كريت، أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، تقع على بُعد 318 كيلومتراً جنوب ميناء أثينا «بيرايوس»، ويُحيط بها أكثر من ألف كيلومتر من السواحل، وهي لوحة رائعة من الطبيعة تتألف من جبال خلابة ووديان صخرية عميقة وشواطئ رملية ذهبية ساحرة. تقع الجزيرة في أقصى جنوب أوروبا، ويمتد ساحلها الجنوبي حتى «البحر الليبي» مطلاً على إفريقيا، كما تتجلى فيها التأثيرات الثقافية الآتية من آسيا الصغرى. وبفضل تربتها الخصبة ومناخها الدافئ المشمس يعتمد اقتصادها المحلي على الزراعة، تليها السياحة في المرتبة الثانية. ومن أكثر ما يجذب الزوار إلى الجزيرة المواقع الأثرية القديمة والشواطئ الجميلة، ومدن الموانئ التي يعود تاريخها إلى قرون مضت. مضيق السامرة يقع هذا المضيق الرائع، الذي يبلغ طوله 18 كيلومتراً، داخل منتزه السامرة الوطني، وهو مدرج على القائمة الأولية لمواقع التراث العالمي لليونيسكو. وينحدر المضيق من سيلوسكالو، خارج قرية أومالوس الجبلية مباشرةً، لمسافة 1250 متراً، ليصل إلى البحر الليبي في أجيا روميلي على الساحل الجنوبي المشمس لجزيرة كريت. ويمتد نهر تارايوس، الذي يجف صيفاً ويفيض شتاءً، على طول المضيق، مع منحدرات صخرية عالية على كلا الجانبين. وفي الأيام الأكثر ازدحاماً يشهد المضيق وصول نحو 3000 شخص يمشون عبره. يمكن أن تستغرق الرحلة من 4 إلى 6 ساعات، وهو مفتوح للزوار من مايو/ أيار إلى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. قصر كنوسوس يقف هذا الموقع الأثري شاهداً على حضارة المينويون، وهي حضارة ما قبل العصر البرونزي اليوناني، وأول قوة بحرية في البحر الأبيض المتوسط، سميت بهذا الاسم نسبة للملك الأسطوري مينوس، ويُعتقد أن كنوسوس، الواقعة بالقرب من هيراكليون، كانت قصر الملك مينوس، ويتمركز هذا المجمع السكني الضخم في فناء واسع، حيث يبدو أنهم مارسوا فيه «قفزة الثور»، وهي نشاط يتضمن الركض نحو ثور، والإمساك به من قرنيه، والشقلبة فوقه. هيراكليون (إيراكليون) عاصمة جزيرة كريت ونقطة انطلاق مثالية لزيارة كنوسوس، واستكشاف وسط جزيرة كريت. ومثل العديد من أجمل مدن كريت الساحلية، واكتسبت هيراكليون تصميمها الحالي في عهد البنادقة، الذين حكموا من عام 1204 إلى عام 1669، ويوجد في هيراكليون مطار (يبعد خمسة كيلومترات شرقي المدينة)، وتخدمها عبّارات منتظمة من ميناء أثينا، بيرايوس، وهي ميناء شهير لسفن الرحلات البحرية التي تبحر في شرق البحر الأبيض المتوسط. خانيا خانيا، أو هانيا، هي المدينة الرئيسية في غربي كريت، وكانت عاصمة الجزيرة حتى عام 1971، عندما انتقلت إلى هيراكليون. وتطل هذه المدينة العتيقة على بحر إيجه وتدعمها الجبال البيضاء، التي تُغطى بالثلوج في الشتاء، وخانيا مكان جميل للاستكشاف سيراً على الأقدام، فهي مجموعة من الأزقة الجميلة ذات مبانٍ بألوان الباستيل ومحاطة ببقايا الأسوار الدفاعية التي تعود إلى القرن السادس عشر، وميناء صيد رائع. ويستحق أغورا (السوق المغطى)، الذي