رحل عن عالمنا، الموسيقار والملحن الجزائري نوبلي فاضل عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض الزهايمر، لتفقد الساحة الفنية الجزائرية والعربية أحد أبرز رموزها الموسيقية، وصاحب تجربة فنية ثرية جمعت بين الإبداع الموسيقي العميق والبحث الجمالي المتواصل.
وفاة الموسيقار نوبلي فاضل
وأكدت مصادر رسمية أن الحالة الصحية للموسيقار الراحل شهدت تدهوراً تدريجياً خلال السنوات الأخيرة، نتيجة إصابته بمرض الزهايمر، الذي يُعد من أكثر الأمراض العصبية تأثيراً على الذاكرة والقدرات الإدراكية، الأمر الذي أبعده قسراً عن الحياة الفنية والاجتماعية، قبل أن يُعلن عن وفاته بعد رحلة طويلة من الصراع الصامت مع المرض.
شاهدي أيضاً: وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري: صدمة لمحبيه
سبب الوفاة وتدهور الحالة الصحية
وبحسب ما أفادت به مصادر فنية وإعلامية جزائرية، فإن سبب وفاة نوبلي فاضل يعود إلى مضاعفات مرض الزهايمر، الذي لازمه لسنوات طويلة، وأثّر بشكل كبير على قدرته على الحركة والتواصل، في مراحله المتقدمة. وأشارت المصادر إلى أن المرض تطور تدريجياً، وصولاً إلى مرحلة أفقدته القدرة على ممارسة نشاطه الفني والظهور العلني، ما جعله يعيش سنواته الأخيرة بعيداً عن الأضواء.
ويُعد مرض الزهايمر من الأمراض المزمنة التي تتفاقم بمرور الوقت، وغالباً ما تؤدي إلى تدهور شامل في الحالة الصحية العامة للمصاب، وهو ما ينطبق على حالة الموسيقار الراحل، الذي فضّل أفراد عائلته الحفاظ على خصوصية وضعه الصحي خلال فترة معاناته.
تشييع الجثمان ومراسم الدفن
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية "واج" أن جثمان الموسيقار نوبلي فاضل ووري الثرى بعد صلاة العصر، في مقبرة بلدية شرشال بولاية تيبازة، بحضور عدد من أفراد أسرته، إلى جانب نخبة من أصدقائه وزملائه في الوسطين الفني والثقافي.
وسادت أجواء من الحزن والتأثر خلال مراسم التشييع، حيث حرص الحاضرون على وداع أحد القامات الفنية التي تركت أثراً بالغاً في الذاكرة الموسيقية الجزائرية، مستحضرين مسيرته الحافلة وإسهاماته التي تجاوزت حدود الوطن إلى العالم العربي.
مسيرة فنية استثنائية
يُعد نوبلي فاضل واحداً من أبرز الموسيقيين الذين أسهموا في تشكيل ملامح المشهد الموسيقي الجزائري المعاصر، إذ تميز بقدرة فريدة على العزف على آلة العود، إلى جانب حس موسيقي عالٍ مكّنه من المزج بين التراث الجزائري واللمسات الحديثة.
وتميّزت أعماله بالعمق والخصوصية، حيث لم يكن مجرد ملحن، بل موسيقياً صاحب رؤية فنية واضحة، انعكست في ألحانه التي اتسمت بالثبات والهوية، وجعلته محل تقدير من النقاد والجمهور على حد سواء.
تعاونات عربية بارزة
امتدت بصمة نوبلي فاضل إلى الساحة العربية، من خلال تعاوناته مع نخبة من كبار نجوم الغناء، من بينهم فلة عبابسة، حسيبة عمروش، حميدو، إضافة إلى الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي، والفنانة السورية ميادة الحناوي، والمطرب المصري محمد الحلو، إلى جانب الفنانين التونسيين لطفي بوشناق وزياد غرسة.
وشكّلت هذه التعاونات محطات مفصلية في مسيرته، وأسهمت في تعزيز حضوره عربياً، وترسيخ اسمه كأحد الملحنين القادرين على التعامل مع مدارس غنائية مختلفة، دون التفريط في هويته الموسيقية.
بصمته في الموسيقى التصويرية
إلى جانب الأغنية، ترك نوبلي فاضل بصمة واضحة في مجال الموسيقى التصويرية، حيث شارك في وضع ألحان عدد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية الجزائرية. وأسهمت موسيقاه في تعزيز البعد الدرامي للأعمال، ومنحها طابعاً وجدانياً خاصاً، جعلها عالقة في ذاكرة المشاهدين.
البدايات والسيرة الذاتية
وُلد نوبلي فاضل عام 1951 في مخيم "جبل الجلود" على الحدود التونسية الجزائرية، في ظروف تاريخية وإنسانية أثرت في تكوينه الفني والوجداني. وتلقى تعليمه العالي في جامعة السوربون بفرنسا، حيث اطّلع على المدارس الموسيقية العالمية، قبل أن يعود إلى العالم العربي ليبدأ مسيرة فنية متنقلة بين الجزائر وعدة دول عربية، أبرزها مصر وتونس.
شاهدي أيضاً: مقتل المخرج روب راينر وزوجته وشكوك تحوم حول ابنهما
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
