منوعات / صحيفة الخليج

«الفاية» على أقدم استيطان بشري خارج إفريقيا

- عيسى يوسف: يشمل مناطق تصل إلى العصر الحجري الحديث
- د. أسامة خليل: يوفر رؤية علمية حول دور المنطقة في الهجرات
========== 

أكد عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، أن «الفاية» أقدم مواقع الاستيطان البشري في المناطق الصحراوية أو الجافة، خارج إفريقيا، وأنه يعود إلى 210 آلاف سنة.

وذكر يوسف، خلال جولة للإعلاميين من داخل الدولة وخارجها في الفاية، الأحد، أن الموقع ليس منطقة واحدة، وإنما يشمل مناطق أخرى تصل إلى العصر الحجري الحديث حيث يوجد مدافن ودلائل مهمة عالمياً على استئناس الحيوانات.

تضمنت الجولة التعريف بالقطع المكتشفة في «الفاية»، وذلك بداية من مقتنيات مركز مليحة للآثار والانتقال للموقع الصحراوي للتعريف به بشكل ميداني، بهدف إبراز الدور الحضاري لإمارة الشارقة.

جاءت الجولة التي نظمتها هيئة الشارقة للآثار احتفالاً بإدراج موقع «الفاية» الأثري على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

وخلال الجولة، قدم د.أسامة خليل، خبير التراث العالمي، شرحاً مفصلاً للحضور عن أهم الاكتشافات بالموقع، مشيراً إلى أن بحوثاً علمية وأثرية أُجريت في موقع «جبل الفاية» بالشارقة كشفت عن أدلة جديدة على الاستيطان البشري تعود إلى نحو 80 ألف عام، موفرة رؤية علمية حول الدور المحوري الذي لعبته المنطقة في الهجرات البشرية المبكرة. وقال: تُعدّ الطبقة الأثرية بالمنطقة من أهم الاكتشافات الحديثة، إذ تقدم للمرة الأولى قيمة مضافة من الأدلة العلمية التي تعزز السردية التاريخية للوجود البشري في «الفاية»، الممتد إلى أكثر من 210 آلاف عام.

وتضمنت الجولة التعريف بأهم الأدوات التي عثر عليها في «جبل الفاية» وتتميز بأشكالها الطويلة، فيما تتخذ تلك المكتشفة في شمال شبه الجزيرة العربية أشكالاً مثلثة وبيضاوية، وتتضمن رقائق ونصالاً تطورت امتداداً لتأقلم الإنسان مع بيئته ودليلاً على هوية تقنية محلية متفردة.

هذه الاكتشافات عززت الأهمية العالمية لموقع «جبل الفاية» موقعاً أثرياً رئيسياً يُسلّط الضوء على بدايات انتشار الإنسان العاقل في أنحاء العالم. وأكدت الاكتشافات كذلك أهمية «الفاية» المحوري لفهم تحركات الإنسان العاقل المبكر، وتكيّفه، واستراتيجيات بقائه في بيئات صحراوية قاسية ومتغيرة في شبه الجزيرة العربية، وأن المشهد الطبيعي في «الفاية» لم يكن مجرد ممر عبور ضمن رحلة الهجرات البشرية، بل كان موقعاً مهماً ومستداماً للسكن والاستقرار والتقدم البشري.

وقال د.أسامة خليل لـ «الخليج»: تسجيل «الفاية» في قائمة التراث العالمي لـ «اليونسكو» إنجاز جاء بعد سنوات طويلة من العمل والبحث والتحري، فالتنقيب في الموقع بدأ منذ السبعينيات، أما التحضير للملف فكانت بدايته منذ عام 2012 ووصلنا لوضعه على قائمة الانتظار ثم سلمناه وخضع لعملية التقييم الذي استغرق عاماً ونصف العام وانتهى بتسجيله.

وتابع: هذا هو الموقع الثاني داخل الذي يسجل ضمن قائمة التراث العالمي، وهذا أمر شديد الأهمية لأنه يوضح مدى اهتمام الدولة بتراثها وثقافتها وقدراتها التقنية والقانونية والإدارية والعلمية في الحفاظ على الموقع طبقاً للمعايير العالمية. والإنجاز الكبير هو أن الموقع ليس صغيراً، فمساحته تبلغ 95 ألف هكتار وخاضعة للقانون رقم 4 لسنة 2020.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا