أسهم أوروبا تتعافى وسط ترقب قرارات بنوك مركزية وبيانات أمريكية النفط يتراجع وسط توقعات بفائض في المعروض أغلقت وول ستريت على انخفاض، الاثنين مع استعداد المستثمرين لصدور مجموعة من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، في حين يقيمون التقارير عن المرشحين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتعليقات صانعي السياسة بحثا عن أدلة على توقعات أسعار الفائدة. ومن المقرر صدور بيانات الوظائف غير الزراعية لشهري أكتوبر ونوفمبر في وقت لاحق هذا الأسبوع، إلى جانب تقارير عن مبيعات التجزئة والنشاط التجاري والتضخم. وتأخرت بيانات الوظائف لشهر أكتوبر تشرين الأول بسبب الإغلاق الحكومي في وقت سابق هذا الفصل. وقالت كارول شليف كبيرة مسؤولي الاستثمار في مكتب بي.إم.أو فاميلي أوفيس «تكافح الأسواق اليوم في ظل عدم الرغبة في وضع كل البيض في سلة الذكاء الاصطناعي وعدم وجود كثير من البيانات حتى الآن». وأضافت «سيحبس الناس أنفاسهم قليلا قبل صدور بيانات الوظائف هذا الأسبوع وما إذا كانت هذه الأرقام داعمة لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة أم لا». وسجل المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك يوم الجمعة أكبر انخفاض يومي لهما في أكثر من ثلاثة أسابيع وسط مخاوف إزاء التضخم واستثمارات الذكاء الاصطناعي التي تؤججها الديون. ويقيّم المتعاملون أيضا تقريرا يفيد بأن ترشيح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت لرئاسة مجلس الاحتياطي تلقى بعض الممانعة من مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وانتشرت التكهنات حول المرشح الأوفر حظا المحتمل مع انتهاء ولاية جيروم باول في مايو. وعززت التوقعات بتعيين رئيس للبنك المركزي الأمريكي يميل إلى التيسير النقدي الرهانات على خفض أسعار الفائدة العام المقبل. ووفقا للبيانات، تراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 9.95 نقطة، أو 0.15 بالمئة، ليغلق عند 6816.34 نقطة، في حين هبط المؤشر ناسداك المجمع 135.14 نقطة، أو 0.58 بالمئة، إلى 23060.03 نقطة، وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 41.43 نقطة، أو 0.09 بالمئة، إلى 48416.62 نقطة. أسهم أوروبا تتعافى ارتفعت الأسهم الأوروبية عند الإغلاق، الاثنين محققة مكاسب كبيرة بقيادة البنوك، لتبدأ أسبوعا حافلا بقرارات بنوك مركزية وبيانات اقتصادية أمريكية تأخر صدورها في الوقت الذي عاد فيه المستثمرون إلى الأصول التي تنطوي على مخاطر بعد اختتام تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.82 بالمئة إلى582.97 نقطة، ليصبح على بعد 0.6 بالمئة من أعلى مستوى له. وربحت البورصات الأوروبية الرئيسية أيضا، وزاد المؤشر إيبكس الإسباني 1.2 بالمئة ليصل إلى أعلى مستوى له عند الإغلاق. وانخفض المؤشر ستوكس 600 في اللحظة الأخيرة يوم الجمعة مقتفيا أثر وول ستريت بعدما جدد تحذير شركة برودكوم الأمريكية لصناعة الرقائق بشأن هوامش الأرباح المخاوف من فقاعة محتملة في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. وشهدت السوق انتعاشا أكبر اليوم الاثنين مع ارتفاع أسهم 19 من أصل 20 قطاعا رئيسيا بقيادة البنوك ذات الوزن الثقيل، والتي ارتفعت أسهمها 1.8 بالمئة لتغلق عند آخر مستوى شهدته في مايو 2008. وارتفعت أسهم شركات التأمين 1.2 بالمئة، وأسهم شركات السياحة 1.3 بالمئة، مما قدم دعما للمؤشر الرئيسي. وقالت كاثلين بروكس مديرة قسم الأبحاث لدى (إكس.تي.بي) «معنويات المخاطرة استقرت بعد عمليات بيع مكثفة مع تحول الانتباه في الأسواق إلى عوامل الاقتصاد الكلي هذا الأسبوع». وكان مؤشر أسهم شركات صناعة السيارات هو الوحيد الذي تراجع بنسبة 0.14 بالمئة بعد مكاسب ليومين متتاليين، لكن الخسائر كانت محدودة. ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن السياسة النقدية يوم الخميس، وتتوقع الأسواق أنه سيثبت أسعار الفائدة. ومن المتوقع أيضا صدور قرارات البنك المركزي السويدي وبنك إنجلترا وبنك النرويج هذا الأسبوع. وقد يؤدي صدور بيانات التوظيف والتضخم الأمريكية هذا الأسبوع بعد تأخر صدورها إلى تحديد مسار الأسواق العالمية مع اقتراب عام 2026. النفط يتراجع عند التسوية وسط توقعات بفائض في المعروض تراجعت أسعار النفط، الاثنين عند التسوية في وقت يوازن فيه المستثمرون بين أثر تعطل الإمدادات الناجم عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا وبين المخاوف من فائض المعروض وتأثير احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتا، أو 0.92 بالمئة، إلى 60.56 دولار للبرميل عند التسوية، وهبط كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتا، أو 1.08 بالمئة، إلى 56.82 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة للخامين بأكثر من 4% في الأيام القليلة الماضية، على خلفية توقعات فائض النفط العالمي في عام 2026. وأشارت بيانات شحن ووثائق ومصادر بحرية إلى أن صادرات فنزويلا من النفط تراجعت بشدة منذ أن احتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط في وقت سابق وفرضت عقوبات جديدة على شركات الشحن والسفن التي تتعامل مع الدولة المنتجة للنفط الواقعة في أمريكا اللاتينية. وتراقب السوق عن كثب التطورات وتأثيرها على إمدادات النفط، وأفادت رويترز بأن الولايات المتحدة تخطط لاعتراض المزيد من السفن التي تحمل النفط الفنزويلي في أعقاب عملية احتجاز ناقلة النفط مما يزيد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو. وقال جون إيفانز المحلل لدى (بي.في.إم) «كان من الممكن أن يؤدي الانخفاض التدريجي في أسعار النفط وتسجيل أدنى مستوياتها منذ بداية الشهر في جميع أسواق العقود الآجلة الرئيسية الأسبوع الماضي إلى مزيد من التسعير السلبي لولا تصعيد الولايات المتحدة للموقف فيما يتعلق بفنزويلا». ومع ذلك، فإن إمدادات النفط الوفيرة المتجهة بالفعل إلى الصين، أكبر مشتر للنفط الفنزويلي، بالإضافة إلى وفرة الإمدادات العالمية وضعف الطلب، تخفف بعضا من تأثير تعطل الإمدادات المرتبط باحتجاز الناقلة. التركيز على المشكلات الجيوسياسية دفع التقدم المحرز في محادثات السلام الأوكرانية الأسواق إلى الانخفاض. وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن طموح بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال محادثات استمرت خمس ساعات مع المبعوثين الأمريكيين في برلين، الأحد. وانتهت الاثنين جولة ثانية من المحادثات. وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف «تم إحراز تقدم كبير»، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وقد يُسهم اتفاق سلام محتمل في زيادة إمدادات النفط الروسية، الخاضعة حاليا لعقوبات من الدول الغربية. وتأثرت الأسعار بتزايد التوقعات بوجود فائض، وكذلك البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الصين. وتباطأ إنتاج المصانع هناك إلى أدنى مستوياته في 15 شهرا في نوفمبر، في حين نمت مبيعات التجزئة بأضعف وتيرة منذ ديسمبر كانون الأول 2022. وأشارت وحدة أبحاث السلع الأولية في بنك جيه.بي مورجان في مذكرة يوم السبت إلى أن من المتوقع أن تزيد فوائض النفط في عام 2025 لتستمر في 2026 و2027، إذ من المتوقع أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب، بمعدل نمو يفوق الطلب بثلاثة أضعاف حتى عام 2026. وقال جيوفاني ستانوفو، المحلل لدى يو.بي.إس «تراجع شهية المخاطرة، مع انخفاض أسواق الأسهم الأمريكية، والبيانات الاقتصادية الصينية الأضعف من المتوقع، لا تسهم جميعا في دعم أسعار النفط الخام». الذهب يرتفع مع انخفاض الدولار قبيل بيانات الوظائف الأمريكية ارتفع الذهب، الاثنين 1% ليحوم قرب أعلى مستوى في سبعة أسابيع، مدعوما بضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة والإقبال على أصول الملاذ الآمن وسط توترات جيوسياسية. وارتفعت الفضة لكنها ظلت دون المستوى القياسي الذي سجلته يوم الجمعة. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.9 بالمئة إلى 4338.29 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1322 بتوقيت جرينتش بعد ارتفاعه بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة. وكان قد سجل أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر يوم الجمعة. وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب واحدا بالمئة إلى 4372.80 دولار للأوقية. واستقر الدولار قرب أدنى مستوى له في شهرين والذي سجله الأسبوع الماضي، مما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأمريكية أقل تكلفة للمشترين حائزي العملات الأخرى. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات قليلا مما زاد من جاذبية اقتناء الذهب الذي لا يدر عائدا. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس «تزايد طلب المستثمرين والطلب القوي من البنوك المركزية منذ ثلاثة أشهر، فضلا عن بدء المستثمرين توقع أسعار فائدة أقل في 2026، كلها عوامل تدعم الذهب». وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام يوم الأربعاء، لكنه أبدى حذرا تجاه إجراء المزيد من التخفيضات في ظل استمرار التضخم وعدم وضوح توقعات سوق العمل. ويتوقع المستثمرون حاليا خفضين لأسعار الفائدة العام المقبل، ويمكن أن يقدم تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل مؤشرات إضافية بخصوص مسار السياسة النقدية التي قد ينتهجها مجلس الاحتياطي مستقبلا. وعادة ما تستفيد الأصول التي لا تدر عائدا مثل الذهب من انخفاض أسعار الفائدة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 3.1 بالمئة إلى 63.9 دولار للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسيا عند 64.65 دولار يوم الجمعة قبل أن تغلق على انخفاض حاد. وقفزت أسعار الفضة بنحو 121 بالمئة هذا العام مدفوعة بانخفاض المخزونات وقوة الطلب الصناعي وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة. وارتفع البلاتين في المعاملات الفورية 1.9 بالمئة إلى 1778.76 دولار، وصعد البلاديوم 4.1 بالمئة إلى 1547.75 دولار للأوقية.