19 ديسمبر 2025, 12:29 مساءً
في خطوة وُصفت بالتاريخية والمفصلية، عبّر الشعب السوري عن ابتهاجه الكبير بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بعد سنوات طويلة من القيود الاقتصادية والمعاناة الإنسانية، في استجابة مباشرة لطلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –، وهو ما أعاد الأمل للسوريين بمرحلة جديدة من التعافي والاستقرار.
وجاءت ردود الفعل الشعبية السورية مشيدة بالدور السعودي البارز، ومثمّنة الجهود الحثيثة والمساعي الحميدة التي بذلتها القيادة السعودية – أيدها الله – لرفع معاناة الشعب السوري، ودعمه سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، في وقت كانت فيه البلاد تواجه تحديات معيشية واقتصادية قاسية نتيجة العقوبات الدولية المفروضة.
إلغاء «قانون قيصر»… تتويج لمساعٍ سعودية متواصلة
ويُعد إلغاء ما يُعرف بـ«قانون قيصر» أحد أبرز نتائج الجهود الدبلوماسية التي قادتها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية، في إطار مساعٍ متواصلة لرفع العقوبات الدولية عن سوريا وإعادة دمجها في محيطها الإقليمي والدولي. وقد مثّل هذا القرار تحولًا جوهريًا في مسار الأزمة السورية، كونه أزال واحدة من أكثر العقوبات تأثيرًا على الاقتصاد السوري والبنية المعيشية للمواطنين.
وامتدت المبادرات السعودية الداعمة لتعافي الاقتصاد السوري لتشمل خطوات عملية وملموسة، من بينها دعم الرواتب، والمساهمة في سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والتي بلغت نحو 15 مليون دولار، في خطوة أسهمت في تخفيف الضغوط المالية وفتح المجال أمام التعاون مع المؤسسات الدولية.
كما قدّمت المملكة دعمًا حيويًا لقطاع الطاقة السوري، عبر تزويد سوريا بما يقارب مليون و650 ألف برميل من النفط الخام، وهو دعم انعكس بشكل مباشر على استقرار الخدمات الأساسية، وساعد في التخفيف من أزمات الكهرباء والوقود التي عانى منها المواطن السوري لسنوات.
دعم مبكر للحكومة السورية الجديدة
وبرز الدور السعودي منذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع، حيث كانت المملكة من أوائل الداعمين سياسيًا وإنسانيًا. وسجّل التاريخ السياسي الحديث لحظة فارقة بهبوط أول طائرة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وكانت طائرة سعودية، في رسالة واضحة حملت أبعادًا سياسية وإنسانية، تؤكد وقوف المملكة إلى جانب سوريا في مرحلة التحول.
وتعزّز هذا الدعم بزيارة وفد سعودي رسمي إلى دمشق بتاريخ 22 ديسمبر 2024م، في خطوة عكست جدية المملكة في دعم الاستقرار السوري وفتح قنوات التعاون المباشر. كما زار صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، سوريا في 24 يناير 2025م، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، ونقل له دعم القيادة السعودية لسوريا وشعبها الشقيق، وحرص المملكة على وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها.
لقاء تاريخي يعيد سوريا إلى المشهد الدولي
وفي تطور سياسي غير مسبوق، استضافت المملكة لقاءً تاريخيًا جمع بين فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول لقاء أمريكي – سوري على مستوى القيادتين منذ ما يقارب 25 عامًا. وقد شكّل هذا اللقاء محطة مفصلية في مسار العلاقات الدولية مع سوريا، وأسهم في كسر الجمود السياسي الذي استمر لعقود.
ويرى مراقبون أن استضافة المملكة لهذا اللقاء تعكس ثقلها السياسي والدبلوماسي، ودورها المحوري في تقريب وجهات النظر، وبناء جسور الحوار بين الأطراف الدولية، بما يخدم استقرار المنطقة ويعزز الحلول السياسية بعيدًا عن التصعيد والصراع.
إشادة بدور المملكة الإقليمي
وأجمع محللون سياسيون على أن التحركات السعودية تجاه الملف السوري تمثل نموذجًا للدبلوماسية الفاعلة التي توازن بين البعد الإنساني والمصالح السياسية، مؤكدين أن المملكة باتت لاعبًا رئيسيًا في صياغة معادلات الاستقرار الإقليمي، وقادرة على إحداث اختراقات سياسية كبرى في ملفات معقدة.
ويؤكد المراقبون أن رفع العقوبات عن سوريا وعودة قنوات التواصل الدولية معها، سيسهمان في تحسين الأوضاع المعيشية، وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا الحديث، بدعم عربي تقوده المملكة العربية السعودية.
مرحلة جديدة لسوريا بدعم سعودي
ويمثّل هذا التحول بداية مرحلة جديدة لسوريا، عنوانها الانفتاح الدولي، والتعافي الاقتصادي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وسط آمال شعبية بأن تنعكس هذه الخطوات إيجابًا على حياة المواطنين، وتطوي صفحة المعاناة التي استمرت سنوات طويلة.
ويؤكد هذا المشهد مجددًا المكانة الريادية للمملكة العربية السعودية، ودورها القيادي في دعم قضايا الأمة العربية، وترسيخ الاستقرار الإقليمي، من خلال حلول سياسية واقتصادية مستدامة تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
