كتبت مروة محمود الياس
الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 06:00 محين يُصاب الطفل بنزلة برد، قد يعتقد الوالدان أن الأمر لا يتجاوز احتقانًا في الأنف وسعالًا بسيطًا، لكن ظهور القيء إلى جانب الأعراض التنفسية يُثير القلق. فهل التقيؤ ناتج عن تفاقم العدوى أم أنه ردّ فعل جسدي مؤقت؟
وفقًا لتقرير نشره موقع Vinmec International Hospital، فإن القيء أثناء نزلات البرد من الأعراض الشائعة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويرتبط غالبًا باستجابة الجسم لاحتقان الأنف والسعال أو بابتلاع البلغم، وليس دائمًا بعلة في الجهاز الهضمي.
نزلات البرد عند الأطفال شائعة في مواسم الخريف والشتاء، وغالبًا ما تصيب الرضع والأطفال دون الخامسة أكثر من غيرهم بسبب ضعف المناعة وتعرضهم المستمر للعدوى في دور الحضانة والمدارس.
تبدأ الأعراض عادة بسيلان الأنف والعطس، ثم يتبعها السعال وارتفاع طفيف في الحرارة، وفي بعض الحالات يظهر القيء بعد نوبات سعال قوية أو بعد ابتلاع الطفل للمخاط.
لماذا يتقيأ الطفل أثناء نزلة البرد؟
القيء في هذه الحالات ليس مرضًا منفصلًا بل نتيجة لعدة عوامل متداخلة:
السعال العنيف: الانقباضات المتكررة في عضلات الصدر والبطن أثناء السعال تزيد الضغط داخل المعدة، مما يدفع محتواها إلى الخارج.
ابتلاع الإفرازات الأنفية: الأطفال الصغار لا يجيدون إخراج المخاط، فيبتلعونه، وهو ما يسبب امتلاء المعدة وشعورًا بالغثيان ثم القيء.
الإجهاد البدني وقلة الشهية: فقدان الطاقة والتعب يجعل الجهاز الهضمي أقل قدرة على هضم الطعام.
الإفراط في الإطعام: اعتقاد الأهل بأن كثرة الطعام تساعد الطفل على الشفاء قد يؤدي إلى تفاقم القيء.
ورغم أن التقيؤ غالبًا ما يكون عرضًا عابرًا، فإن تكراره المستمر قد يؤدي إلى نقص السوائل واضطراب الأملاح، وهو ما يتطلب تدخلًا سريعًا.
متى يتحول القيء إلى خطر حقيقي؟
يُنصح الأهل بمراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من العلامات التالية:
قيء متكرر لا يتوقف لساعات.
وجود دم أو مادة خضراء في القيء.
ارتفاع الحرارة فوق 38.5 درجة مئوية.
علامات الجفاف مثل جفاف الشفاه، قلة الدموع، قلة البول، أو خمول واضح.
صعوبة في التنفس أو رفض الطفل لتناول السوائل نهائيًا.
هذه العلامات قد تشير إلى عدوى فيروسية مزدوجة أو التهاب في المعدة والأمعاء، أو فقدان خطير للسوائل يحتاج لتعويض طبي عاجل.
خطوات الرعاية المنزلية للحالات الخفيفة
في حال كان القيء بسيطًا وغير متكرر، يمكن للأهل التعامل معه بهدوء عبر خطوات مدروسة:
1. تعويض السوائل تدريجيًا:
يُعطى الطفل رشفات صغيرة من الماء أو محلول معالجة الجفاف الفموي على فترات متقاربة. لا يُنصح بشرب كميات كبيرة دفعة واحدة لأنها قد تُحفّز القيء مجددًا.
2. تأجيل الطعام مؤقتًا:
بعد نوبة القيء، يُفضَّل الانتظار نصف ساعة إلى ساعة قبل تقديم أي طعام، ثم البدء بوجبات خفيفة سهلة الهضم مثل الأرز أو الموز أو الشوربة الدافئة.
3. تهدئة الجهاز التنفسي:
يمكن استخدام محلول ملحي لغسل الأنف لتقليل الاحتقان، مما يقلل من ابتلاع المخاط المسبب للغثيان.
4. الراحة الكافية:
الراحة تساعد الجهاز المناعي على مقاومة الفيروس وتقليل الإجهاد الذي يزيد القيء.
5. تجنّب الأدوية غير الموصوفة:
لا يجب إعطاء الطفل مضادات حيوية أو أدوية مضادة للقيء دون إشراف طبي، لأن أغلب الحالات فيروسية وتتحسن بالرعاية المنزلية.
نصائح إضافية للوقاية من تكرار الحالة
الحفاظ على تهوية الغرفة ودرجة حرارة معتدلة.
تنظيف الأسطح والألعاب بانتظام لتقليل العدوى.
تعليم الطفل غسل يديه باستمرار.
تجنّب الأطعمة الدهنية أو الحارة أثناء المرض.
تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي للأطفال فوق ستة أشهر بإشراف الطبيب.
الالتزام بهذه الإجراءات لا يُخفف فقط من القيء، بل يحد من تكرار نزلات البرد ويحافظ على توازن جسم الطفل خلال فترة الشفاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
