تباينت الأسهم الأمريكية، الأربعاء، وسط حالة من الحذر سيطرت على تعاملات المستثمرين. وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.40%، بينما انخفض مؤشر إس آند بي 500 0.02%، وصعد مؤشر داو جونز 0.37%، في امتداد لموجة التذبذب التي شهدتها الأسواق خلال الجلسات الأخيرة. رغم الأداء الضعيف، يظل مؤشر إس آند بي 500 قريباً من مستوياته القياسية، إذ يفصله نحو 0.7% فقط عن أعلى مستوى تاريخي سجله في 28 أكتوبر الماضي. وكان المؤشر قد تعرض لضغوط عقب تصريحات حذرة من مسؤولي السياسة النقدية في نهاية أكتوبر، قبل أن يعاود الارتفاع بدعم تفاؤل المستثمرين بتحسن الأداء الاقتصادي خلال الفترة المقبلة. وفي المقابل، برزت تحركات لافتة في الأسهم الصغيرة، حيث سجّل مؤشر راسل 2000 مستوى قياسياً جديداً، مدعوماً بموجة تدوير قطاعية أعادت توجيه السيولة نحو الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة. وترتبط هذه الشركات عادةً بشكل أكبر بتغيرات أوضاع السوق، ما يجعلها أكثر حساسية لتحوّلات البيئة الاقتصادية. وأكد دوغ بيث، استراتيجي الأسهم العالمية في معهد ويلز فارجو للاستثمار، أن اتساع نطاق المشاركة في ارتفاعات السوق يعكس نظرة أكثر تفاؤلاً من جانب المستثمرين تجاه آفاق النمو. وأضاف أن النشاط الاقتصادي قد يشهد تسارعاً خلال 2026 مدعوماً بعوامل هيكلية، تشمل تخفيضات ضريبية مرتقبة وتوسّعاً مستمراً في الاستثمارات التكنولوجية، ما يعزز أداء قطاعات واسعة في السوق الأمريكية. الأسهم الأوروبية انخفضت الأسهم الأوروبية، الأربعاء، وسط إحجام المستثمرين عن اتخاذ رهانات كبيرة، في الوقت الذي يدرسون فيه أيضاً مجموعة من تحديثات الشركات. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.02% إلى 577.05 نقطة، ويتجه لتسجيل رابع جلسة من التراجعات. كما انخفض مؤشر داكس 0.48% إلى 24048 نقطة، وكاك 0.35% إلى 8024.60 نقطة، وفوتسي إم آي بي 0.28% إلى 43452.02 نقطة. وفي المقابل، ارتفع مؤشر فوتسي 0.27% إلى 9667.33 نقطة. وانخفضت أسهم القطاعين المالي والصناعي التي دعمت الأسواق في الجلسات الماضية. ونزلت أسهم شركات التأمين 0.4 في المئة متأثرة بتراجع سهم إيجون 7 في المئة بعد تقديم تحديث لتداولاتها. وسيتابع المستثمرون عن كثب تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول بحثاً عن مؤشرات حول كيف سيتناول البنك السياسة النقدية العام المقبل في ظل اتجاه الاقتصاد نحو حالة من الضعف. الأسواق الآسيوية لامس مؤشر الأسهم توبكس الياباني واسع النطاق مستوى قياسياً مرتفعاً قبل أن يفقد زخمه الأربعاء، إذ يترقب المستثمرون قرارات لبنك اليابان المركزي. ووصل المؤشر توبكس إلى مستوى غير مسبوق عند 3408.99 نقطة في التعاملات المبكرة قبل أن يفقد الزخم ويغلق مرتفعاً بنسبة 0.1 بالمئة فقط عند 3389.02 نقطة. وانخفض المؤشر «نيكاي»، 0.1 بالمئة ليغلق عند 50602.80 نقطة. وتراجعت الأسهم الأمريكية على نطاق واسع خلال الليل وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي سيتبنى لهجة أكثر ميلاً إلى تشديد السياسة النقدية. وفي الوقت ذاته، يُلمح بنك اليابان إلى أنه يستعد لرفع سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل لترويض التضخم ومعالجة انخفاضات الين. وشكّل ضعف الين عاملاً إيجابياً لشركات صناعة السيارات، إذ ارتفع سهم هوندا موتور 3.3 بالمئة وسهم تويوتا موتور 1.6 بالمئة. وارتفع 147 من الأسهم المدرجة على المؤشر «نيكاي» مقابل انخفاض 75 سهماً. وكان أكبر الرابحين سهم شركة دوا هولدينجز الذي قفز 6.3 بالمئة، يليه سهم شركة توتو الذي ارتفع 4.8 بالمئة. أما أكبر الخاسرين فكان سهم شركة شيونوجي لصناعة الأدوية، إذ انخفض 4.7 بالمئة، يليه سهم شركة ليزرتك لصناعة الرقائق الإلكترونية بانخفاض 4.2 بالمئة.