مع اقتراب الموعد النهائي الجديد، لبيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، لا تزال الصورة ضبابية. وكشف الملياردير الأمريكي فرانك مكورت، أحد أبرز المهتمين بشراء المنصة، أنه يعيش حالة من الانتظار والترقّب، دون وضوح بشأن ما سيحدث لاحقاً. وقال مكورت في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC):«نحن نقف على الهامش وننتظر ما سيحدث..وإذا حانت اللحظة، فنحن مستعدون للتحرك، وقد جمعنا بالفعل رأس المال اللازم». مواعيد تتغير وقرارات مؤجلة كانت الولايات المتحدة قد ألزمت شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، ببيع عملياتها الأمريكية أو مواجهة الحظر، وفق قانون أقره الكونغرس عام 2024. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتأجيل الموعد النهائي أكثر من مرة، إذ كان من المفترض أن ينتهي اليوم 16 ديسمبر، قبل أن يصدر أمراً تنفيذياً جديداً يمدد المهلة حتى 23 يناير 2026. تيك توك أمريكا ومخاوف الأمن القومي برر مشرّعون أمريكيون القانون بمخاوف تتعلق بـالأمن القومي، مشيرين إلى علاقات بايت دانس بالحكومة الصينية، واحتمال إجبارها على تسليم بيانات المستخدمين الأمريكيين إلى بكين. في المقابل، نفت تيك توك وشركتها المالكة هذه الاتهامات مراراً، ووصفتها بأنها غير قائمة على أسس واقعية. وقد وقّع الرئيس السابق جو بايدن القانون قبل مغادرته منصبه، كما أيدته المحكمة العليا الأمريكية مطلع عام 2025. هل صفقة تيك توك «تمت» فعلاً؟ في وقت سابق، أكد ترامب وأعضاء من إدارته أن صفقة بيع تيك توك قد أُنجزت، وأنها حظيت بموافقة الرئيس الصيني شي جين بينغ. كما أشار ترامب إلى مشاركة مستثمرين أمريكيين «ذوي ثقل»، بينهم، لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة أوراكل، ومايكل ديل، مؤسس شركة ديل تكنولوجيز. وكان من المتوقع الإعلان الرسمي عن الصفقة خلال لقاء بين ترامب وشي في أكتوبر الماضي، لكن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى اتفاق. صمت بكين وبايت دانس رغم التصريحات المتفائلة من البيت الأبيض، لم تصدر أي موافقة رسمية من الحكومة الصينية أو من شركة بايت دانس بشأن بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة. ومع توقيع الأمر التنفيذي الأخير، قال ترامب إن التمديد الجديد سيمهد الطريق لإتمام الصفقة، لكن دون تقديم تفاصيل إضافية. قلق من تركّز النفوذ من دون تسمية المستثمرين الذين اختارهم ترامب، أعرب فرانك مكورت عن مخاوفه من تركيز السلطة والنفوذ في أيدي قلة، مشيراً إلى التأثير الهائل الذي تملكه منصات مثل تيك توك. وقال:«أملي أن تنتهي الأمور، إما ببيع التطبيق وإما إغلاقه، وأن يقع في أيدي أشخاص يلتزمون بالقانون». تحالف استثماري بديل ينتمي مكورت إلى مجموعة استثمارية تضم أسماء بارزة، من بينها: أليكسيس أوهانيان، الشريك المؤسس لموقع ريديت. كيفن أوليري، مستثمر كندي معروف. وأكد مكورت أن خطته تقوم على تشغيل تيك توك من دون أي تكنولوجيا صينية، بما في ذلك خوارزمية التوصيات الشهيرة. وأشار إلى أن مبادرته Project Liberty طورت تقنيات بديلة يمكن الاعتماد عليها بدلاً من الأنظمة الحالية.