يمكن قراءة الجزء الأول من المقال هنا

العمل الجماعي والتنسيق ليسا خيارًا… بل ضرورة حتمية في Helldivers 2

هذه النصيحة موجّهة بشكل مباشر للغواصين الذين يخوضون Rapid Acquisition Missions داخل Helldivers 2 ضمن فريق، سواء كانوا يلعبون مع أصدقائهم أو مع لاعبين عشوائيين. ففي هذا النوع من المهمات، لا يمكن لأي لاعب الاعتماد على مهارته الفردية فقط، لأن ضغط قوات Automaton، وضيق الخريطة، وحمل Platinum Bars يجعل المهمة تتجاوز قدرة الفرد مهما كان مستواه. ولهذا، يصبح التعاون بين أعضاء الفريق والتنسيق الدقيق بينهم عنصرين أساسيين لا يمكن الاستغناء عنهما.

أفضل أسلوب عمل هو تقسيم الفريق إلى مجموعتين واضحتين:

1. حاملان للقضبان (Carriers)
   وهما المسؤولان عن التقاط Platinum Bars ورميها إلى الأمام لمسافات قصيرة، ثم الدفع بها تدريجيًا نحو حاويات الشحن. تركيزهما الكامل يجب أن يكون على تحريك القضبان بأسرع طريقة ممكنة دون الوقوع ضحية الروبوتات.
2. مدافعان (Defenders)
   وهما من يتكفّلان بحماية المسار، والتعامل مع موجات Automaton، وإزالة أي تهديد قد يقترب من حامل القضبان. دورهما حاسم، لأن أي تقصير في الدفاع سيؤدي إلى قتل حامل القضبان وإضاعة التقدّم بالكامل.

وهنا تظهر أهمية تناوب الدور بين أعضاء الفريق. لا يجب أن يتحمّل لاعب واحد مسؤولية حمل القضبان وإبقائه في حالة العجز طوال المهمة. فالحامل يصبح أبطأ، وأضعف، وأقل قدرة على الدفاع عن نفسه. لذلك، على الفريق أن يتبادل الأدوار كل بضع دقائق أو بعد تقدم عدة أمتار، بحيث يتحمل الجميع العبء نفسه.

حتى في حالة اللعب مع لاعبين عشوائيين (Randoms)، فإن مجرّد اعتماد هذا النظام  حاملان ومدافعان مع تناوب مستمر  يجعل المهمة أكثر تنظيمًا ويضمن نسبة نجاح أعلى بكثير. لذلك، بغضّ النظر عمّن يلعب معك، يجب أن تتبع قاعدة واحدة ثابتة:

لا تهمل أبدًا التعاون والتنسيق… فهما العنصران اللذان يحددان النجاح أو الفشل في هذه المهمات القاسية.

بهذا الأسلوب، يتحوّل الفريق من مجموعة لاعبين متفرقين إلى وحدة قتالية متماسكة تستطيع مواجهة ضغط Automatons وإنهاء المهمة بنجاح رغم شدّة الموقف.

استخدام كومبو Eagle Strafing Run مع Orbital Gatling Barrage في Helldivers 2

يُعدّ الجمع بين Eagle Strafing Run و Orbital Gatling Barrage واحدًا من أقوى وأخطر الأساليب الهجومية في مهمّات Rapid Acquisition داخل Helldivers 2، خصوصًا عند مواجهة موجات Automaton التي لا تتوقف. ولهذا السبب يجب أن تكون هذه الاستدعاءات جزءًا ثابتًا من تجهيزاتك (Loadout) قبل دخول المهمة.

فمهما كان نوع العدو  سواء Factory Striders الضخمة، أو Devastators المدرّعة، أو Hulks الهائلة التي ترشّ الرصاص بلا توقف  فإن هذا الكومبو قادر على مسح موجاتهم بالكامل خلال ثوانٍ قليلة.
يبدأ الأمر بـ Eagle Strafing Run الذي يُطلق وابلًا سريعًا ودقيقًا من النيران على خط مستقيم، مما يفتح الطريق ويمنحك مساحة للتحرك. ثم يأتي Orbital Gatling Barrage ليحوّل ساحة المعركة إلى جحيم دوّار من الرصاص المتساقط من المدار، فيمزّق تجمعات الروبوتات ويدمّر الصفوف الخلفية التي تستعد للهجوم.

وما يجعل هذا الكومبو مثاليًا هو أنّ مدة إعادة الشحن (Cooldown) لكل من هذين الاستدعاءين ليست كبيرة، ما يعني أنّه يمكن استخدامها بشكل متكرر خلال المهمة الواحدة. ومع الاستخدام الاستراتيجي — تحديد المناطق الأكثر ازدحامًا، واستهداف نقاط الظهور، وتوقع تحركات Automatons — يصبح بإمكانك السيطرة على ساحة المعركة بالكامل وإبقاء فريقك في وضع هجومي دائم بدلًا من الدفاع اليائس.

وفي اللحظات التي تكون فيها هذه الاستدعاءات في فترة إعادة الشحن، يجب عليك الانتقال إلى خطّة الدعم الدفاعية. ويكون ذلك عبر نصب الـ Sentries المناسبة بالقرب من حاويات النقل، مثل:

• Autocannon Sentry القادرة على تمزيق الأعداء متوسطَي الحجم بسرعة.
• Gatling Sentry التي تقدّم نيرانًا كثيفة ومستدامة لإيقاف وحدات Automaton المندفعة.

هذه الأبراج الدفاعية تعمل كجدار صدّ يُعطي اللاعبين المسؤولين عن حمل Platinum Bars غطاءً مستمرًا، ويمنع الروبوتات من اختراق المنطقة أو محاصرة الفريق بينما ينتظرون عودة الاستدعاءات القوية من فترة الـ Cooldown.

وباستخدام هذا الكومبو الهجومي المدمّر، مع دعم sentries بشكل مستمر، يصبح بإمكان الفريق تحويل المهمة من صراع على البقاء إلى عملية منهجية ناجحة تتقدم فيها نحـو الهدف بثبات، وتبقى فيها موجات Automatons عاجزة عن السيطرة على المشهد.

بهذا الأسلوب، يتحوّل اللاعب من مدافع هشّ وسط النار إلى قوّة هجومية قادرة على فرض سيطرتها حتى على أصعب بيئات Helldivers 2.

الاستمتاع بالتحدّي في Helldivers 2

إنّ التعامل مع Rapid Acquisition Missions في لعبة Helldivers 2 يحتاج إلى أكثر من القوة النارية والاستراتيجيات التكتيكية. فالتوازن النفسي وطريقة استقبال اللاعب للفوضى المحيطة به يلعبان دورًا محوريًا في نجاحه خلال هذه المهمّات الشديدة. وكلّما شعر اللاعب بالضيق أو التوتر أو الانزعاج من كثافة الهجمات المتتالية للـ Automatons، زادت الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها، وزادت معها احتمالية فشل المهمة أو خسارة التقدم الذي حقّقه.

ولهذا، فإن أول نصيحة ذهبية يقدمها لاعبون مخضرمون هي أن تسمح لنفسك بالاستمتاع بالفوضى. بدلًا من مقاومة الضغط العصبي أو الانفعال خلال كل لحظة، عليك أن تتقبّل طبيعة المهمّة كما هي: متوترة، هستيرية، مليئة بالمخاطر، وتعتمد على استجابتك اللحظية وقدرتك على اتخاذ القرار بسرعة. حين تتقبل هذه الفوضى، سيتحوّل الضغط الذهني إلى طاقة إيجابية، وستنفتح أمامك مساحة للتفكير بوضوح واتخاذ قرارات استراتيجية عوضًا عن ردود الفعل العشوائية.

إنّ التفكير الهادئ قبل خوض المهمّة، ومحاولة تحليل الوضع قبل النزول إلى أرض القتال، يمنحك أفضلية واضحة. فكلّما فكرت بعمق في طريقة التعامل مع العدو وطبيعة الخرائط الضيقة التي تجري فيها هذه المهمّات، كانت نتائجك على أرض المعركة أفضل. فالعقل المنفتح على التحدّي لا يتشنّج أمام موجات الـ Automatons، بل يجد فيها فرصة لرصد نقاط ضعف العدو، والتحرّك بذكاء بدلًا من الاندفاع الأعمى.

ورغم كل ما سبق، لا يمكن تجاهل أنّ هذه التجربة يمكن أن تكون مُرهقة. فالعدد الهائل من قوات الـ Automatons التي تظهر بلا توقف على خرائط ضيقة للغاية يفرض ضغطًا مستمرًا. هذه الخرائط لا تمنحك أي مساحة للاختباء أو التراجع، مما يجعل كل خطوة محسوبة، وكل لحظة صمود مكلفة. وفي كثير من الأحيان، قد يشعر اللاعب أنّه عاجز أمام هذا الطوفان من الأعداء، وأنّ أي حركة خاطئة ستجعله هدفًا سهلًا.

ورغم ذلك، فإن أفضل ما يمكن فعله هو النظر إلى الفوضى باعتبارها جزءًا من التحدّي نفسه. فبدلًا من التركيز على الإرهاق الذي تسببه هجمات العدو، يمكنك مراقبة الوضع بوعي أكبر، وتحليل اتجاهات هجوم الأعداء، وإعادة تقييم موقعك وموقع فريقك، واتخاذ قرارات أكثر اتزانًا. فالعشوائية الظاهرة في المعركة تخفي قواعد ثابتة يمكن فهمها بمرور الوقت، وكلما فهمت هذه الأنماط، أصبحت السيطرة على الموقف أسهل.

الـ Automatons لن يتراجعوا، ولن يمنحوك دقيقة لالتقاط أنفاسك، ولن يخفّفوا هجماتهم احترامًا لظروف اللاعبين. ولهذا السبب تحديدًا، يجب عليك أن تتصرّف بنفس القوة والصلابة. يجب ألا يصيبك التردد أو الخوف أو اليأس. عليك أن تواجههم بكل ما لديك من مهارة وتصميم، وأن تمنح المهمّة كل طاقتك، وأن تجعل من الفوضى مجالًا تتألّق فيه بدلًا من أن تنكسر أمامه.

وفي النهاية، فإن تقبّل التحدّي والاستمتاع بكل لحظة من لحظات المعركة، حتى في أصعب الظروف، سيجعلك أكثر قدرة على الإبداع داخل اللعبة، وسيمنحك السيطرة على الموقف، وسيحوّل المهمّات القاسية إلى تجربة ممتعة مليئة بالإثارة، تكشف فيها عن مهارتك الحقيقية وقدرتك على الصمود تحت الضغط.