تشتعل المنافسة الكروية في القارة السمراء، حيث تتجه الأنظار نحو الملاحم الكروية التي تحدد المتأهلين لكأس العالم 2026 في كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. ومع إسدال الستار على مرحلة المجموعات والملحق القاري، يتضح أن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالدراما الكروية والنتائج غير المتوقعة. هذه اللحظات المثيرة تستحوذ على اهتمام عشاق الكرة العالمية، الساعين لمتابعة آخر نتائج مباريات التصفيات المصيرية. إنها فترة حصاد للجهود الكبيرة التي بذلتها المنتخبات الأفريقية، والتي كشفت عن تباين كبير في المستويات، وطموح متجدد لتمثيل القارة بأفضل شكل ممكن في أكبر محفل كروي عالمي.
???? صراع المجموعات: قمم وثنائيات حاسمة
شهدت المجموعات التسع في التصفيات الأفريقية ندية استثنائية، حيث ضمنت تسعة منتخبات مقاعدها مباشرة في المونديال، فيما ذهبت أربعة منتخبات إلى الملحق الأفريقي التمهيدي.
???? سادة المجموعات: من تونس إلى ساحل العاج
تألق عدد من المنتخبات وحجزت الصدارة بجدارة، مظهرة استقرارًا فنيًا وتكتيكيًا:
-
تونس (المجموعة الثامنة): حققت أداءً شبه مثالي، متصدرةً مجموعتها بـ 28 نقطة من 10 مباريات، بفارق كبير عن أقرب ملاحقيها، مؤكدة على هيمنتها المعتادة في التصفيات.
-
المغرب (المجموعة الخامسة): واصل أسود الأطلس تألقهم وسيطرتهم المطلقة، محققين العلامة الكاملة بـ 24 نقطة من 8 مباريات، ليؤكدوا أنهم القوة الضاربة في القارة.
-
الجزائر ومصر وساحل العاج وغانا: حققت هذه المنتخبات انتصارات ساحقة وتصدرت مجموعاتها بقوة، مسجلة أرقامًا هجومية ودفاعية ممتازة، مما يبشر بمشاركة قوية لها في النهائيات. الجزائر (25 نقطة)، ومصر وساحل العاج (26 نقطة) وغانا (25 نقطة)، جميعها أرقام تعكس جودة الأداء والاستمرارية.
-
الرأس الأخضر (المجموعة الرابعة): سجلت مفاجأة جميلة بتصدرها مجموعة قوية تضم الكاميرون، مما يبرهن على التطور الملحوظ في مستوى الكرة لديهم. وقد تُوج هذا النجاح بفوز مدربهم بوبيستا بجائزة أفضل مدرب إفريقي من "كاف".
???? سباق الوصافة: الملجأ الأخير
كانت المنافسة على بطاقات الملحق محتدمة، حيث ضمت قائمة أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثاني، فرقًا ذات تاريخ كبير تسعى للحاق بالقطار العالمي:
-
الكونغو الديمقراطية والجابون: تصدرتا قائمة الوصافة بقوة، حيث حصدت الكونغو 22 نقطة والجابون 25 نقطة، مما أهلهما لخوض الملحق الأفريقي التمهيدي.
-
بوركينا فاسو والكاميرون: جاءتا في المراكز اللاحقة، مظهرتين رغبة كبيرة في التأهل رغم عدم تصدر مجموعتيهما.
???? دراما الملحق الأفريقي: بين الفهود والنسور
وصلت الإثارة إلى ذروتها في الملحق الأفريقي الذي أقيم في المغرب، حيث لعبت أربعة منتخبات من بين أفضل الوصيفين على بطاقة التأهل للملحق العالمي.
???? نيجيريا والجابون: تألق أوسيمين وهدم حلم أوباميانغ
في نصف النهائي الأول، قدمت نيجيريا عرضًا قويًا أمام الجابون. على الرغم من التعادل القاتل في الوقت الأصلي (1-1)، إلا أن أشواط الإضافية شهدت سيطرة نيجيرية مدوية بفضل نجمها فيكتور أوسيمين الذي سجل هدفين ليقود "النسور" إلى فوز مستحق (4-1)، ليتبدد حلم النجم بيير إيمريك أوباميانغ في الظهور بالمونديال للمرة الأخيرة.
???? إخفاق الكاميرون وعزيمة الكونغو الديمقراطية
في نصف النهائي الآخر، شهد لقاء الكاميرون والكونغو الديمقراطية دراما حقيقية. فشلت الكاميرون، صاحبة التاريخ العريق (8 مشاركات سابقة)، في فك شفرة دفاع الكونغو الديمقراطية. هدف متأخر قاتل من شانسيل مبيمبا في الدقيقة 92 حسم المواجهة لصالح "الفهود" (1-0)، لتودع "الأسود غير المروضة" المنافسات في صدمة كبيرة لعشاقها.
???? النهائي الفاصل: ركلات ترجيح ساحرة وعقدة نيجيريا
جمع النهائي بين نيجيريا والكونغو الديمقراطية في مباراة حاسمة على ملعب "مولاي الحسن". انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1). ثم ابتسمت ركلات الترجيح للكونغو الديمقراطية التي فازت (4-3)، بعد إهدار نيجيريا لثلاث ركلات. هكذا، تأهلت الكونغو الديمقراطية إلى الملحق العالمي، لتتمسك بأمل العودة للمونديال لأول مرة تحت اسمها الحالي، بينما تفشل نيجيريا في التأهل للمرة الثانية على التوالي. تخلل هذه المباراة اتهامات مثيرة من مدرب نيجيريا إيريك شيل لمنافسه بارتكاب "أعمال سحر وشعوذة" أثناء ركلات الترجيح، وهو ما أضاف مزيدًا من الجدل والإثارة للحدث.
أزمة الفراعنة: حسام حسن وطريق مسدود
لم تقتصر الإثارة على الملعب، بل امتدت لتشمل الكواليس داخل أروقة المنتخبات. في مصر، يبدو أن العلاقة بين المدير الفني حسام حسن ولاعبي المنتخب قد وصلت إلى "طريق مسدود". فبعد الفوز بركلات الترجيح على كاب فيردي، شن "العميد" هجومًا حادًا على منتقديه ووصفهم بـ "المفتقرين للوطنية"، وانتقد أداء بعض اللاعبين بوصف المنتخب بأنه يضم "محترفيْن وربع"، وهي التعبيرات التي يُعتقد أنها تشير إلى اللاعب مصطفى محمد. هذا التوتر، الذي سبقته خلافات مع إمام عاشور وأحمد حجازي واعتراض القائد محمد الشناوي على استبداله، أثار غضب اللاعبين وبعض مسؤولي اتحاد الكرة، مما يضع مستقبل حسام حسن على المحك.
???? الخلاصة: انتظار الملحق العالمي ومستقبل الكرة الأفريقية
تتجه الكونغو الديمقراطية الآن إلى الملحق العالمي الذي سيقام في المكسيك في مارس المقبل، حيث ستنافس 5 منتخبات أخرى على بطاقتين إضافيتين للعب في مونديال 2026. يبرز هذا المشهد الكروي الأفريقي مدى التنافسية والتطور الذي تشهده منتخبات القارة. من الهيمنة التونسية والمغربية، إلى المفاجأة الرأس أخضرية، والدراما التي عاشتها نيجيريا والكاميرون، يؤكد كل ذلك أن الكرة الأفريقية تتقدم بخطى ثابتة نحو العالمية، رغم التحديات الداخلية التي تواجه بعض المنتخبات الكبرى مثل مصر.
⏳ الكلمة الأخيرة
إن تصفيات مونديال 2026 في أفريقيا لم تكن مجرد مباريات، بل كانت فصولًا من الإثارة والندية والدراما، كشفت عن الأقوياء، وأسقطت العمالقة، وفتحت أبواب الأمل للمنتخبات الطموحة. يبقى الملحق العالمي هو المرحلة الأخيرة لبلورة المشهد الأفريقي كاملاً في هذا العرس الكروي القادم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
