أصبح أرسنال مطالباً بالتعامل بصورة جدية مع صحوة العملاق مانشستر سيتي، فالضغط يبدو مرتفعاً جداً بعد ثلاثية الفريق السماوي في مرمى كريستال بالاس، والاقتراب من الصدارة بهذه الصورة مؤشر على أن كتيبة جوارديولا عادت بكامل قوتها ولن تتراجع، في المقابل عاش أرسنال لحظات صعبة هرباً من أي سقوط أو تراجع في هذه المرحلة، فمواجهة ولفرهامبتون التي تخطاها المدفعجية بشق الأنفس بهدفين لهدف كانت بمثابة ليلة إنقاذ الصدارة، وتحقق ذلك بعد مباراة درامية كان التعثر فيها سيسبب أزمة معنوية كبيرة في فرقة ميكيل آرتيتا، أكثر من أزمة النقاط التي أصبحت مقلقة، خاصة بعد المطاردة الشرسة التي أعلن عنها السيتي في الجولات الماضية والتي قلص من خلالها الفارق مع المتصدر إلى نقطتين فقط، الأمر الذي يجعل الصراع ساخناً على قمة البريميرليج. جوارديولا كان في قمة السعادة، وأشاد كثيراً بأداء اللاعبين خاصة بعد الفوز على ريال مدريد في البرنابيو الأسبوع الماضي بعد رحلة شاقة في دوري الأبطال، وفي الوقت ذاته، أكد أنه لا يزال ينتظر المزيد من لاعبيه، لكنه التمس لهم العذر كون بعض اللاعبين صغار السن وتنقصهم الخبرة، وفي المقابل جاءت تصريحات بوكايو ساكا مهاجم أرسنال في ذلك الاتجاه الذي يؤكد الوضعية الصعبة التي يعيشها فريقه، وعلى الرغم من أنه أبدى سعادته بالفوز الذي تحقق في الثواني الأخيرة من عمر المباراة، إلا أنه لم يتردد في وصف أداء الفريق بالمخيب وكان على وشك خسارة النقاط، إلا أن الفوز في حد ذاته يوضح مدى قوة اللاعبين وإصرارهم على عدم الاستسلام، وطالب بتجاوز هذه المرحلة بكل قوة. الجولة ال16 من الدوري الإنجليزي كشفت عن حجم الصراع المحتدم بين أرسنال المتصدر برصيد 36 نقطة ومطارده مانشستر سيتي برصيد 34، ويليهما أستون فيلا الثالث بفارق نقطة وحيدة خلف السيتي وثلاث نقاط عن أرسنال، في مؤشر واضح على حجم الصراع في قمة البريميرليج، والتي يعتبرها الكثيرون بداية لتحولات متوقعة في شكل الصدارة وملامحها في الجولات المقبلة.