دبي: أحمد البشير 

حافظت دولة الإمارات على صدارتها العالمية بوصفها صاحبة أقوى جواز سفر في العالم، للعام السابع على التوالي، وفق مؤشر جوازات السفر 2025، الصادر عن شركة «أرتون كابيتال».

وجاء هذا الإنجاز في وقت شهدت فيه معظم جوازات السفر العالمية تراجعاً ملموساً في قوة التنقل خلال عام 2025، بينما ظل الجواز الإماراتي في موقع الريادة من دون منافس.

الحفاظ على التقدم

أوضح التقرير أن الإمارات تمكنت من الحفاظ على تقدمها رغم التقلص العالمي في حرية السفر، إذ يتمتع حامل الجواز الإماراتي اليوم بالدخول إلى 129 وجهة من دون تأشيرة، و45 وجهة بتأشيرة عند الوصول، و8 دول بنظام تصريح السفر الإلكتروني، ليبلغ بذلك مؤشر التنقل 179 نقطة، وهو الأعلى عالمياً. ويؤكد التقرير أن الإمارات من الدول القليلة التي استطاعت مقاومة تراجع الانفتاح العالمي، بل وتوسيع نطاق حركتها الدولية.

استراتيجية دبلوماسية

أشار أرماند أرتون، الرئيس التنفيذي ل «أرتون كابيتال»، إلى أن قوة الجواز الإماراتي تعكس استراتيجية دبلوماسية طويلة الأمد، وشراكات ثنائية مبنية على الثقة والاستقرار، فضلاً عن مكانة الدولة مركزاً اقتصادياً عالمياً جاذباً للأفراد الأكثر ثراءً وكفاءة. والإمارات تستفيد من تحولها إلى وجهة رئيسية للراغبين في الاستقرار أو الاستثمار، مستفيدة من برامج مثل التأشيرة الذهبية لمدة 10 سنوات.

تراجع جوازات دول

بينما تواصل الإمارات تعزيز موقعها، شهدت جوازات سفر كبرى تراجعاً خلال عام 2025، فقد انخفضت قوة جوازات المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، مع خسارتها عدداً من الوجهات التي كانت متاحة سابقاً من دون تأشيرة، حيث تراجعت بريطانيا إلى المركز 39، والولايات المتحدة إلى المركز 41، وكندا إلى المركز 40.

ويشير التقرير إلى أن هذه الدول التي كانت يوماً ضمن الأقوى عالمياً أصبحت الآن أقل تنافسية أمام جوازات صاعدة.

وعلى الجانب الآخر، سجلت آسيا تقدماً لافتاً، حيث قفزت سنغافورة بشكل مثير من المركز 30 إلى المركز الثاني عالمياً، بمؤشر تنقل بلغ 175 نقطة، تلتها ماليزيا التي ارتقت من المرتبة 41 إلى 17 لأول مرة في تاريخها. كما حافظت اليابان وكوريا الجنوبية على قوتهما رغم انخفاض طفيف في نقاطهما، ما يؤكد تنامي النفوذ الدبلوماسي الآسيوي في مشهد حرية السفر العالمي.

أما أوروبا، فبالرغم من استمرار تفوقها النسبي بوجود معظم جوازاتها ضمن المراكز العشرين الأولى، إلا أنها فقدت بعضاً من قوتها، حيث تراجعت جوازات دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا من مستويات 178–179 إلى نحو 174 نقطة، نتيجة تغييرات في السياسات الحدودية وتشديد شروط الدخول. ويشير التقرير إلى أن نفوذ أوروبا ما زال قوياً، لكنه لم يعد كما كان قبل عامين فقط.

ويبرز التقرير في ختامه أن العالم يتجه نحو مزيد من الانغلاق وتراجع حرية الحركة، ما يجعل قيمة الجواز القوي أعلى من أي وقت مضى، سواء للأفراد الباحثين عن حرية السفر أو للدول التي تسعى لتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق، تبقى الإمارات مثالاً نادراً لدولة تمكنت من توسيع نفوذها وحضورها الدولي بينما يشهد العالم اتجاهاً معاكساً.