توفي الروائي والقاص القدير أحمد أبو دهمان، عن عمر يناهز 76 عاماً، مختتماً رحلة إبداعية استثنائية بدأت من سفوح جبال عسير وانتهت في أروقة الثقافة الباريسية. انطلقت مسيرة “أبو دهمان” من مسقط رأسه في قرية “آل خلف” بمحافظة سراة عبيدة، ليحمل معه تفاصيل البيئة الجنوبية وتراثها العريق إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث أقام وأبدع. وقد نجح الراحل في حفر اسمه بحروف من نور في الذاكرة الأدبية عام 2000، حينما أصدر روايته الأيقونية “الحزام” عن دار “غاليمار” الفرنسية المرموقة. لم يكن “أبو دهمان” مجرد كاتب، بل كان سفيراً للبيئة السعودية؛ إذ يُسجل له التاريخ أنه أول كاتب من شبه الجزيرة العربية يقتحم عالم الأدب بالكتابة مباشرة باللغة الفرنسية، محققاً نجاحاً مدوياً تجاوز الحدود، حيث تُرجمت أعماله إلى 12 لغة. وبرغم عالمية نصه الفرنسي، ظل الحنين إلى الجذور هاجسه، فقام بنفسه بترجمة “الحزام” إلى العربية، ليؤكد أن لغته الأم هي المستقر الأخير لإبداعه.