العاب / سعودي جيمر

تكلفة RAM خرجت عن السيطرة: ماذا يحدث؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

هل تخطط لترقية حاسوبك قريبًا؟ قد تحتاج إلى إعادة التفكير في التوقيت… أو في الميزانية!

ليس سرًا أن جيل عتاد الألعاب الحالي قادر على تقديم تجارب مذهلة فعلًا، تجارب تدفع بحدود ما يمكن أن تقدمه الألعاب كوسيط ترفيهي. وعلى مدار سنوات، ظل الحاسوب الشخصي هو الخيار المفضل لمن يريد تشغيل ألعابه بأفضل صورة ممكنة، بل والتفوق على أجهزة الكونسول في كثير من الأحيان. لكن التطورات الأخيرة قد تجعل هذا بعيد المنال لكثير من اللاعبين.

ias

تخيل معي: سعر جهاز كامل — الذي يتيح لك لعب معظم الإصدارات الضخمة وبعض الحصريات الرائعة — أصبح اليوم أقل من سعر طقم RAM DDR5 بسعة 64 جيجابايت لحاسوبك! نحن نتحدث عن حوالي 600 دولار لقطعة أساسية في أي تجميعة. بناء “حاسوب الأحلام” بات مهددًا بالتحول إلى كابوس مالي حقيقي. وبهذا المبلغ نفسه، كان بإمكانك اقتناء PS5 Pro من “سايبر مانداي” على أمازون وقت كتابة المقال.

لكن السؤال الأهم:

هل هذه القفزة الجنونية في الأسعار مؤقتة؟ أم أننا أمام مرحلة أصعب قادمة؟ وما الذي يقف خلف هذا الارتفاع؟ والأهم… ماذا ننصح من يفكر في ترقية حاسوبه الآن؟

اربط حزامك، ودعنا نغوص معًا في ظاهرة غير مسبوقة، قد تشكل تحديًا… وربما فرصة، لصناعة الألعاب في العام القادم.

السبب والنتيجة لهذه الأزمة

قبل أن نشعر بتأثير الأزمة على جيوبنا، علينا أن ننظر للصورة الأكبر. نحن — كلاعبين — نقف في آخر سلسلة الإمداد، ونتنافس على الموارد مع أطراف أخرى احتياجاتها من الذاكرة أكبر بكثير من احتياجاتنا.

المشكلة لا تقتصر على RAM فقط. مكونات مثل DRAM، وSSD (NAND)، وحتى الأقراص الصلبة HDD، بدأت تشكل عبئًا حقيقيًا على المستهلك.

لماذا؟

الإجابة المختصرة: الذكاء الاصطناعي.

مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تلتهم كميات هائلة من الذاكرة. الخوادم المخصصة للـ AI تعتمد بشكل أساسي على شرائح الذاكرة، ما أدى إلى قفزة غير مسبوقة في الطلب. كبار المصنعين يؤكدون أن ما يحدث فريد من نوعه.

رئيس شركة ADATA تحدث علنًا عن الطلب “الذي لا يشبع” من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بينما قامت برفع أسعار شرائح الذاكرة بنسبة وصلت إلى 60% دفعة واحدة، في محاولة لمجاراة الطلب الجنوني الناتج عن طفرة الـ AI.

حتى مصنّعو الحواسيب لم يقفوا صامتين. بعضهم حذر المستثمرين من أن نقص المكونات سيؤثر على هوامش الأرباح، وقد يجبرهم على إعادة التفكير في تسعير الأجهزة بالكامل. المتاجر بدورها بدأت تعتمد ما يُعرف بـ التسعير الفوري (Spot Pricing) للـ RAM، لأن تثبيت سعر واحد لم يعد منطقيًا وسط هذا التذبذب الحاد.

والأمر الأكثر صدمة؟

طقم DDR5 اليوم يكلف ثلاثة أضعاف سعره قبل عام واحد فقط. ووفق التقارير، هذه أول مرة منذ 30 عامًا نشهد فيها نقصًا حادًا بهذا الشكل في الذاكرة ومكونات التخزين.

لكن كيف ينعكس هذا علينا… نحن اللاعبين؟

تداعيات تتسع دائرتها

بالنسبة للاعبي الحاسوب، لم تعد أطقم 32 أو 64 جيجابايت DDR5 مجرد إضافة لطيفة ترفع الأداء، بل أصبحت جزءًا ضخمًا من تكلفة التجميعة نفسها. هذا يجعل الدخول إلى عالم PC أكثر صعوبة من أي وقت مضى، ويدفع الكثيرين للتفكير بالكونسول كخيار أرخص وأسهل.

ومع سعر PS5 Pro الحالي، قد يجد اللاعب نفسه ممزقًا بين حاسوب ألعاب وعملاق سوني… وفي يستسلم ويختار الكونسول، خصوصًا مع العروض المغرية وحزم الحصريات، وربما حتى إصدار بتصميم لعبة مفضلة جديدة.

وإن كنت تظن أن الحل هو شراء جهاز مُجمع مسبقًا، فالأمر ليس ورديًا تمامًا. كثير من هذه الأجهزة باتت تأتي بـ 16 جيجابايت RAM فقط لتقليل التكلفة، في وقت بدأت فيه ألعاب كثيرة توصي بـ 32 جيجابايت للحصول على تجربة سلسة. الترقية لاحقًا؟ تعني قفزة جديدة في السعر، ما يدفع كثيرين للاكتفاء بتشغيل الألعاب على الحد الأدنى من المتطلبات.

بعض لاعبي PC قد يقررون ببساطة تأجيل الترقية — وربما يكون هذا القرار حكيمًا إن كان جهازك الحالي لا يزال قادرًا على الصمود أمام ألعاب العام القادم. حتى تثبيت الألعاب الضخمة بات أكثر إيلامًا، خاصة وأن أقراص NVMe بسعة 2–4 تيرابايت لم تعد رخيصة كما كانت.

وماذا عن لاعبي الكونسول؟

قد تظن أنك نجوت… لكن جزئيًا فقط.

نعم، الترقية القادمة لا تزال بعيدة، وستتمكن من لعب كل الإصدارات القادمة دون قلق. لكن على المدى البعيد، هناك ثمن سيدفع.

نحن في المراحل الأخيرة من هذا الجيل، وسوني ومايكروسوفت بدأتا بالفعل التفكير في الجيل التالي. ومع ارتفاع أسعار الذاكرة بنسبة تتراوح بين 30 إلى 60%، سترتفع تكاليف التصنيع حتمًا.

السؤال هنا:

  • هل ستمتص الشركات هذه الخسارة؟
  • أم تمررها للمستهلك؟
  • أم تجد حلًا وسطًا؟

المرجح هو: خصومات أقل، ترقيات منتصف الجيل أقل سخاء، أو أجهزة أقوى… ولكن بسعر أعلى، تمامًا كما يحدث في عالم الـ PC. إنها موجة ارتفاع أسعار شاملة، وقد تستمر معنا لفترة ليست قصيرة.

ولا ننسى “أصدقاءنا” المضاربين، الذين يزدهرون في أوقات نقص المعروض. إن ساء الوضع أكثر، قد نشهد قفزات إضافية في الأسعار، وربما تكرار سيناريو أزمة توفر PS5 عند إطلاقه.

توقعات قاتمة… مع بصيص أمل

خبراء الصناعة لا يحملون أخبارًا سارة بشأن موعد انفراج الأزمة. التوقع السائد:

الوضع قد يزداد سوءًا قبل أن يتحسن.

ADATA وسامسونج تتفقان على هذا التوجه، والمتاجر تتعامل مع الذاكرة كسلعة سريعة الحركة لا كقطعة مستقرة. ومع استمرار توسع مشاريع الذكاء الاصطناعي، قد يكون 2026 أسوأ من 2025، إلى أن يتمكن المصنعون من زيادة الإنتاج واستقرار سلاسل الإمداد — وهي عملية تحتاج وقتًا.

بعض المحللين يتحدثون عن “الوضع الطبيعي الجديد”: RAM وSSD بأسعار مرتفعة… لفترة طويلة.

لكن ليس كل شيء مظلمًا.

إن كنت تستخدم حاليًا 32 جيجابايت DDR4، فأنت في وضع مريح نسبيًا، ولا حاجة ملحة للترقية. وإن كنت مصممًا على بناء جهاز جديد، فاجعل أولوياتك واضحة:

GPU أولًا، ثم CPU، ثم RAM.

والتزم بـ 32 جيجابايت DDR5 بدل القفز مباشرة إلى 64 جيجابايت فائقة السرعة.

ضع المكونات التي تحتاجها في قائمة المراقبة، انتظر العروض، واستفد من التخفيضات أو الاستبدال إن وُجدت. أما لاعبي الكونسول، فالوقت لا يزال في صالحكم، لكن من الحكمة البدء في الادخار للجهاز القادم، وتوقع خصومات أقل.

قد لا تضطر للتنازل كثيرًا عن الأداء، وبما أن ترقية RAM غير ممكنة في الكونسول أصلًا، فحياتك أسهل على المدى القريب.

العام الجديد سيحمل إجابات أوضح. وحتى ذلك الحين، لنحافظ على الأمل بحلول أسرع وأكثر كفاءة، ونستمتع بالألعاب التي تصلنا… حتى لو اضطررنا لبعض التنازلات في الطريق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا