أصدرت «منشورات القاسمي» مسرحية «البرّاق وليلى العفيفة» الشعرية التراثية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي من قصص الحب العذري الشهيرة والفرسية والشجاعة في الأدب العربي مدعومة بخريطة توضح القبائل والعشائر العربية التي عرفت بالنخوة والشرف، مع المصادر في آخر المسرحية. تدور أحداث المسرحية قبل ظهور الإسلام بمئة وأربعين سنة في ديار ربيعة بن نزار العدنانية والمقابلة لمدينة شهرمية ( الأحواز ). وتهدف نصوص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المسرحية إلى دفع الجمهور للمشاركة في التفكير النقدي والتحليل التاريخي والاجتماعي للقضايا المطروحة وخاصة الشعرية منها، والتي تتميز بعدة خصائص ومميزات بارزة لا سيما تلك التي تتناول التراث والتاريخ. ويستلهم سموّه معظم أعماله من التاريخ العربي والإسلامي، وتستحضر رموزه وشخصياته البارزة، مع تركيز خاص على التاريخ المحلي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج، أي إنها إعادة قراءة الماضي، حيث لا تكتفي بالسرد، بل تعيد قراءة الأحداث التاريخية والشخصيات لتسليط الضوء على مكامن القوة والخلل واستخلاص العبر. ومن قراءة للنص الشعري فقد التزم المؤلف بقواعد المسرح الشعري ـــ خاصة عند العرب ـــ أسلوباً درامياً حكائياً، يُركّز على اللغة الغنائية والمجازية مُعزّزاً التجارب العاطفية للشخصيات، كما يهدف إلى إيصال معانٍ ومشاعر أعمق من خلال نهجه اللغوي الفريد في التعبير، أنه مسرح يركز على اللغة والأشكال الشعرية ويختلف عن التعبيرات الدرامية العنيفة منها والتقليدية، مركزاً على الاستخدام الغنائي والاستعاري للغة، مع التركيز على المشاعر العاطفية البدوية والإنسانية للشخصيات. ويتميز المسرح الشعري في التاريخ العربي بتركيزه على فخامة اللغة، ويُبرز هذا الأسلوب المسرحي الشحنات العاطفية للشخصيات، ما يخلق تجربة غنية ومعبرة للجمهور من خلال التركيز على الجوانب الشعرية للحوار والانفعالات والأداء، يُعزز هذا الشكل المسرحي عمق السرد ويغمر المشاهدين في تعقيدات المشاعر الإنسانية والفنية، ضمن التجربة المسرحية.