أعلنت الفنانة الأردنية صفاء سلطان عن تعرضها لحالة صحية مفاجئة تعرف باسم "وجه القمر"، مؤكدة أن سببها كان التوتر النفسي نتيجة ظروف عائلية.

وأوضحت في تصريح فني جديد، أنها لاحظت انتفاخًا مفاجئًا في وجهها أثناء النظر في المرآة، نتيجة تغيّر هرموني مؤقت، مشيرة إلى أنها شعرت بالإحراج من بعض التعليقات، لكنها أكدت استعدادها للمسامحة.

ما هو مرض "وجه القمر"؟

وجه القمر، أو ما يُعرف طبيًا بمتلازمة كوشنج (Cushing syndrome)، يظهر على شكل انتفاخ في الوجه يشبه البدر، وينتج عن ارتفاع مطول لمستويات هرمون الكورتيزول في الجسم. الكورتيزول يُنتج في الغدد الكظرية ويؤدي دورًا مهمًا في التحكم بالتوتر، دعم المناعة، تنظيم ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، وتحويل العناصر الغذائية إلى طاقة.

ارتفاع هذا الهرمون قد يكون نتيجة عوامل داخلية مثل الأورام في الغدة النخامية أو الكظرية، أو نتيجة استخدام أدوية قشرية سكرية مثل البريدنيزون لفترات طويلة. وتُصنَّف متلازمة كوشنج بحسب مصدرها إلى داخلية المنشأ أو خارجية المنشأ تبعًا لسبب زيادة الكورتيزول.

الأسباب الأكثر شيوعًا

1. الأورام: تشمل أورام الغدة النخامية التي تحفز الغدد الكظرية على إفراز الكورتيزول، أو أورام الغدة الكظرية نفسها، إضافة إلى أورام قد تنشأ في الرئة أو البنكرياس أو الغدة الدرقية وتفرز هرمونات تؤثر على إنتاج الكورتيزول.

2. الأدوية القشرية: الاستخدام الطويل للأدوية مثل البريدنيزون لعلاج الربو المزمن أو الذئبة أو بعد عمليات زرع الأعضاء يؤدي أحيانًا إلى متلازمة كوشنج.

الأعراض الظاهرة والمرصودة

صفاء سلطت الضوء على أبرز أعراض متلازمة كوشنج التي تشمل:

• تراكم الدهون في الوجه، أعلى الظهر، وأسفل الرقبة.

• ضعف العضلات وفقدان الكتلة العضلية.

• تشققات جلدية حمراء إلى أرجوانية، خاصة في الذراعين والبطن.

• زيادة ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر.

• تغيرات في المزاج، والاكتئاب وصعوبة التفكير.

• هشاشة العظام وفرط نمو الشعر أو الصلع.

كما قد تظهر أعراض أخرى أقل شيوعًا، مثل تباطؤ التئام الجروح، ضبابية الرؤية، ومشكلات نمو لدى الأطفال.

تشخيص المرض

لتحديد الإصابة بمتلازمة كوشنج، يلجأ الأطباء إلى عدة خطوات: الفحص الجسدي، تحليل البول لمدة 24 ساعة لقياس الكورتيزول، التصوير الطبي مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، واختبار كبْت الديكساميتازون لمعرفة قدرة الجسم على تنظيم الكورتيزول.

العلاج المتاح وخياراته

يعتمد العلاج على سبب المرض وعمر المريض وشدة الأعراض:

• تعديل جرعات الأدوية القشرية أو استبدالها بأخرى تحت إشراف طبي.

• العلاج الجراحي للأورام أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي في حال وجود أورام.

• استخدام أدوية تثبط إنتاج هرمونات معينة، مثل كيتوكونازول لتخفيف حدة الأعراض.

العلاج المبكر يساهم في تقليل المضاعفات التي قد تهدد الحياة، بينما قد يؤدي التأخر في التعامل مع المرض إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل هشاشة العظام، ارتفاع ضغط الدم المزمن، ومضاعفات قلبية وهرمونية.

علاقة الحالة بالتغيرات النفسية والتوتر

أكدت صفاء سلطان أن حالتها لم تكن ناتجة عن أي مرض مزمن سابق، بل تعود إلى تغيرات هرمونية مؤقتة مرتبطة بالتوتر النفسي، وهو عامل معروف أنه قد يحفز أعراض متلازمة كوشنج أو يزيد من حدة الانتفاخ الوجهي. هذا يوضح أهمية الاهتمام بالصحة النفسية إلى جانب الفحص الطبي الدوري.

مرض صفاء سلطان القديم

كانت صفاء سلطان قد كشفت في تصريحات سابقة عن إصابتها بحالة صحية معروفة باسم حمى البحر المتوسط العائلية، مؤكدة أن النوبات كانت تصيبها بشكل متكرر أثناء الطفولة والمراهقة، وتسبب لها ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة وألمًا في البطن والصدر والمفاصل.

وأوضحت أنها خضعت لفحوصات طبية دقيقة أكدت وجود طفرة جينية في جين MEFV، ما يفسر ظهور هذه النوبات، وأضافت أنها تعلمت التحكم بها من خلال الالتزام بالعلاج الوقائي والمتابعة الدورية مع الأطباء لتجنب المضاعفات مثل تلف الكلى أو التهاب المفاصل، مؤكدة أن معرفتها بالمرض ساعدتها على التعامل مع النوبات بشكل أفضل والتخفيف من تأثيرها على حياتها اليومية.