كتبت سماح لبيب الإثنين، 15 ديسمبر 2025 04:00 م شهد المدار الأرضي المنخفض الأسبوع الماضي حادثة خطيرة بعدما اقترب قمر صناعي صيني أُطلق حديثًا من أحد أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس لمسافة تُقدَّر ببضع مئات من الأمتار، في واقعة أعادت إلى الواجهة مخاطر ازدحام الفضاء وضعف التنسيق بين مشغلي الأقمار الصناعية. سبيس إكس تُحمّل غياب تبادل البيانات مسؤولية الحادث أوضحت شركة سبيس إكس، أن السبب الرئيسي وراء هذا الاقتراب الخطير هو عدم مشاركة بيانات الموقع والمدار بين مشغلي الأقمار الصناعية، ووفقًا للشركة، اقترب القمر الصناعي الصيني من قمر ستارلينك لمسافة تقارب 200 متر على ارتفاع يناهز 560 كيلومترًا، وهو هامش ضئيل جدًا بمعايير السلامة الفضائية. أنظمة تفادي الاصطدام تحتاج إلى معلومات دقيقة تمتلك أقمار ستارلينك، القدرة على تنفيذ مناورات تلقائية لتفادي العوائق في مسارها، إلا أن هذه الأنظمة لا تعمل بكفاءة دون توفر بيانات دقيقة ومحدثة عن الأجسام الأخرى في المدار، وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، نفذت أقمار ستارلينك أكثر من 144 ألف مناورة تفادي، في مؤشر واضح على تصاعد المخاطر داخل المدار الأرضي المنخفض. رد الشركة الصينية المشغلة للقمر الصناعى من جانبها، أكدت شركة CAS Space الصينية، أنها تعتمد إجراءات إلزامية لمراقبة الفضاء عند تحديد مواعيد الإطلاق، بهدف تجنب الاصطدام بالأقمار الصناعية أو الحطام الفضائي المعروف، وأشارت إلى أن الحادث وقع بعد نحو 48 ساعة من انفصال الحمولة، أي بعد انتهاء مهمة الإطلاق، ما يجعل التنسيق اللاحق بين المشغلين أمرًا بالغ الأهمية. ازدحام المدار الأرضي المنخفض يثير القلق بحسب تقارير متخصصة، يتم حاليًا تتبع أكثر من 24 ألف جسم بين أقمار صناعية وحطام فضائي في المدار الأرضي المنخفض، بزيادة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، ويُحذر خبراء الفضاء من أن استمرار هذا التزايد دون آليات تنسيق دولية صارمة قد يرفع احتمالات وقوع حوادث أكثر خطورة مستقبلًا. الحاجة إلى تعاون دولى عاجل تعكس هذه الحادثة الحاجة الملحّة إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل بيانات المدار بشكل شفاف، لضمان سلامة البنية التحتية الفضائية وحماية الأقمار الصناعية التي يعتمد عليها العالم في الاتصالات والملاحة والإنترنت.