قال طيار في تسجيل صوتي لمراقبة الحركة الجوية إن طائرة ركاب تابعة لشركة جيت بلو متجهة إلى نيويورك اتخذت مناورة مراوغة يوم الجمعة لتجنب الاصطدام بطائرة تزويد وقود تابعة لسلاح الجو الأمريكي قرب فنزويلا. وكانت رحلة جيت بلو رقم 1112 قد أقلعت من دولة كوراساو الكاريبية، وكانت تحلق على بعد حوالي 64 كيلومترا (40 ميلا) قبالة سواحل فنزويلا عندما أبلغت طائرة إيرباص A320 عن مواجهة طائرة تابعة لسلاح الجو، والتي لم يكن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها مُفعلاً، وفقًا للتسجيل الذي نشره موقع liveatc.net. وأضاف طيار جيت بلو في التسجيل أن طيار سلاح الجو كان على بعد أميال قليلة من الطائرة وعلى نفس الارتفاع. يأتي هذا الحادث في أعقاب تعزيزات عسكرية أمريكية قرب فنزويلا. تحسين نظام التتبع ويطالب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بتحسين نظام تتبع الطائرات العسكرية بعد حادث تحطم مميت في يناير. قال الطيار: «مرّت الطائرة مباشرةً في مسار رحلتنا... لم يكن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها مُفعّلاً. هذا أمرٌ مُشين». ثم دخلت طائرة تابعة لسلاح الجو المجال الجوي الفنزويلي، بحسب ما أفاد به طيار شركة جيت بلو. «كنا على وشك الاصطدام في الجو هنا». أعاد الحادث إلى الأذهان حادث تحطم مميت في يناير. أشار رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، تيد كروز، يوم الاثنين، إلى أن مروحية تابعة للجيش اصطدمت بطائرة تابعة لشركة أمريكان إيرلاينز في 29 يناير بالقرب من مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن، ما أسفر عن مقتل 67 شخصا، ولم تكن تستخدم تقنية تتبع متطورة تُعرف بنظام البث التلقائي للمراقبة التابعة (ADS-B). وتساءل كروز عن حادث جيت بلو: «لماذا نستمر في التغاضي عن حوادث كادت أن تقع؟». كما صرّحت السيناتور ماريا كانتويل، أبرز الديمقراطيين في اللجنة، بأن حادث جيت بلو أثار مخاوف، وأن الجمهور بحاجة إلى نظام أفضل. وقالت كانتويل: «هذا غير مقبول». وتابعت: «لا يمكننا السماح بوجود ممرات جوية تحلق فيها الطائرات العسكرية والتجارية دون إبلاغ بعضها البعض بوجودها في تلك المنطقة. هذا أمر غير مقبول». ضعف سلامة الطيران وأدلى أعضاء مجلس الشيوخ بتصريحاتهم يوم الاثنين في مؤتمر صحفي، في إطار مساعيهم لإزالة بند من مشروع قانون الدفاع السنوي الذي لا بد من إقراره، والذي يرون أنه سيضعف سلامة الطيران بالسماح للطائرات العسكرية بالعمل في المجال الجوي لواشنطن العاصمة دون إرسال معلومات نظام البث التلقائي للمعلومات (ADS-B). وصرح متحدث باسم شركة جيت بلو يوم الاثنين بأن السلامة هي أولويتها القصوى. وقال: «أفراد طاقمنا مدربون على الإجراءات الصحيحة لمختلف حالات الطيران، ونحن نقدر لهم إبلاغهم الفوري عن هذا الموقف لفريق القيادة. لقد أبلغنا السلطات الفيدرالية بهذا الحادث، وسنشارك في أي تحقيق». التواجد العسكري الأمريكي وقع الحادث في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري في جنوب البحر الكاريبي، في ظل حملة الرئيس دونالد ترامب للإطاحة بالزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، مما دفع العلاقات إلى أكثر مراحلها توتراً منذ سنوات. وأعلنت القيادة الجنوبية الأمريكية في بيان لها يوم الاثنين أنها على علم بالحادثة وتُجري مراجعةً للأمر. وأضاف الجيش أن «أطقم طائراته من المحترفين المدربين تدريباً عالياً، ويعملون وفقاً للإجراءات المعتمدة ومتطلبات المجال الجوي المعمول بها. وتظل السلامة على رأس أولوياتنا، ونحن نعمل عبر القنوات المناسبة لتقييم الحقائق المحيطة بالحادثة». في الشهر الماضي، حذّرت إدارة الطيران الفيدرالية شركات الطيران الكبرى من «وضعٍ خطير محتمل» عند التحليق فوق فنزويلا، وحثّتها على توخي الحذر. وأوقفت شركات طيران كبرى من مختلف أنحاء العالم رحلاتها مع تصاعد التوترات وتهديد ترامب بشن غارات على أهداف برية في فنزويلا.