أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة تروث سوشيال الخاصة به أن وفاة المخرج روب راينر وزوجته ميشيل جاءت نتيجة ما وصفه بـ "متلازمة كراهية ترامب" (Trump Derangement Syndrome).

وأشار إلى أن اهتمام راينر المرضي بالرئيس وتعبيره المستمر عن معارضته كان سببًا في ما أسماه "الغضب الذي سببه للآخرين"، معتبرًا أن المخرج دفع الناس إلى الجنون بهوسه بالرئيس ووصلت حالة الهوس إلى ذروتها مع تجاوز إدارة ترامب لجميع التوقعات والأهداف.

مقتل المخرج روب راينر Rob Reiner: تفاصيل الجريمة العائلية المأساوية

توفي روب راينر البالغ من العمر 78 عامًا وزوجته ميشيل 68 عامًا إثر طعنات قاتلة في منزلهما الفخم بمنطقة برنتوود في لوس أنجليس يوم الأحد.

وألقت الشرطة القبض على نيك، ابن راينر البالغ من العمر 32 عامًا، بعد العثور على جثتي والديه مصابين بطعنات قاتلة في منزلهما الفخم في لوس أنجليس.

وفق التحقيقات الأولية، نشب خلاف حاد بين نيك ووالديه انتهى بمأساة قتل الأسرة، في حين عاشت شقيقته رومي، حالة صدمة بعد اكتشاف الجريمة.

وتم حجزه بكفالة قدرها 4 ملايين دولار وتسجيله بتهمة جنائية، بينما كانت ابنتهما رومي 29 عامًا من اكتشفت الجريمة واتصلت بخدمات الطوارئ.

وتشير المصادر إلى أن نيك كان يعاني من مشاكل مرتبطة بالإدمان والتنقل بين فترات التشرد، بينما يعيش شقيقه الأكبر جيك، 34 عامًا، حياة مستقرة كمراسل إخباري في هيوستن، تكساس.

ردود الفعل على تصريح دونالد ترامب Donald Trump

أثار تصريح ترامب ردود فعل قوية من كلا الجانبين السياسيين، حيث اعتبر الجمهوريون مثل النائب توماس ماسي والنائبة مارجوري تايلور غرين أن التعليق "غير مناسب ومسيء"، وأكدت غرين أن الحادث مأساة عائلية لا علاقة لها بالسياسة.

بينما أشارت المحامية السابقة لترامب، جينا إليس، إلى ازدواجية المعايير في رد الرئيس على الحادث مقارنة برده على وفاة الناشط المحافظ تشارلي كيرك.

موقف راينر السياسي وأعماله السابقة

عرف راينر بكونه شخصية بارزة في صناعة السينما وناشطًا سياسيًا داعمًا للقضايا الليبرالية والمرشحين الديمقراطيين، وقد وصف ترامب في لقاء مع "Variety" عام 2017 بأنه "غير مؤهل عقليًا" و"أقل الأشخاص أهلية لتولي الرئاسة في الولايات المتحدة".

وكان راينر من أبرز المنتقدين لسياسات ترامب وأسلوبه الحاكم، وعبر عن ذلك في مقابلات متعددة على مر السنوات.

إرث راينر الفني والحياة الشخصية

قدّم راينر العديد من الأفلام الكلاسيكية التي شكلت علامة في السينما الأمريكية مثل "Stand By Me"، "The Princess Bride"، "A Few Good Men"، و"When Harry Met Sally"، بينما لعبت ميشيل دورًا محوريًا كمصورة فوتوغرافية وشريكة فنية وداعمة في أعماله، بما في ذلك تصوير غلاف كتابه الشهير "The Art of the Deal".

الانتقادات الاجتماعية والإعلامية

أثار تصريح ترامب غضبًا واسعًا في أوساط المجتمع السياسي والفني، حيث أكدت الكونغرسية مارجوري تايلور غرين أن هذه المأساة عائلية وليست سياسية، داعية الجميع إلى التعامل مع الحادث بتعاطف وعدم تحويله إلى منصة للجدل السياسي.

كما شددت الناشطة المحافظة روبي ستاربك على أن ما حدث لأفراد الأسرة لا علاقة له بالسياسة، وأن التركيز يجب أن يكون على تقديم التعازي والدعم لعائلة راينر.

وفي المقابل، أعرب الديمقراطيون البارزون، من بينهم كامالا هاريس وغافين نيوسوم ونانسي بيلوسي، عن صدمتهم وحزنهم الشديدين، مشيرين إلى إنجازات راينر الإنسانية والفنية، ودوره في الدفاع عن حقوق الأطفال والمدافعة عن التعليم المبكر والمساواة الاجتماعية.

مأساة وسط جدل سياسي مستمر

ترك الحادث أثرًا كبيرًا في المجتمع الأمريكي بين فنانين وسياسيين، إذ جمع التعازي بين الإشادة بإرث راينر الفني والإنساني وبين رفض تحويل موته إلى قضية سياسية، فيما تستمر التحقيقات لكشف تفاصيل الجريمة، ويظل إرث المخرج وزوجته حاضرًا في السينما الأمريكية والذاكرة الثقافية للمجتمع، شاهداً على مسيرة مهنية غنية ودور إنساني بارز.