في 18 ديسمبر من كل عام يحتفل العالم بـ يوم اللغة العربية، وهو يوم يُسلط الضوء على مكانة لغتنا الأم، وفي هذه المناسبة تتساءل بعض الأمهات: هل يمكن أن تؤثر القراءة بالعربية للجنين خلال الحمل على نمو لغته قبل أن يولد؟ وفي المقابل نجد الدراسات تركز على موضوع السمع قبل الولادة والترابط بين اللغة والدماغ، واتضحت أهمية بدء تهيئة الجنين لغوياً مبكراً، ويوم اللغة العربية يمكن أن يكون فرصة لكل حامل أن تبدأ رحلة قراءة القصص بالعربية، ليس فقط كاحتفال باللغة، بل كخطوة فعلية تجاه بناء مستقبل لغوي قوي لطفلها. في هذا السياق كان لنا هذا اللقاء والدكتور إبراهيم مسعود أستاذ طب النساء والولادة، وحديث مدعم بالدراسات والنماذج العلمية يؤكد أن تجارب الجنين السمعية في الرحم تترك بصمة حقيقية في الدماغ، أشبه بقواعد أولى لتعلم اللغة بعد الولادة وإلى التفاصيل. 18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية اعتمدت الأمم المتحدة قراراً بالاحتفاء باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أدرجت فيه اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية الست المعمول بها في المنظمة الدولية، وفي كل عام يتم تنظيم أنشطة وفعاليات خاصة تهدف إلى نشر الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية. متى يبدأ الجنين في السمع؟ أثبتت الأبحاث أن السمع لدى الجنين يبدأ في التطور قبل فترة طويلة من الولادة؛ إذ يبدأ السمع الوظيفي في حوالي الأسبوع 24، أي خلال الثلث الثاني من الحمل.خلال هذه المرحلة، يصبح الحبل الصوتي والأنسجة المحيطة أرق، مما يسمح للصوت الخارجي بالوصول إلى الأذن الداخلية للجنين بشكل أوضح.ومع تقدم الحمل يمكن للجنين أن يسمع بشكل أفضل الأصوات العالية والنغمات المختلفة، ويستجيب إليها، وبالتالي يمكنه التعرّف إلى أصوات الأم.مع تكرار الكلمات أو القصص القصيرة، يبدأ الجنين في تمييز الإيقاعات اللغوية حتى قبل أن يفتح عينيه للعالم، لذا تعد هذه المرحلة انطلاقة مبكرة لرحلة تعلم اللغة. تأثير التعرض المبكر للغة على الدماغ تسجيلات مسموعة ليسمع الجنين في دراسة منشورة في مجلة Frontiers in Human Neuroscience، وجد الباحثون أن التعرض المنتظم لصوت الأم، حتى لو كان في صورة تسجيلات مسموعة، يؤدي إلى نمو أسرع في المسارات الدماغية المرتبطة باللغة لدى الأطفال المبتسرين مقارنة بمن لم يتعرضوا لهذه الأصوات.الدراسة أظهرت أن تشغيل تسجيلات للأمهات وهن يقرأن قصصاً لمدة محددة يومياً، أدى إلى تحسن ملحوظ في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة، مقارنة بمجموعة لم تتعرض للصوت نفسه، وهو ما يؤكد أن تجربة السمع المبكرة ليست مجرد تأثير جانبي، بل لها صلة فعلية بتكوين المسارات الدماغية المتخصصة في اللغة. ما هي الحركة التي تدل على سلامة دماغ الرضيع ؟الإجابة داخل التقرير أهمية وجمال قراءة القصص بالعربية أم تقرأ القصة ذاتها للجنين اللغة العربية تتميز بإيقاع فريد، وتراكيب صوتية غنية تجمع بين الحروف والإيقاعات المتنوعة، هذا يجعلها لغة تتحمل قدراً عالياً من التكرار الإيقاعي الذي يمكن للجنين تمييزه بسهولة خلال السمع داخل الرحم. قراءة القصص بالعربية ليست مجرد نطق كلمات، بل جسر أول نحو الثقافة والهوية واللغة التي سيتعامل معها الطفل لاحقاً. القراءة اليومية تمنح الجنين فرصة سماع: أصوات الحروف المتنوعة، الإيقاع الصوتي للكلمة والعبارة، ونبرة ومشاعر الأم أثناء الكلام. كل هذه العناصر تساعد الدماغ في مرحلة مبكرة على تمييز أكثر النغمات شيوعاً في اللغة العربية، ما يمهد لاحقاً في تسريع عملية التعلم عندما يبدأ الطفل في الكلام. قصص متكررة أفضل من عشوائية العلم يشير إلى أن الاستمرارية والتكرار عاملان مهمان في ترسيخ الأنماط الصوتية في الدماغ، لذا فإن قراءة القصة ذاتها أو النصوص المتكررة بالعربية خلال الحمل يمكن أن يصنع فارقاً، حيث يبدأ الجنين في التعرف إلى هذه الأصوات بشكل مميز عند الولادة، فضلاً عن الشعور بالطمأنينة عند سماع النص نفسه بعد أن يولد، هذا التكرار لا يساعد فقط في التعرف إلى اللغة، بل أيضاً في الربط العاطفي بين صوت الأم وحروف الكلمات، مما يزيد من دفء التجربة اللغوية. تأثير القراءة على تنمية الذكاء العاطفي بعد الولادة نعم اللغة أداة تواصل ومعنى، لكنها –أيضاً- وسيلة للتعبير عن المشاعر، قراءة القصص بالعربية، خاصة إن كانت نصوصاً تحمل قصصاً قيمة وأحداثاً معبرة، تمنح الجنين أول تواصل غير بصري مع العالم.. هل تصدقين؟الأبحاث النفسية تشير إلى أن التعرض للصوتيات المعبرة أثناء الحمل يمكن أن ينعكس على استجابات الطفل العاطفية بعد الولادة، مثل الهدوء، التفاعل مع صوت الأم، وحتى نمط النوم. سماع الأصوات ينشط دماغ الجنين صورة لجنين ينصت لحديث أمه الباحثون في جامعة مونتريال أظهروا أن التعرض للأصوات واللغة داخل الرحم يخلق نشاطاً دماغياً مشابهاً لشكل الاستجابة بعد الولادة عند سماع اللغة نفسها مرة أخرى، سواء كانت عربية أم غير عربية مشيرين إلى أن الجنين يتعلم من الأصوات قبل أن يولد. نصائح تطبيقية للأمهات ابدئي القراءة للجنين بين الأسبوع 24–28 من الحمل، وهي الفترة التي يبدأ فيها السمع في التطور الحقيقي. اختاري قصصاً عربية بسيطة، واقرئي بصوتك الطبيعي، الصوت البشري يحمل نبرة وعاطفة لا توفرها التسجيلات. خصصي 10–15 دقيقة يومياً للقراءة، وكرري بعض القصص حتى يتعرف الجنين إليها. *ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.