فن / ليالينا

رحيل الفنانة العراقية شفق بعد صراع مع سرطان الرئة يصدم محبيها

غيب الموت الفنانة العراقية الشابة شفق بعد صراع طويل مع سرطان الرئة، لتطوي مسيرتها عند محطة مبكرة، وتترك خلفها سيرة فنية قصيرة زمنيًا لكنها مكتملة الملامح من حيث التنوع والتجربة والاختيار.

ورحل اسم شفق عن الساحة الفنية العربية بعد عامين من المواجهة الصحية القاسية، التي خاضتها بعيدًا عن الضجيج، وبحضور إنساني هادئ ظل ملازمًا لمسيرتها حتى أيامها الأخيرة.

النشأة بين وكندا

نشأت شفق بين بيئتين مختلفتين، بعدما وُلدت في العراق وانتقلت في سن مبكرة مع أسرتها إلى كندا، حيث استقرت سنوات طويلة شكّلت وعيها الدراسي والثقافي.

ودرست هناك الهندسة في العاصمة أوتاوا، ضمن مسار أكاديمي لم يكن مرتبطًا بالفن أو الأضواء، قبل أن يتقدم الشغف بالتمثيل ليعيد رسم أولوياتها المهنية، ويدفعها إلى اتخاذ قرار العودة إلى العالم العربي ًا عن فرصة فنية حقيقية.

اختيار وبداية المشوار الفني

اختارت شفق مصر بوصفها مركزًا رئيسيًا لصناعة الدراما والسينما في المنطقة، وبدأت خطواتها الأولى داخل الوسط الفني من دون ضجيج، معتمدة على الدراسة والتجربة التدريجية.

وشاركت للمرة الأولى في عمل سينمائي من خلال "زجزاج" عام 2014، وهو الظهور الذي فتح لها باب التعارف مع الجمهور، ومنحها فرصة اختبار الكاميرا والعمل داخل فريق سينمائي متكامل.

حضور تلفزيوني وتوسّع في الانتشار

واصلت بعد ذلك حضورها عبر الدراما التلفزيونية، وشاركت في "مريم" إلى جانب الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، في تجربة ساعدتها على توسيع دائرة الانتشار والتعامل مع جمهور أوسع داخل العالم العربي.

وأكدت هذه المشاركة قدرتها على التكيف مع أنماط مختلفة من الأداء، والعمل ضمن إنتاجات ذات حضور جماهيري ملحوظ.

محطات درامية متتالية

انتقلت شفق لاحقًا إلى تجربة مختلفة عبر مسلسل "الدولي" عام 2018، حيث شاركت في عمل ذي طابع اجتماعي تشويقي، أتاح لها مساحة أكبر للتعبير الدرامي، قبل أن تسجل محطة جديدة في مسيرتها من خلال مسلسل "باكو في بغداد" عام 2019، الذي شكّل آخر ظهور فني لها على ، وارتبط اسمه بمرحلة نضج فني ملحوظة قياسًا بقصر مشوارها.

مواجهة المرض وظروف إنسانية قاسية

واجهت شفق منعطفًا قاسيًا في عام ، بعد تشخيص إصابتها بمرض سرطان الرئة، لتبدأ رحلة علاج شاقة امتدت قرابة عامين.

وتزامنت هذه التجربة مع ذاكرة عائلية مؤلمة، بعدما فقدت والدتها سابقًا بسبب المرض ذاته، وهو ما أضفى على معركتها بعدًا إنسانيًا مضاعفًا، انعكس على حالتها النفسية ومسارها المهني في آن واحد.

تجربة مسرحية لم تكتمل

كانت شفق تستعد خلال تلك الفترة لخوض أول تجربة مسرحية لها في مصر، من خلال مسرحية اجتماعية كان من المقرر أن تجمع فنانين من جنسيات متعددة، وتتناول قضايا معاصرة تمس الواقع العربي. وبدأت التحضيرات بالفعل، إلا أن تدهور حالتها الصحية حال دون استكمال المشروع، ليبقى المسرح ًا لم يكتمل ضمن مسيرتها الفنية.

مسيرة قصيرة بأثر واضح

مثّل رحيل شفق خسارة لفنانة شابة اختارت طريقها بهدوء، واعتمدت على التدرج والبحث عن أدوار تضيف إلى تجربتها، بعيدًا عن التكرار أو الاستسهال. وترك اسمها حضورًا خاصًا لدى زملائها والجمهور، ارتبط بالاجتهاد والالتزام، أكثر من ارتباطه بالشهرة السريعة.

وانتهت مسيرة شفق قبل أن تتسع، لكنها عكست نموذجًا لفنانة سعت إلى تحقيق ذاتها عبر العمل والدراسة والاختيار الواعي، لتبقى أعمالها القليلة ًا على تجربة توقفت مبكرًا، لكنها كُتبت بصدق، ومرّت من الشاشة بهدوء يشبه صاحبتها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا