فن / ليالينا

سعود وينه؟ كواليس العمل القطري الذي أعاد أجواء التشويق إلى الواجهة

قدّم فريق "سعّود وينه؟" تفاصيل جديدة حول التجربة التي قادها المخرج محمد الإبراهيم، في عمل اعتمد على التشويق النفسي داخل مزرعة عائلية تتحول أحداثها تدريجيًا من أجواء بسيطة إلى مساحة مكثفة من الغموض والبحث عن الحقيقة.

وتأتي هذه التصريحات بعد مشاركة الفيلم في مهرجان الدوحة السينمائي، حيث لفت الأنظار إلى توجه سينمائي جديد يركز على الدراما العائلية الممزوجة بالتوتر النفسي.

محمد الإبراهيم يروي رحلة بناء فيلم قائم على التوتر الداخلي

كشف المخرج محمد الإبراهيم لـ"et بالعربي" مسار العمل الذي امتد عبر سنوات خبرته التي تتجاوز 15 سنة بين السينما والتلفزيون والإعلام.

درس الإبراهيم العدالة الجنائية والسينما، ثم التحق بجامعةكاليفورنيا في إيرفاين لاستكمال دراسته السينمائية، وهي خلفية يوضح أنها أثرت على أسلوبه في التعامل مع التوتر البصري، وربط المشاهد بمعاني رمزية داخل كل لقطة.

أوضح الإبراهيم أن قصة الفيلم تبدأ كجمعة شبابية داخل مزرعة عائلية، حيث يجتمع حمّود وسعّود مع الأصدقاء في ليلة واحدة تتحول تدريجيًا إلى لغز غير متوقع بعد اختفاء سعّود. دخول شخصية عيسى في توقيت حساس يفتح الباب أمام سلسلة من الشكوك، وتبدأ ملامح الحكاية في التحول من مقلب بسيط إلى حدث يفوق ما يتخيله الجميع.

ذكر الإبراهيم أن العمل مرّ بستة أشهر من الكتابة والمراجعة قبل التصوير، ثم انتقل الفريق إلى مرحلة تصوير مكثفة استمرت 19 يومًا مع اعتماد دقيق على الإضاءة وزوايا التصوير والإيقاع النفسي للمشاهد. كل عنصر في الديكور وُظّف لخدمة المزاج العام للفيلم، بما في ذلك تفاصيل صغيرة تُبرز صراع الشخصيات بين ما تظهره وما تخفيه.

تشويق نفسي مستلهم من مدرسة هيتشكوك

استند الإبراهيم في بناء التشويق إلى أسلوب يعتمد على الكشف التدريجي للمعلومات للمشاهد قبل الشخصيات، مستلهمًا مفهوم امتياز المشاهد لدى هيتشكوك.

هذا الأسلوب جعل المتلقي يتابع رموزًا مبكرة في سلوك عيسى قبل أن ينتبه إليها حمّود وبقية الشخصيات، ليصبح التوتر جزءًا من الإيقاع الطبيعي للحكاية بدل الاعتماد على الصدمات السريعة أو الأصوات المفاجئة.

اعتمد الفيلم على تقديم اللقطة كمساحة توحي بشيء غائب خلف المشهد، مع استخدام الظلال والحركة البطيئة والفراغات الصامتة، ليبقى المتلقي في منطقة بين الإدراك وعدم اليقين.

اختيار الممثلين.. بناء الشخصيات وفق حضورهم الواقعي

أشار الإبراهيم إلى أن شخصية سعّود كُتبت بمراعاة الروح الخفيفة التي اشتهر بها الممثل سعد النعيمي، بينما احتاجت شخصية حمّود إلى ممثل قادر على التعبير عن ثقل المسؤولية بملامح هادئة، فوقع الاختيار على مشعل الدوسري.

أما دور عيسى، فاحتاج إلى حضور هادئ يثير الريبة، وهو ما وجده في عبدالعزيز الدوراني الذي تعاون معه منذ أول أفلامه القصيرة.

مشعل الدوسري يقدّم حمّود.. شخصية محاصرة بالمسؤولية والقلق

قدّم مشعل الدوسري تجربته في الفيلم باعتبارها محطة مهمة في مسيرته، موضحًا أن شخصية حمّود تحمل عبئًا داخليًا كبيرًا يظهر من خلال تناقضات يعيشها في ليلة واحدة.

حمّود هو الابن الأكبر الذي يتحمل مسؤوليات العائلة والعمل، لكنه يجد نفسه في مواجهة لغز يتصاعد مع مرور الوقت، خصوصًا مع إشارته إلى سر قديم ورثه عن والده ثم يجد نفسه أمام إمكانية تطبيقه للمرة الأولى.

وصف الدوسري طبيعة الشخصية بأنها تحتاج ًا معمّقًا، نظرًا لتنوع التحولات التي يعيشها حمّود منذ لحظة اختفاء أخيه وحتى مواجهة احتمال أن تكون الأحداث مرتبطة بذكريات مدفونة وقرارات مؤجلة. وشكر الدوسري ثقة المخرج وفريق كتارا، معتبرًا أن الفيلم يشكّل خطوة مهمة لإحياء النشاط السينمائي في قطر.

القصة.. خدعة قديمة تنقلب إلى ليلة من الغموض

تعتمد الحبكة على ذكرى طفولية جمعت حمّود وسعّود مع والدهما عندما تعلموا خدعة سحرية بسيطة. بعد سنوات، يقرران إعادة اللعبة أمام الأصدقاء داخل المزرعة في ليلة عاصفة؛ ينجح حمّود في تنفيذ الخدعة ويختفي سعّود، لكنه يفشل في إعادته. عند هذه اللحظة تتغير الأجواء كليًا، وتصبح المزرعة مساحة من الأسئلة والظلال والذكريات التي تعود إلى السطح.

وجود عيسى يضيف أبعادًا نفسية تفتح باب الشكوك حول حقيقة ما يجري، لتتحول الخدعة من لعبة قديمة إلى مواجهة مع أسرار عائلية كانت مطموسة.

بصمة بصرية وصوتية تعكس الصراع الداخلي

اعتمد الفيلم على تباين الضوء والظلال لتمثيل الازدواجية بين المظهر والحقيقة. بينما جاء الصوت بتفاصيل حسيّة مثل والصدى والفراغ، ليعكس الضغط الذي يعيشه حمّود مع تصاعد التوتر.

تحولت المزرعة إلى رمز للبيت العائلي، لكنها حملت في الوقت نفسه مساحة تضيق كلما اقتربت الشخصيات من اكتشاف الحقيقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا