منوعات / صحيفة الخليج

موسيقيون مهاجرون يحيون أحلامهم الفنية في فرنسا

يتمسّك سوريون وأوكرانيون ولبنانيون وأتراك وأرمن، اضطروا إلى مغادرة بلدانهم والاستقرار في فرنسا، بشغفهم الفني ساعين إلى استكمال مسيرتهم المهنية، وقد وجدوا في برنامج للتوجيه المهني مساحة دعم جديدة عبر ربطهم بمرشدين فنيين يواكبونهم ويساعدونهم.

داخل صالون يخيم عليه الهدوء، جدرانه مزينة باللوحات في أحد قصور باريس، يطلق عازف الكلارينيت السوري جول شاهين أولى نغمات «الرقصات الرومانية» للمؤلف المجري بيلا بارتوك، فتتداخل بإيقاع نابض مع أنغام تعزفها على البيانو شريكته اللبنانية ميرلي الحدّاد.


ثم يبدأ العضو السابق في الأوركسترا السيمفونية الوطنية في دمشق، حيث كان يُدرّس الموسيقى قبل ثلاث سنوات، بعزف مقطوعة معاصرة لمواطنه ضياء سكري، مغمضَ العينين وقد ارتسمت على وجهه ملامح جادّة.


إلى جانب ميرلي، يشكّل جول (28 عاماً) واحداً من أحد عشر موسيقياً محترفاً اختيروا من بين أكثر من 70 مرشحاً يمثلون 24 جنسية مختلفة، للمشاركة في النسخة الأولى من برنامج «باكس ميوزيكا».


من روسترووفيتش إلى فاغنر مروراً بشوبان، تمثل «الموسيقى ثمرة الهجرة»، على ما تؤكده إيلين داكور، مؤسسة الجمعية التي تحمل الاسم نفسه.


على مدار عام كامل، يتلقى الفنانون، الذين يتم اختيارهم بعد اختبار أداء، نصائح من مرشد مُحترف ذي خبرة واسعة، يُقدم لهم نصائح فنية ومسرحية شاملة، بدءاً من إعداد موسيقية وتجديد الآلات، وصولاً إلى ربطهم بشركات إنتاج موسيقي.


تقول داكور، مؤسسة «باكس ميوزيكا» المدعومة من نحو 15 مؤسسة وجمعية شريكة، إن كل ذلك هو «قواعد ثقافية غير رسمية لا يُمكن تعلمها من الكتب».


يؤكد رافاييل سيفير، وهو عازف كلارينيت وملحن فائز بعدد من الجوائز يتولى إرشاد جول وميرلي: «أُشاركهما بعض النصائح والحيل، وأربطهما بشبكة معارفي، لكنني لست مُعلّمهما الموسيقي؛ فهم فنانون مُحترفون أصلاً».


في بيئة تنافسية شرسة، يأمل هذا الفنان ذو الشهرة العالمية أن يُجنّب الثنائي الصعوبات التي واجهتها والدته عازفة البيانو، والتي يقول إنها «لم تُحقق المسيرة المهنية التي تستحقها» بعد مغادرتها يوغوسلافيا السابقة.

البدء من الصفر

يقول المرشد الفرنسي الكوبي رونالد مارتان ألونسو «أضعتُ الكثير من الوقت في البداية محاولاً فهم طبيعة الثقافة الفرنسية، بدأت من الصفر... لا يكفي أن تكون موسيقياً بارعاً لبناء مسيرة مهنية».


يوافقه الرأي الشاب توما بيرفيستسكي، الذي وصل إلى فرنسا في سن المراهقة، موضحاً إنّ «الانتقال من المعهد الموسيقي إلى مسيرة مهنية أمر صعب بحد ذاته، ويزداد صعوبة عندما تكون أجنبياً. لا تعرف دائماً أي طريق تختار».


يتلقى عازف الكمان الذي لا يستطيع الاعتماد على دعم والده، وهو قائد أوركسترا في أوكرانيا، دعماً من زملائه الأجانب، خلال الإقامات الفنية التي تنظمها الجمعية، إضافة إلى الحفلات الموسيقية في مجالات بعيدة عن الموسيقى الكلاسيكية.


يقول جول شاهين الذي شكّك في قدرته على مواصلة مسيرته الفنية «في ظل المنافسة»، «عندما نكون معاً، أستمتع بوقتي، وأعزف بفرح، ولا أشعر بأي التزام لإثبات أي شيء، وأشعر بإحساس بالتعاطف وبالاهتمام تجاهي».


ويشير هذا العازف الماهر إلى أنه مرّ «بتجارب مريرة»، مؤكداً عدم رغبته في أن تكون صورته محصورة بأنه لاجئ، ويبين «إذا اعتبرنا أنفسنا ضحايا، فلن نتحدث بعد ذلك عن الموسيقى».


ويعلق رافاييل سيفير: «استمعوا إليهم، فموسيقاهم تتحدث عنهم»، داعياً المستمعين إلى «قراءة ما بين السطور» في أعمال الثنائي اللذين يعملان على ألبوم تكريماً لفناني المشرق، ويأملان في تنظيم حفلات موسيقية في حالما يعود الوضع إلى الاستقرار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا