يولد بعض الأطفال بعيوب خِلْقية، ومن ذلك صغر حجم الرأس، ما يتسبب في حدوث إعاقات ذهنية وحركية لهم. وتلقي د. غادة محمد الحسيني عبدالسلام، أستاذ ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث في مصر، الضوء على هذه الحالة المرَضية التي تتسبب في مشكلات متعددة للأسر وللأطفال.
وتقول: إن صغر حجم الرأس ليس مرضاً واحداً، بل هو عدد كبير ومتزايد من الأمراض الوراثية والبيئية، لكن صغر حجم الرأس والعيوب الخلقية بالمخ، وعيوب القناه العصبية، تعد الأكثر شيوعاً في الأمراض الوراثية العصبية. ويعتبر صغر حجم الرأس مؤشراً على صغر حجم المخ، فنمو الرأس أو الجمجمة يتبع نمو المخ، وليس العكس.
وتوضح أن هناك تفاوتاً في تسمية وتصنيف صغر حجم الرأس، فعندما يتم تشخيص الحالة عند الولادة، يطلق عليها صغر حجم الرأس الخِلْقي، أما عندما يتطور بعد الأشهر الستة الأولى، فيطلق عليه اسم صغر حجم الرأس المكتسب أو ما بعد الولادة، وفي كلا الحالتين يكون لدى الأطفال المصابين مشكلات تتعلق بنمو وتكوين المخ. وقد يكون صغر حجم الرأس وراثياً، ويحدث بسبب عيوب في الجينات التي تنظم نمو وتكوين المخ، أو غير وراثي نتيجة لاضطراب في النمو الطبيعي للمخ.
وتوضح أن صغر حجم الرأس يقسم بناء علي الظواهر الإكلينيكية إلى عيب خلقي منفرد، أي لا يصاحبه عيب خلقي آخر، أو يكون مصاحباً لعيوب خلقية متعددة، وتعرف بالمتلازمات الوراثية المتعددة.
وتشير إلى أن المسببات إما أن تكون نتيجة لعيوب في الشريط الوراثي، أي في الكروموسومات أو متلازمات وراثية متنحية، سائدة، مرتبطة بالكروموسوم إكس أو نتيجة لخلل في الوظائف.
وتضيف أن هناك أسباباً بيئية، غير وراثية، لمشكلة صغر الرأس، مثل نقص الأكسجين، أو تناول المشروبات الكحولية أو التعرض للإشعاعات أو تناول المخدرات، أو العدوى الفيروسية داخل الرحم.
وتؤكد د. غادة عبدالسلام: إن صغر حجم الرأس يرتبط بوجود درجات متفاوتة من التأخر الذهني المصحوب بتأخر في الحركة والتشنجات بنسبة كبيرة.
وتشير إلى أنه ليس هناك علاج محدد لصغر الرأس أو العيوب الخلقية بالمخ، ولكن التدخل المبكر، عبر تنمية المهارات والعلاج الطبيعي، مع العلاجات الداعمة، قد يساعد في تحسين جودة حياة الطفل، وتعزيز الإدراك والحركة.