نشر في 15 ديسمبر 2025 - 14:17 وقّعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء اليوم الإثنين عقوبة 7 سنوات سجنا مع 1 مليون دج غرامة مالية نافدة، في حق طالب جامعي ينحدر من دينة براقي، المتهم الموقوف المدعو ” د.زكرياء” المكنّى ” أبو يحيى” لضلوعه في قضية تتعلق بارتكاب أفعال إرهابيّة وتخريبيّة خارج الوطن، خلال سفريتين متتاليتين قادته إلى دولة تركيا بغرض الانضمام في صفوف التنظيم الإرهابي ” داعش” بدولة سوريا.حيث استعمل المتهم جواز سفر مزوّر بتواطؤ أحد معارفه الذي كان يلتقيه بمسجد الحي المسمى “سالم حدادة أحمد” المتواجد في حالة فرار، هذا لأخير شمله منطوق الحكم وتمّ إدانته غيابيا بـ10 سنوات سجناً مع تأييد الأمر بالقبض الجسدي الصادر في حقه عن قاضي التحقيق بمحكمة الرويبة.كما برّأت ذات الهيئة القضائية، أستاذة بجامعة الجزائر المتهمة الغير موقوفة المسماة “د.ظ.جوهرة” من التّهم المنسوبة إليها في ذات القضية، باعتبارها عمّة المتهم الموقوف ” د.زكريا” الذي كان لها دور في إدخاله إلى الجزائر، مرتين اثنتين لأجل انقاذه من الأوضاع المزرية التي حلّت به، بعد اصطدامه بجحيم ” داعش”، وحقيقة الجهاد في سبيل الله الفكرة الخاطئة التي غرسها في ذهنه أصدقاؤه المتشبعين بالفكر الجهادي، بعدما لجأ إليهم المتهم لطلب المساعدة بسبب ملاحقته قضائيا في قضيته الأولى المطروحة أمام محكمة الحراش، والمتعلقة بالسفر إلى الخارج للقتال في دولة سوريا مع تنظيمات إرهابية متواجدة هناك.كما جاء منطوق الحكم بعدما رافع النائب العام في الجلسة، مشددا على الوقائع التي ارتكبها المتهم الماثل أمام العدالة، وكذا عمته التي أرسلت له مبلغا ماليا باهضا يقدر بـ 1200 دولار عبر حوالة دولية، بعد تواصلها معه، وكذا المساعدة التي قدمها المتهم الفار “حدادة سالم” للمتهم نفسه، وتمكينه من جواز سفر مزوّر وهذا حسب اعترافاته الأولية طوال مراحل التحقيق الإبتدائي إلى غاية مثوله للمحاكمة، ليلتمس أخيرا النائب العام تسليط السجن المؤبد في حق كل متهم لمتابعتهم بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن، السفر إلى دولة أخرى بغرض ارتكاب أفعال إرهابية أو تدبيرها أو الإعداد لها أو المشاركة فيها أو التدرّب على ارتكابها وجناية تشجيع الأعمال الإرهابية.والثابت من ملف القضية، أن الوقائع التي تورط فيها المتهم الحالي “د. زكرياء” تمّ تحويله من طرف السلطات التركية إلى نظيرتها الجزائرية بتاريخ 20 فيفري 2025، بعدما قضى عقوبة 7 سنوات في السجون السورية، في قضية إرهاب.كما تبيّن أن المعني وقائع قضيته تعود إلى فترة تمدرسه في الجامعة، حيث أقام علاقة صداقة مع أحد زملائه القاطن بحي باش جراح المدعو ” محمد سالم شريف” المكنى ب”جلبيب العاصمي”، الذي لقي نحبه في قصف استهدف مدينة الرمادي العراش عام 2015.هذا الإرهابي كان كثير اللقاء مع المتهم “د.زكريا” في مسجد “مالك بن نبي” ببرقي، ويحدّثه في أمور الجهاد لتشبعه في الفكر المتطرّف، إلى أن وصل الأمر به إلى تحريضه على الجهاد بمناطق النزاع في سوريا والعراق.وفي بداية الأحداث التي شهدتها سوريا سنة 2013 جمعت المتهم لقاءات أخرى مع الإرهابي ” عبد الحميد الحوازي” المكنى ” أو عبيدة الجزائري” أمريكي الجنسية قضي عليه في “دير الزور” في قصف استهدف المنطقة.حيث تجددت اللقاءات بين الثلاثة في المسجد نفسه، إلى أن جاءت الفرصة وتعرّف المتهم ” زكريا” على أحد الإرهابيين يدعى ” أبو عائشة الأتاربي”، على موقع ” فايسبوك” الذي عرض عليه فكرة السفر إلى سوريا شريطة أن يتكفل هو بمساعدتهم كونه يعمل في أحد منظمات الإغاثة.واعترف المتهم” د. زكريا” للمحققين، أنه سافر خلال شهر ديسمبر 2013، عبر مطار هواري بومدين إلى تركيا، بالتنسيق مع ” أبو عائشة الأتاربي” حيث أقام بإحدى الفنادق ليلة واحدة وهناك تم الاتفاق مع نفس الإرهابي لدخول سوريا ، بمساعدة إرهابي اخر يدعى ” أبو المثنى” قتله النظام السوري لاحقا سنة 2016.وكشف المتهم نفسه أنه ربط عدة اتصالات مع إرهابيين هناك بسوريا لأجل تمكينه من جواز سفر مزوّر ، حيث تم سعى الإرهابي “عبد الحميد الحواري” برفقة الإرهابي ” أبو المثنى” جلب 3 جوازات مزوّرة واحد له، فجرت عدة اتصالات مع أحد معارفه ببراقي المدعو ” أحمد سالم” والضغط عليه، ليتمكن بعدها من شراء 3 جوازات سفر مقابل 1 مليون دج للواحد، كما تمكن المتهم برفقة من معه بممارسة بعض المهن لأجل توفير المال من أجل السفر لسوريا، حيث جمعوا 7 ملايين سنيتم، ثم تقدموا بطلب تأشيرة سياحية لدولة تركيا ليتم تمكينهم منها فغادروا أرض الوطن نحو تركيا بتاريخ 10 جانفي 2015، ليمكثوا هناك يومين فقط، بعدها تمكن كل من عبد الحميد الحوزاي” و” محمد أمين ساليم” ومعهما فتاة مغربية، من الدخول إلى الأراضي السورية بمساعدة إرهابي ليبي الجنسية يدعى ” إبراهيم”.وواصل المتهم “زكريا” أنه لم يتمكن هو فقط من السفر معهم، فمكث لمدة 5 أشهر في تركيا ساعيا السفر إلى تركيا عبر الحدود البلغارية رفقة سوريين، غير أنه ألقي القبض عليه وتم إرجاعه إل تركيا.وفي نفس الفترة تعرّف علة 3 أشخاص جزائريين سافروا إلى سوريا بنفس الطريقة، بمساعدة إبراهيم الليبي، قبل أن يتمكن بتاريخ 28 ماي 2025 من السفر إلى سوريا بمساعدة الإرهابين ” عبد الحميد الحوازي”، و”محمد أمين سالم”، لتوجه معهما إلى منطقة ” الرقة”. ثم منطقة “هيت العراق”، أين خاص دورة شرعية وعسكرية لمدة شهر.كما اعترف المتهم، أن قاتل في صفوف داعش بمناطق مختلفة منها منطقى سمراء، بعد تجهيزه بسلاح كلاشينكوف، إلى غاية وقوع استفار أمني بمنطقة الرمادي بالعراق فاضطرا للتنقل لأجل القتال هناك، إلى غاية شهر ديسمبر 2015، أن يتوفي صديقه ” محمد الأمين سالم” في قصف القوات الأمركية، في اشتباك على جسر فلسطين ومرابط بمنطقة الرمادي .وأضاف المعني بعد أحداث” الرمادي” وسيطرة الجيش الأمريكي، عاد إلى سوريا أين تواجد صديقه ” عبد الحميد”واستقر في تنظيم الدولة وهناك تزوّج من فتاة سورية في جوان 2016.كما نفى المتهم مشاركته في عمليات اقتتال بالتنظيم، كونه اشتغل في المالية بالرّقة لصفته نائب مالي لديوان الجند، كما أنه شارك في عمليات قتالية أولها بمدينة الزور، معركة جبل لردة إلى غاية شهر رمضان 2016. وبعد عودته إلى الرقة تم تعيينه في “حماة سوريا” التي شهدت قصفا أمريكي في 2017، لأجل استهداف مقاتلين في داعش أبرزهم الجزائري ” أبو همام الجزائري” الذي قصف بدرون أمريكي، معروف عنه أن سجن في غواتنامو لديه رِجل بلاستيكية وهو أحد المقرّبين من المكنى ” أبو عمر مهداوي ” تنوسي الجنسية. اقرأ أيضا