هو وهى / اليوم السابع

لماذا يختار الأطباء القدم والذراع لزراعة الأذن قبل جراحة التثبيت

كتبت: مروة محمود الياس

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:00 ص

 عالم الجراحة الترميمية دائما فى تطور، فتخيّل أن تُزرع أذن بشرية على ذراع إنسان أو حتى على باطن قدمه، وأن تبقى شهورًا كاملة تنمو وتتشكل قبل أن تُعاد إلى مكانها الأصلي. هذه ليست قصة من الخيال العلمي، بل تجربة واقعية تُعيد تعريف حدود الجسد البشري وإمكاناته.

 وفقًا لتقرير نشره موقع Oddity Central، فإن واحدة من أغرب العمليات التي شهدها الطب الحديث جرت في ، عندما فقدت عاملة أذنها اليسرى وجزءًا من فروة رأسها في حادث صناعي مروّع، وبعد تقييم دقيق، قرر الأطباء أن فرص إنقاذ الأذن تتطلب زراعتها مؤقتًا في موضع آخر من الجسم، فاختاروا باطن القدم مكانًا مثاليًا لإبقائها على قيد الحياة.

لماذا القدم؟ 

كان اختيار القدم قرارًا دقيقًا علميًا، فجلد تلك المنطقة ناعم ورقيق، وتتشابه الأوعية الدموية فيه مع تلك الدقيقة التي تغذي الأذن. وعلى الرغم من أن العملية استغرقت أكثر من عشر ساعات متواصلة تحت المجهر، فإن الجراحين نجحوا في توصيل أوعية دموية لا يتجاوز قطرها عُشر المليمتر، مستخدمين خيوطًا أرفع من شعرة الإنسان. بعد أيام من القلق والمراقبة الدقيقة، بدأت الأذن تستعيد لونها الوردي، ما دلّ على أن الدم بدأ يتدفق داخل أنسجتها من جديد.

خلال الأشهر التالية، ظلت الأذن تعيش على قدم صاحبتها، لم تكن المرأة قادرة على ارتداء أحذية عادية، بل كانت تحمي قدمها بضمادات وأحذية فضفاضة، وتتحرك بخطوات محسوبة لتنشط الدورة الدموية دون أن تضغط على الزرع. وبعد نحو خمسة أشهر، أصبحت الأذن جاهزة للعودة إلى رأسها، لكن الطريق لم يكن سهلاً.

 

 

إعادة الزرع: الجراحة الثانية الأصعب

عندما حان وقت إعادة الأذن إلى موضعها الأصلي، واجه الفريق الطبي معركة دقيقة جديدة. فقد أدى الحادث الأول إلى تلف كبير في الأوعية الدموية والأعصاب داخل فروة الرأس. اضطر الأطباء إلى تشريح طبقات الجلد واحدة تلو الأخرى، حتى وجدوا شعيرات دموية صالحة يمكن ربطها بتلك الخاصة بالأذن. وبعد ساعات طويلة من العمل المتواصل، نبضت الأذن مجددًا في موضعها الطبيعي، واستعادت المريضة جزءًا من شكلها وهويتها المفقودة.

الجسد كمساحة 

من الناحية الطبية، تُعد هذه العمليات الحساسة  تجسيدًا لأعلى مستويات الدقة في جراحة الميكروسكوب.  تُظهر كيف يمكن للتقنية أن تعيد صياغة العلاقة بين الجسد والوعي، بين ما هو بشري وما هو صناعي، لكن فكرة زراعة الأذن خارج الرأس لم تتوقف عند حدود الضرورة الطبية، فهناك تجارب فنية وطبية أكثر جرأة سعت إلى تحويل الجسد إلى مساحة اختبارية للتقنية والوعي، ففي أحد المشاريع التجريبية، قرر فنان أسترالي أن يزرع أذنًا بشرية كاملة على ذراعه، ليست للزينة ولا للسماع فحسب، بل لتكون وسيلة تواصل رقمية تُبث من خلالها الأصوات عبر الإنترنت إلى أي مكان في العالم.


تم تصميم الأذن باستخدام دعامة مصنوعة من مادة "ميدبور" المسامية، وهي بولي إيثيلين حيوي يسمح بتغلغل الأوعية الدموية والأنسجة داخله حتى يصبح جزءًا متكاملاً من الذراع. أُجريت عدة عمليات متتالية لتوسيع الجلد وتشكيل الجيب الذي يحتضن الأذن، وجرى لاحقًا زرع ميكروفون مصغّر داخلها. ورغم أن العدوى أجبرت الأطباء على إزالة الميكروفون مؤقتًا، فإن الخطط ما زالت قائمة لإعادة تركيبه وربطه بشبكة لاسلكية.

ما وراء الطب: فلسفة الجسد المتصل

هذه التجارب، سواء تلك التي تهدف لإنقاذ حياة عضو بشري أو لإعادة تعريف شكل الجسد، تطرح أسئلة جديدة عن معنى الهوية الجسدية في عصر التكنولوجيا. فالأذن المزروعة على الذراع ليست مجرد هيكل لحم وغضروف، بل رمز لقدرة الإنسان على إعادة اختراع نفسه. إن الجسد في هذه الحالات لا يُنظر إليه كحدود بيولوجية مغلقة، بل كنظام مفتوح يمكن تمديده وإعادة توصيله، ليصبح “كائنًا متصلًا” يتفاعل مع العالم بطرق لم تكن ممكنة من قبل.


 

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا