بعد ان استعرضنا أفضل ألعاب Tactical RPG التي تقدم أعمق أنظمة التخصيص للشخصيات الجزء الأول و الجزء الثاني و الجزء الثالث نستكمل القائمه في الجزء الرابع.
التجربة التكتيكية العميقة في Pathfinder Wrath of the Righteous

يعرف معظم اللاعبين حول العالم الأساسيات العامة لعالم Dungeons and Dragons وتأثيره الكبير على ألعاب تقمص الأدوار الحديثة. لكن عددًا أقل يدرك أن نظام Pathfinder المبني على إصدار D&D الثالث قد أصبح واحدًا من أكثر الأنظمة تطورًا ومرونة على الإطلاق. ومن هذا النظام خرجت لعبة Pathfinder Wrath of the Righteous التي أثبتت أنها من أعمق وأغنى تجارب الـRPG التكتيكية في العقد الأخير رغم كونها أقل شهرة من Baldur’s Gate 3.
تضع اللعبة اللاعب في دور قائد الحملة الخامسة وهي معركة كبرى تهدف إلى صد جيوش هائلة من الشياطين التي تغزو العالم. ومنذ اللحظة الأولى يشعر اللاعب بضخامة المغامرة لأن اللعبة لا تكتفي بسرد خطي بل تقدم عالمًا مليئًا بالاختيارات الأخلاقية ومسارات متعددة تتغير بناء على قرارات اللاعب داخل الحوارات والمعارك والمواقف الدبلوماسية. ويؤدي كل اختيار إلى نتائج حقيقية تعيد تشكيل مستقبل العالم والشخصيات المحيطة باللاعب.
ويظهر العمق الأبرز في Pathfinder Wrath of the Righteous في التخصيص الواسع للشخصيات. فكل شخصية يمكن بناؤها بطرق لا حصر لها عبر عشرات الفئات الأصلية والفئات المتقدمة التي يمكن دمجها. بالإضافة إلى شجرة قدرات ضخمة، ومئات المهارات، وأنواع السحر المختلفة، وبناء الأسلحة، والسمات، ومسارات Mythic Paths التي تمنح اللاعب قوة خارقة تغير شكل المعارك تمامًا. وهذا يجعل كل فريق مختلفًا عن الآخر وكل تجربة لعب فريدة بحجم التخصيص الذي يختاره اللاعب.
وعلى مستوى القتال تقدم اللعبة مواجهات صعبة تحتاج إلى تفكير عميق واستراتيجية واضحة. فالأعداء أقوياء وساحات القتال مليئة بالفخاخ والعناصر التي تتفاعل مع السحر والمهارات. ويحتاج اللاعب إلى دراسة مواقع الوحدات واختيار التعاويذ المناسبة والتوقيت المثالي للهجوم أو الدفاع. ولهذا يرى الكثير من محبي TRPG أن اللعبة تقدم معارك من أكثر المواجهات إثارة وتحديًا في هذا النوع.
إضافة إلى ذلك تعتمد اللعبة على مسار Mythic Paths وهو نظام يتيح للاعب اختيار مصدر قوة أسطوري مثل ملاك أو شيطان أو Lich أو Trickster وغيرها. وكل مسار يغير أسلوب القتال، ويمنح اللاعب قدرات غير تقليدية، ويفتح فصولًا جديدة في القصة، ويغير أيضًا طريقة تفاعل العالم والشخصيات مع القائد. ويمنح هذا النظام اللعبة عمقًا سرديًا إضافيًا يجعل اللاعب يشعر بأن أفعاله تعيد تشكيل العالم بأكمله.
وتتميز اللعبة كذلك بتقديم عالم غني مليء بالمحادثات والمهام الجانبية والمناطق المتشعبة. وتستطيع الشخصيات في الفريق بناء علاقات مع القائد ومع بعضها البعض عبر مسارات سردية مكتوبة بعناية تجعل كل شخصية تمتلك هويتها ودوافعها ونقاط ضعفها الخاصة. وهذا ينعكس على القصة العامة ويمنحها وزنًا حقيقيًا يتجاوز مجرد مواجهة الشياطين.
وبفضل هذا المستوى من العمق في التخصيص والمعارك والسرد يرى كثيرون أن Pathfinder Wrath of the Righteous هي واحدة من أفضل ألعاب RPG التكتيكية لمن يبحث عن تحدٍ حقيقي وتجربة ممتدة تعتمد على القرارات والذكاء قبل الاعتماد على الأرقام. وكل من استمتع بعالم Baldur’s Gate 3 مطالب بتجربة هذه اللعبة لأنها تقدم مستوى مشابهًا من الحرية لكن بطابع أكثر تعقيدًا وكثافة في بناء الشخصيات والمواجهات.
التجربة التي أعادت تعريف التكتيك والتهديد الدائم في XCOM 2

تُعد سلسلة XCOM واحدة من أقدم وأهم السلاسل التي شكلت ملامح ألعاب TRPG الرقمية. فمنذ ظهورها الأول اعتمدت على فكرة الغزو الفضائي وقدمتها بطريقة استراتيجية جعلت من السلسلة مرجعًا بصريًا وميكانيكيًا للعديد من الألعاب التي جاءت بعدها. ومع صدور XCOM 2 أصبحت السلسلة أكثر نضجًا وقوة إذ قدمت مزيجًا من التحديات التكتيكية والمواجهات الصعبة والقرارات المصيرية التي تغيّر مصير الفريق كاملًا.
وتُعد اللعبة من أفضل نقاط البداية للّاعبين الجدد في المجال التكتيكي لأنها تقدم الأساسيات بوضوح لكنها لا تتهاون في العقاب عند ارتكاب الأخطاء. وتتميز XCOM 2 بوجود نظام فقدان دائم للشخصيات الذي يضفي توترًا كبيرًا على كل مواجهة. فخسارة جندي ليست مجرد تراجع مؤقت بل خسارة كاملة لتقدم طويل، وهذا يجعل كل خطوة داخل المعركة قرارًا مصيريًا يجب التفكير فيه بعناية.
ويعتمد القتال في XCOM 2 على فكرة المواجهات التي تشبه مباراة شطرنج خطيرة. فكل حركة وكل زاوية وكل قطعة غطاء تمتلك تأثيرًا مباشرًا على احتمالات النجاة أو الخسارة. ويحتاج اللاعب إلى تنسيق دقيق بين فئات الجنود المختلفة، واختيار القدرات المناسبة، وتحقيق التكامل بين أساليب القتال المتنوعة بما يضمن السيطرة على ساحة المعركة. وكلما زاد عدد الخيارات المتاحة زادت المسؤولية التي يتحملها اللاعب في التخطيط للمعركة القادمة.
وتقدم اللعبة نظام تخصيص واسع للجنود إذ يمكن تطوير شخصيات مختلفة عبر مسارات متعددة تمنح كل جندي هويته القتالية الخاصة. فمن الجنود القناصة إلى المختصين بالدعم التقني إلى جنود الهجوم المباشر يمنح كل دور طابعًا مختلفًا للاستراتيجية المستخدمة. ويصبح بناء فريق متوازن أمرًا حاسمًا خاصة عندما تبدأ التحديات بالتصاعد وتزداد قوة الفضائيين وقدراتهم.
ولا تتوقف القوة الاستراتيجية عند حدود المعارك فقط، بل تمتد إلى الإدارة الشاملة لقاعدة العمليات حيث يخطط اللاعب للأبحاث الخاصة بالأسلحة والتقنيات الجديدة وبناء مرافق متقدمة وتطوير الدروع. وهذا الجانب الإداري يمنح اللاعب شعورًا بأنه قائد حقيقي يدير حربًا مستمرة ضد عدو ذكي ومتطور.
وزادت اللعبة جودة التجربة مع إصدار محتوى إضافي قدّم وحدات جديدة وتحديات متنوعة ومهام أكثر خطورة وتطورات في الذكاء الاصطناعي للّأعداء. وأصبح كل تحديث يعزز من صعوبة اللعبة ويضيف عمقًا جديدًا لسياقها الاستراتيجي مما يجعل XCOM 2 واحدة من أكثر ألعاب TRPG اكتمالًا وتوازنًا.
وبسبب قدرتها على دمج التوتر الدائم، ونظام فقدان الشخصيات، والبناء المعمق للفريق، والإدارة الاستراتيجية بعيدة المدى أصبحت XCOM 2 تجربة لا غنى عنها لمحبي الألعاب التكتيكية. إنها لعبة تضعك في مواجهة أخطار حقيقية وتجبرك على التفكير في كل خطوة وتعلمك معنى أن يتحمل اللاعب مسؤولية كل قرار يقوم به داخل ساحة معركة لا ترحم أحدًا.
كاتب
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
