تصل قوة عضة الإنسان إلى حوالي 160 رطلاً لكل بوصة مربعة فقط، نجد أن التمساح يتفوق بآلاف الأضعاف، على سبيل المثال، تُقدر قوة عضة الضبع، المعروف بقدرته على سحق العظام، بحوالى 1,100 رطل لكل بوصة مربعة، بينما تصل قوة عضة الدب القطبي إلى حوالى 1,200 رطل لكل بوصة مربعة، وحتى القرش الأبيض الكبير، الذي يُقدر البعض قوة عضته بـ 4,000 رطل لكل بوصة مربعة، فإن القياسات الحقيقية والموثقة للتمساح هى الأكثر دقة وثباتاً في السجلات العلمية، مما يؤكد أن التمساح هو صاحب العضة الأقوى بلا منازع، هذا التباين فى القوة يوضح لماذا يُنظر إلى التمساح على أنه آلة قتل بيولوجية لا يمكن مقاومتها بمجرد أن يطبق فكيه على فريسته. نقطة الضعف القاتلة.. السر وراء سهولة الإمساك بالتمساح لكن على الرغم من القوة الجبارة لعضلات فك التمساح المسؤولة عن الإغلاق، والتي لا مثيل لها، إلا أن هذا المفترس يمتلك نقطة ضعف تشريحية مدهشة وغير متوقعة تكمن في عضلات فتح الفك، هذه العضلات ضعيفة للغاية لدرجة أن شخصاً بالغاً يمكنه بسهولة إبقاء فكي تمساح مغلقين باستخدام شريط لاصق أو حتى بيديه فقط، بمجرد أن يتم إغلاق الفم. هذه المفارقة البيولوجية هي السر الذي يمكن أن ينقذ حياة من يواجه التمساح، بالإضافة إلى ذلك، يمتلك التمساح نقطة ضعف حسية أخرى في منطقة الخطم (الأنف)، وهي منطقة شديدة الحساسية، حيث أن توجيه ضربة قوية ومفاجئة إليها يمكن أن يسبب له ألماً وارتباكاً كافيين لإعطاء الضحية فرصة للهروب، كما أن التماسيح، رغم سرعتها الفائقة في الانقضاض لمسافات قصيرة، تفقد طاقتها بسرعة وتصبح بطيئة الحركة على اليابسة في المسافات الطويلة، مما يجعلها أقل خطورة خارج بيئتها المائية. نصائح النجاة.. ماذا تفعل إذا واجهت تمساح؟ فى حال واجهت تمساحاً، سواء كان تمساح الزوامل أو غيره، فإن معرفة نقاط ضعفه يمكن أن تكون مفتاح النجاة، أولاً، إذا كنت على اليابسة، فإن النصيحة الذهبية هى الركض فى خط مستقيم بعيداً عن الماء، وتجنب الركض بشكل متعرج، فخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن التمساح لا يستطيع الحفاظ على سرعته لمسافة طويلة على اليابسة. ثانياً، إذا تمكن التمساح من الإمساك بك، يجب عليك استهداف المناطق الحساسة لديه على الفور، مثل العينين أو الخطم (الأنف)، ومحاولة إحداث رد فعل التقيؤ لديه عن طريق إدخال أى شىء يمكنك الوصول إليه في حلقه، من الضروري جداً تجنب الشد العنيف للطرف الذى أمسك به التمساح، لأن ذلك قد يزيد من الإصابة سوءاً. أما إذا كنت فى الماء، فالأمر أكثر صعوبة، لكن المقاومة المستمرة ومحاولة الوصول إلى اليابسة بأى ثمن تظل هى الخيار الأفضل للنجاة من قبضة صاحب أقوى عضة فى العالم.