بُني عام 1911، الزيارة للتمتع بمنتجاته الموسمية الطازجة وهداياها مثل الجبن الكريتي والعسل. ويوجد في خانيا مطار (12 كيلومتراً شمال شرقي المدينة في شبه جزيرة أكروتيري)، وتخدمها عبّارات منتظمة من ميناء أثينا، بيرايوس وهي تشكل قاعدة رائعة لزيارة شواطئ إلافونيسي وبالوس والمشي لمسافات طويلة في مضيق السامرة. ريثيمنو تقع مدينة ريثيمنو القديمة الجميلة في منتصف الطريق بين خانيا وهيراكليون، وتتألف في معظمها من مبانٍ تعود إلى العصر الفينيسيّ، مع وجود بعض الأدلة على العام الذي قضاه السكان تحت الحكم التركي (1669-1898) مثل المئذنة الشاهقة. وقد حُوّلت العديد من المباني التاريخية إلى فنادق بوتيكية صغيرة ومتاجر، كما يُسهّل الشاطئ الرملي الطويل والضيق شرقي المدينة القديمة الجمع بين مشاهدة المعالم الثقافية وبضع ساعات من السباحة وحمامات الشمس. وتُعد الجبال الواقعة خلف ريثيمنو موطناً لقرى ريفية وبعض مراكز السياحة الزراعية الممتازة. وتُعدّ المنطقة نقطة انطلاق ممتازة لزيارة المعالم السياحية القريبة مثل مضيق السامرة وجبل بسيلوريتيس. آغيوس نيكولاوس على طول الساحل الشمالي لشرق جزيرة كريت، وعلى بُعد نحو 65 كيلومتراً شرقي هيراكليون، تقع أغيوس نيكولاوس التي تعد موطناً لأشهر المنتجعات الحديثة في جزيرة كريت. وتحيط بها شواطئ خلابة، وتقع على المنحدرات المطلة على خليج ميرابيلو بالقرب من الفنادق الشاطئية والفيلات الفاخرة في إيلوندا. وتشمل أبرز معالم الزيارة هناك نزهة على طول بحيرة فوليسميني، مع العديد من المقاهي والمطاعم المطلة على الواجهة البحرية، ورحلة بالقارب إلى جزيرة سبينالونجا، موقع المسلسل التلفزيوني اليوناني المقتبس من كتاب «الجزيرة» للكاتبة فيكتوريا هيسلوب. وبالقرب من أغيوس نيكولاوس يقع كهف ديكتيان بصواعده وهوابطه الذي يمكن زيارته للتمتع بتجربة لا تنسى، أو المغامرة في الجبال إلى قرية كريتسا الساحرة، حيث يبيع الحرفيون المحليون المنتجات اليدوية التقليدية مثل المنتجات الجلدية والسيراميك والسجاد المنسوج يدوياً. وفي الطريق إلى كريتسا توجد كنيسة باناجيا كيرا (سيدة كيرا) الصغيرة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وتتسم باللوحات الجدارية البيزنطية الرائعة. شاطئ النخيل على الساحل الشرقي المعزول لجزيرة كريت تُحيط رمال شاطئ النخيل الذهبية الخلابة (فينيكوداسوس) ببستان كثيف من أشجار النخيل الشاهقة. ووفقاً للأسطورة المحلية نمت أشجار النخيل من نوى التمر التي جرفتها الأمواج إلى الشاطئ من سفن المسلمين في القرن التاسع. وتزدهر أشجار النخيل بلا شك في مناخ كريت المتوسطي المعتدل، والذي يتميز بفصول شتاء معتدلة ورطبة نسبياً وصيف جاف تماماً ذي حرارة شبه استوائية. وتصطف على الشاطئ أسرّة للتشمس زرقاء ومظلات من القش، ويجد الزوار مقهى ومرافق رياضية مائية أساسية هناك. وإلى الطرف الجنوبي من الشاطئ، يوفر نتوء صخري به منصة مشاهدة إطلالات رائعة على الشاطئ، وهو مثالي لالتقاط الصور.