كتبت: مروة محمود الياس
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 02:00 صحين يسيطر القلق أو الضغط النفسي، يلجأ كثيرون إلى الطعام كمصدرٍ فوري للراحة، لكنّ هذه الراحة قد تكون مؤقتة وسامة في الوقت نفسه. فاختياراتنا الغذائية أثناء التوتر ليست عشوائية، بل تمليها إشارات كيميائية معقدة في الدماغ تبحث عن مكافأة سريعة، وغالبًا ما تكون على حساب المزاج والجسد معًا.
وفقًا لتقرير نشره موقع BrainMD Health، فإن تناول أطعمة غنية بالسكريات أو النشويات البسيطة يُحدث اضطرابًا في كيمياء الدماغ، فيرفع مستويات هرمون الكورتيزول المسئول عن التوتر، ويقلّل قدرة الجسم على الحفاظ على توازن المزاج والطاقة.
الأطعمة التي تُغذّي القلق بدلًا من تهدئته
السكريات والمخبوزات الصناعية
حين يتراجع المزاج، يرسل الدماغ إشارات جوع إلى الأطعمة التي ترفع السكر بسرعة، كالحلوى والمعجنات والمشروبات الغازية. لكنها بعد دقائق تُسقط الجسم في هبوط حاد في الجلوكوز، فيتجدد التوتر والتهيج، ويزداد احتياجك لمزيد من السكر، لتدخل دائرة مغلقة من التوتر والتعب.
القمح ومنتجاته
قد يبدو الخبز أو المكرونة خيارًا مريحًا، لكنها تُعد من أكثر المسببات لاختلال المزاج عند من يعانون من حساسية الجلوتين أو ضعف امتصاصه. الجلوتين قد يُحدث التهابات دقيقة في بطانة الأمعاء تؤثر بدورها في إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين، ما يجعل التوتر أكثر حدة.
الذرة ومنتجاتها
رغم شيوعها في المقرمشات والحبوب الجاهزة، فإن الذرة من الأطعمة عالية النشا التي ترفع السكر سريعًا، وتُبطئ بعد ذلك النشاط العصبي مسببة خمولًا ذهنيًا وشعورًا بالضيق. لهذا تُعد من الأطعمة التي يُفضَّل تقليلها عند فترات الإجهاد.
أطعمة تُعيد الهدوء وتُصلح المزاج
في المقابل، هناك أغذية تُعيد التوازن الكيميائي للدماغ، وتُسهم في تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز الإحساس بالراحة النفسية دون آثار جانبية.
الدواجن: مصدر الأمان الكيميائي
يُعد الدجاج والديك الرومي من أغنى مصادر الحمض الأميني “تريبتوفان”، وهو المكوّن الأساسي لهرمون السيروتونين المسئول عن الاستقرار العاطفي. يساعد التريبتوفان على تهدئة فرط النشاط العصبي وتحسين جودة النوم. ويفضَّل اختيار دواجن طبيعية خالية من الهرمونات للحصول على أقصى فائدة.
التوت بأنواعه
ثمار التوت الأزرق والفراولة والتوت الأسود تزخر بمضادات الأكسدة التي تُقلّل آثار الجهد التأكسدي في خلايا الدماغ، وتحميه من الالتهابات التي ترافق القلق المزمن. هذه المواد الطبيعية ترفع صفاء الذهن وتزيد قدرة المخ على مقاومة التوتر البيولوجي.
الشوكولاتة الداكنة: متعة معتدلة بتأثير علمي
القليل من الشوكولاتة الداكنة (بحدود 70٪ كاكاو أو أكثر) يُحفّز إفراز الدوبامين والإندورفين في الدماغ، وهما ناقلان عصبيان يمنحان إحساسًا بالرضا والسكينة. كما أن مضادات الأكسدة فيها تحسّن تدفق الدم إلى الدماغ وتُقلّل إنتاج الكورتيزول، ما يجعلها علاجًا نفسيًا صغيرًا في قالب لذيذ.
الشاي الأخضر ومشروبات الأعشاب
يحتوي الشاي الأخضر على مادة “الثيانين” التي تُسهم في تهدئة الموجات الدماغية دون التسبب في النعاس، كما تحفّز إنتاج “GABA”، وهي الناقل العصبي الرئيسي المسئول عن الاسترخاء. ويمكن تعزيز التأثير بشاي البابونج أو الرويبوس أو الميرمية، فلكلٍ منها خصائص مهدّئة طبيعية أثبتتها دراسات متعددة.
الخضرلوات الورقية: غذاء الأعصاب الهادئة
السبانخ والبروكلي والسلق غنيّة بالمغنيسيوم، المعدن الذي يساعد في كبح فرط النشاط العصبي وتنظيم النبض وضغط الدم. كما تحتوي على الفولات الذي يشارك في إنتاج النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج الجيد. تناول طبق من السلطة الورقية يوميًا يُعد وصفة بسيطة لاستقرار النفس قبل أي علاج دوائي.
التوازن النفسي يبدأ من الملعقة
اختيار الطعام في أوقات القلق ليس مجرد سلوك عابر، بل قرار كيميائي يحدد كيف يتفاعل دماغك مع الحياة. استبدال الأطعمة المُرهقة للجسد بتلك التي تُعزّز الهدوء يعني تقليل التوتر تدريجيًا بطريقة علمية وطبيعية، دون اللجوء إلى المنبّهات أو المسكّنات.ولأن الدماغ يستجيب ببطء للتغيير، فالثبات على نظام غذائي متوازن هو مفتاح استعادة صفاء الذهن وتحسين المزاج طويل الأمد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
