انطلق صاروخ «أريان 6»، الأربعاء، في مهمة تكللت بالنجاح، ووضع خلالها في المدار قمرين صناعيين لبرنامج غاليليو الأوروبي، في رابع رحلة تجارية لهذا الصاروخ الثقيل الذي يرمز لاستعادة أوروبا قدراتها الذاتية للوصول إلى الفضاء.
وأعلنت شركة «أريان سبايس» المسؤولة عن تسويق «أريان 6» وتشغيله، في بيان «وُضع القمران الصناعيان سات 33، وسات 34، في مدار أرضي متوسط على ارتفاع 22922 كيلومتراً تقريباً. وانفصلا بعد 3 ساعات و55 دقيقة من الإطلاق» من مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية.
والصاروخ انطلق في سماء الليل الاستوائي كما كان مخططاً له، مستفيداً من الأحوال الجوية المؤاتية رغم موسم الأمطار في هذه المنطقة الفرنسية الواقعة في أمريكا الجنوبية بالقرب من خط الاستواء. وبعد ثوان معدودة من الإطلاق، اختفى «أريان 6» تحت غطاء السحب الكثيفة. ومع إطلاق هذين القمرين الصناعيين من الجيل الجديد، يرتفع عدد الأقمار الصناعية في منظومة «غاليليو» إلى 34.
و«غاليليو» هو نظام الملاحة الفضائية الأوروبي، وهو مُكافئ لنظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس» الأمريكي ومنافس له، ومصمم لتوفير تحديد دقيق ومستقل للموقع الجغرافي.
وبحسب شركة «أريان سبايس»، ينضم هذان القمران إلى منظومة «غاليليو» من الجيل الأول لتحسين دقة نظام الملاحة الفضائية العالمي للاتحاد الأوروبي وتوافره وموثوقيته.
وقال دافيد كافايوليس، الرئيس التنفيذي لشركة «أريان سبايس» إن «هذا النجاح الجديد لصاروخ «أريان 6» يمثل خطوة مهمة في تعزيز القدرات الفضائية الأوروبية». ونُقل عنه في البيان قوله إن الصاروخ «أثبت مجدداً موثوقيته ودقته».
وبفضل استخدام تقنية التردد المزدوج، يوفر غاليليو دقة في تحديد المواقع بالوقت الفعلي تصل إلى متر واحد لمليارات المستخدمين حول العالم.
تُعد هذه أكبر مبادرة للبنية التحتية للاتحاد الأوروبي، وهي مصممة لضمان الاستقلالية والسيادة الاستراتيجية.
وأُطلقت أقمار غاليليو السابقة بشكل أساسي بواسطة صواريخ «أريان 5»، و«سويوز» الروسية من قاعدة كورو.