منوعات / صحيفة الخليج

اكتشاف علمي مذهل: بكتيريا الأمعاء قد تعالج السكري من النوع الثاني

كشفت دراسة حديثة، عن دور غير متوقع لجزيء تنتجه بكتيريا الأمعاء في تقليل الالتهاب وتحسين استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وهو ما قد يفتح آفاقاً جديدة في علاج داء السكري من النوع الثاني، أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم.

السكري من النوع الثاني..حين تفشل استجابة الجسم

يصيب السكري من النوع الثاني مئات الملايين حول العالم، ويحدث عندما تفقد خلايا الجسم قدرتها على الاستجابة الطبيعية للإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، بحسب موقع ميديكال نيوز توداي.

ومع مرور الوقت، تتحول هذه الحالة إلى اضطراب مزمن يزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية ومضاعفات صحية أخرى.

الالتهاب الخفي وراء مقاومة الإنسولين

يلعب الالتهاب المزمن دوراً محورياً في تطور مقاومة الإنسولين، إذ يؤدي تنشيط الجهاز المناعي إلى إطلاق إشارات تعيق عمل الهرمون المسؤول عن تنظيم السكر.

ويؤدي ذلك الخلل إلى حلقة مفرغة، حيث يرفع ارتفاع السكر والإنسولين مستوى الالتهاب، ما يفاقم المشكلة بمرور الوقت.

ميكروبيوم الأمعاء..لاعب رئيسي في مكافحة السكري

يضم الجهاز الهضمي تريليونات من الكائنات الدقيقة التي تشكل ما يُعرف بميكروبيوم الأمعاء، وهو نظام بيئي معقد يؤثر بشكل مباشر في المناعة والالتهاب وتنظيم التمثيل الغذائي.


وأشار مارك-إيمانويل دوماس، أحد كبار مؤلفي الدراسة ورئيس قسم الطب الجزيئي في كلية إمبريال لندن، إلى أن تحليل ميكروبيوم الأمعاء ساهم في تغيير النظرة التقليدية بالكامل لعلاقة الطعام بالسكري.

وأضاف أن النتائج أظهرت قدرة بكتيريا بالأمعاء على تعطيل مسار مناعي محدد، يساعد على تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم واستجابة الجسم للإنسولين.

جزيء معوي يعطّل مسار الالتهاب

سلّطت الدراسة التي نشرت في موقع Nature الضوء، على جزيء يُعرف باسم ثلاثي ميثيل أمين، وهو ناتج عن تفكيك بكتيريا الأمعاء لمادة الكولين الموجودة في أطعمة شائعة مثل البيض والأسماك والبقوليات.

وبيّنت النتائج أن هذا الجزيء قادر على تعطيل مسار مناعي يؤدي دوراً رئيسياً في إثارة الالتهاب المرتبط بمقاومة الإنسولين.

كيف يحسّن الجزيء حساسية الإنسولين؟

أظهرت التجارب المخبرية والحيوانية أن الجزيء المعوي يستطيع تثبيط نشاط بروتين محدد يرتبط بالالتهاب الناتج عن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون.

وعند تعطيل هذا البروتين، ينخفض الالتهاب وتستعيد الخلايا قدرتها على الاستجابة للإنسولين، ما يؤدي إلى تحسن التحكم في مستويات السكر في الدم.

الغذاء ليس وحده العامل الحاسم

أشارت نتائج الدراسة، إلى أن تأثير الغذاء لا يتوقف عند نوعية ما نأكله، بل يمتد إلى كيفية تعامل بكتيريا الأمعاء مع هذه العناصر الغذائية.

فالنظام الغذائي الغني بالألياف والنباتات الكاملة يعزز إنتاج مركبات مفيدة تقلل الالتهاب وتحسن استقلاب الجلوكوز، في حين تسهم الأنظمة الغذائية الفقيرة بالألياف في خلل ميكروبي يزيد من مخاطر السكري.

ولكن يفتح ذلك الاكتشاف المجال أمام استراتيجيات علاجية مبتكرة، سواء عبر تطوير أدوية تستهدف المسارات الالتهابية المرتبطة بمقاومة الإنسولين، أو من خلال تدخلات غذائية موجهة تعزز إنتاج الجزيئات المعوية المفيدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا