منوعات / صحيفة الخليج

تكريم سناء البيسي.. «جروح بلا ندبات» تواجه العنف الإلكتروني ضد المرأة

في إطار حملة الـ16 يوماً من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة، نظّمت لجنة الفنون والثقافة بالمجلس القومي للمرأة في ندوة بعنوان «العنف الإلكتروني ضد المرأة ومهارات النجاة - جروح بلا ندبات».

حضرت الندوة المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس، ود.إيناس عبدالدايم، عضو المجلس ومقررة اللجنة ووزيرة الثقافة الأسبق، ود.رضا حجازي، التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق، وعدد من عضوات اللجنة وأعضائها، إلى جانب طالبات وطلاب من جامعات عين شمس وحلوان والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

في كلمتها، أكدت المستشارة أمل عمار أن «هذه الحملة العالمية ليست مجرد نشاط توعوي، وإنما هي تجديد سنوي للالتزام بحماية كل امرأة وفتاة تتعرض لأي شكل من العنف، وبخاصة الإلكتروني الذي بات يمثل أحد أخطر التحديات المعاصرة».

وأشارت إلى أن العنف الإلكتروني لا يقتصر على الرسائل المسيئة أو التنمر أو انتهاك الخصوصية، إذ يمتد أثره ليصيب نفسية المرأة وأسرتها ومحيطها الاجتماعي، ويقوّض شعورها بالأمان في الفضاء الرقمي.

وأكدت أن الدولة المصرية أولت قضايا حماية وتمكين المرأة أولوية متقدمة، ومن ضمنها مواجهة العنف الإلكتروني. وشدّدت على أن الفنون والثقافة ليست ترفاً، بل قوة ناعمة قادرة على تشكيل الوعي المجتمعي ومواجهة خطاب الكراهية والتحرش والتنمر الرقمي، عبر تأثيرها الممتد في السينما والمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية.

واختتمت كلمتها بتقديم الشكر لكل فنانة ومثقفة ومبدعة جعلت من فنها صوتاً للمرأة، ومن ثقافتها جسراً للدعم والحماية. وباسم المجلس القومي للمرأة، جدّدت الالتزام بمواصلة العمل على حماية نساء مصر وفتياتها، في الواقع وفي الفضاء الإلكتروني، حتى تنعم كل امرأة بالأمان والكرامة والاحترام.

جلسات وورش

الندوة التي أدارتها مها شهبة، عضو لجنة الثقافة والفنون بالمجلس، تضمنت جلسات نقاش وورش عمل تفاعلية بدأت بمقدمة تعريفية جاء فيها: «هناك جروحٌ لا تُرى.. لا تترك ندبةً على الجلد، لكن يبقي أثرها في الروح وتغيّر إيقاع الحياة من الداخل. ضغطةُ زر قد تشوه سمعةً، وتفتح على فتاةٍ باب محكمةٍ بلا قضاة أو حتى تنهي حياة.. لهذا نحن هنا، كل عشر دقائق تُقتَل امرأةٌ على يد شريكٍ أو فردٍ من الأسرة على مستوى العالم، هذه هي خلفية المشهد للعنف ضد المرأة عموماً، ثم جاءت الشاشات، فأضافت طبقةً من العنف غير المرئي تُضاعِف نفسه وتُقاوم المحو، صار الأذى أسرعَ من الاعتذار وأبطأَ من النسيان، في استطلاع أممي أخير شمل 31 بلداً، قالت 58% من الفتيات إنهنّ تعرّضن لتحرّشٍ إلكتروني، كأن الطريق العام انتقل إلى الجيب الخلفي الذي يسكنه الهاتف المحمول، ونحن هنا اليوم لا نحصي الجراح؛ وإنما لسهم في صنع مسارات للنجاة».

ولأن الأدب والفن يملكان ما لا يملكه غيرهما: وهي القدرة على تحويل الجرح إلى معنى، والخوف إلى لغة مفهومة، شهدت الفعالية جلسة حوارية تناولت دور الأدب والسينما والدراما في مكافحة العنف الإلكتروني، أدارتها د.جهاد محمود عواض، أستاذ الأدب المقارن والنقد الأدبي الحديث المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس، وعضوة اللجنة، وشاركت في الجلسة د. ميرفت أبو عوف، عميدة كلية الفنون البصرية والإبداع بجامعة إسلسكا، والفنانة وفاء الحكيم، ود. ثناء هاشم، الأستاذة بالمعهد العالي للسينما والروائية، والكاتبة المصرية هالة البدري التي تناولت دور الأدب في توثيق ومقاومة العنف ضد المرأة بين الأدبين المصري والصربي.

تكريم رائدات

جاءت فقرة التكريم لتحتفي برائدتين أسهمتا في تشكيل وتغيير وعي المجتمع بقضايا المرأة، الأولى الكاتبة الصحفية سناء البيسي بوصفها صاحبة مشروع مهني متكامل، لا مجرد قلم لامع وريشة زاهية، وهي تنتمي إلى الجيل الذهبي، ومؤسسة «نِصف الدنيا» عام 1993، المجلة التي صنعت تحولاً فارقاً في مفهوم مجلة المرأة لتجعلها لكل الدنيا. وسناء البيسي أيضاً

صاحبة الحضور المبدع في «الأهرام»، وكاتبة «حكايات هو وهي» عام (1985)؛ العمل الذي أعاد تعريف الحوار بين الرجل والمرأة على بجدية وأناقة.

وفي إطار التكريم وصفت المستشارة أمل عمار الكاتبة سناء البيسي بـ«ذاكرة الصحافة المصرية في بيت المرأة المصرية».

المكرمة الثانية هي الكاتبة الراحلة فتحية العسال، وتسلمت الدرع ابنتها الفنانة صفاء الطوخي، تقديراً لتجربة شخصية مهمة لامرأة خرجت من الحرمان من التعليم إلى صناعة المعنى، ومن بيت يُغلق الأبواب إلى مسرح يفتح المجتمع كله على ضوء الأسئلة، وتجربة درامية ثرية كسرت الصور النمطية وقدمت أعمالاً مؤثرة مثل مسلسل «هي والمستحيل».

دائرة الحكي

تضمنت الفعالية تجربة «دائرة الحكي» بعنوان «كيف نفذن من الحائط الشفاف؟» وشاركت فيها د.رشا عبدالمنعم، والفنانة سلوى محمد علي، والمخرجتان عبير لطفي، وعبير علي، مديرة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، والفنانة وفاء الحكيم.

واستعرضت المبدعات خلال الدائرة تجاربهن وتحدياتهن ورؤيتهن لقضايا الفن والعنف ضد المرأة.

ثم انتقلت الفعالية من الكلام إلى الفعل، فقدمت الكاتبة الصحفية أمل فوزي ورشة عن «التعافي بالكتابة التعبيرية»، موضحة شروطها وأساليبها.

وفي مداخلة اللواء د. محمد رضا الفقي، رئيس قسم الطب النفسي والأعصاب بالأكاديمية الطبية العسكرية، تحدث عن التنمر والعنف الإلكتروني ضد المرأة وتناول قضية التشافي بالكتابة بشكل منهجي وعلمي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا