رياضة / صحيفة الخليج

الكرة العربية إلى مصاف العالمية


ما قدمه المنتخبان المغربي والأردني في المباراة النهائية لبطولة كأس العرب والتي انتهت بفوز الأول 3-2 بعد تمديد المباراة إلى شوطين إضافيين، يمثل صورة رائعة جداً عن المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الكرة العربية في القارتين الإفريقية والآسيوية، وهو أمر يدعو للتفاخر والزهو، ويؤكد أن القادم سيكون أفضل بكثير من الذي ظهر عليه المنتخبان المذكوران في القمة الكروية التي ستبقى خالدة في الذاكرة لسنوات طوال.


ولو نظرنا بعين الحياد، فإن الكرة المغربية متقدمة بمسافات طويلة عن الكرة الأردنية، وهذا أمر لابد من الإشارة إليه، والدليل على ذلك أن المنتخب المغربي حضر إلى بطولة كأس العرب في قطر بالمنتخب الثاني، ولم يستعن بنجومه الكبار الذين يتوزعون على فرق الدوري الأوروبي الكبيرة، وهذا أمر يشير إلى حجم القاعدة الكروية الكبيرة التي تتمتع بها الكرة المغربية، بينما المنتخب الأردني المتطور جداً والذي يمكن أن أطلق عليه لقب «ريال مدريد آسيا»، حيث كان للمسات المغربية من خلال مدربه السابق المغربي حسين عموتة، والحالي جمال السلامي أثرُها الكبير في تطور مستوى هذا المنتخب العربي الذي منح البطولة جمالية رائعة بمستوياته الجميلة التي قدمها طيلة مبارياته فيها، وكان قريباً من خطف اللقب، إلا أنه في لابد من فائز واحد، وهذا الفائز كان المنتخب المغربي المثابر والممتع جداً، فاستحق اللقب بجدارة كبيرة جداً.


من تمتع بمشاهدة مباراة المنتخبين المغربي والأردني، فقد كان محظوظاً، لأنه كل فنون لعبة كرة القدم؛ من حيث الأداء المبهر والنقلات الرائعة بين اللاعبين، إذ في بعض دقائق المباراة كنت أعتقد أن المنتخب المغربي هو فريق «برشلونة» بسبب دقة التمريرات بين لاعبيه وقدرتهم على الاحتفاظ بالكرة وتحقيق التفوق في الحيازة، أما الأهداف الخمسة؛ فقد كانت رائعة، لاسيما الهدف الأول للمنتخب المغربي في مرمى الحارس الأردني يزيد أبو ليلى الذي سجله اللاعب أسامة طنان بتسديدة قوية جداً وذكية للغاية ومن مسافة حوالي 60 متراً، إن هذا الهدف يعد أجمل هدف في تاريخ البطولة، وربما يكون الهدف الأجمل في العام الحالي.


إن المشاهد العربي الذي يحرص على متابعة مباريات كرة القدم العالمية، من الآن فصاعداً أصبح عليه أن يخصص وقتاً لمتابعة الكرة العربية؛ لأن المتعة التي تقدمها مبارياتها لا تقل بشيء عما تقدمه المنتخبات الأوروبية والأمريكية، وكذلك ما تقدمه فرق الدوري المتطور في القارة الأوروبية من مستويات ملفتة، فنهائي كأس العرب نقل الكرة العربية إلى مصاف الكرة العالمية، وهذا أمر سارٌّ جداً لكل عربي.


كان النهائي العربي غاية في الروعة والجمال، فألف مبروك للمنتخبين المغربي والأردني على ما قدماه من مباراة كروية مثيرة لن تمحى من الذاكرة بسهولة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا