متابعات - «الخليج»في خطوة قد تعيد رسم ملامح النشر على منصات التواصل الاجتماعي، بدأ موقع فيسبوك اختبار نظام اشتراك شهري بقيمة 9.99 جنيه إسترليني أو نحو 13 دولاراً، يتيح للمستخدمين مشاركة عدد أكبر من الروابط داخل منشوراتهم، بعد فرض قيود جديدة على النشر المجاني، بحسب شبكة BBC.أثارت الخطوة تساؤلات واسعة حول مستقبل الوصول إلى الجمهور، وما إذا كانت المنصات الاجتماعية تتجه لتحويل أبسط أدوات التفاعل إلى خدمات مدفوعة.ما الذي تغيّر في طريقة النشر على فيسبوك؟تلقى بعض المستخدمين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إشعارات تفيد بأنهم سيكونون قادرين على مشاركة رابطين فقط شهرياً في منشورات فيسبوك دون اشتراك، على أن يُفرض الاشتراك المدفوع في حال الرغبة بنشر عدد أكبر من الروابط.وقد تم تطبيق هذا الاختبار من منتصف ديسمبر، مما وضع عدداً من صناع المحتوى أمام واقع جديد لم يكن مطروحاً من قبل.ميتا تبرّر: اختبار للقيمة وليس فرضاً دائماًأكَّدت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، أن الخطوة لا تزال في إطار الاختبارات المحدودة، وتهدف إلى معرفة ما إذا كانت القدرة على نشر عدد أكبر من المنشورات التي تحتوي على روابط تمثل قيمة إضافية تستحق الدفع.غير أن هذا التفسير لم ينجح في تهدئة المخاوف المتزايدة من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتحويل النشر الخارجي إلى خدمة مدفوعة بشكل دائم.خبراء التواصل الاجتماعي: تسعير الوصول بدأ فعلياًيرى خبراء في مجال الإعلام الرقمي أن هذه الخطوة تتجاوز فكرة التحقق أو الحصول على مزايا إضافية، لتصل إلى جوهر استخدام المنصة نفسها.اعتبر مات نافارا، خبير وسائل التواصل الاجتماعي أن فيسبوك بدأ فعلياً في وضع سعر على توزيع المحتوى، بل وعلى القدرة الأساسية لتوجيه المستخدمين إلى مواقع أخرى خارج المنصة، وهو ما يمثل تحولاً صريحاً في فلسفة عمل فيسبوك.صناع المحتوى أمام معادلة جديدةبالنسبة لصناع المحتوى وأصحاب الأعمال، تعني هذه الخطوة أن الاعتماد على فيسبوك كأداة مجانية للنمو وجذب الزيارات لم يعد مضموناً.وإذا كان فيسبوك جزءاً أساسياً من استراتيجية الانتشار أو التسويق، فإن هذا الوصول أصبح مرتبطاً بدفع اشتراك شهري، وهو ما يضع العديد من المشاريع الرقمية أمام حسابات جديدة لم تكن مطروحة سابقاً.من العلامة الزرقاء إلى الروابط المدفوعةيأتي التحرك الجديد ضمن توجه أوسع من ميتا لتوسيع خدماتها المدفوعة، بعد إطلاق خدمةMeta Verified التي توفر العلامة الزرقاء ودعماً محسناً وحماية من انتحال الهوية.ويبدو أن الشركة تسير على خطى منصة (إكس)، التي ربطت التوثيق والانتشار بالدفع، رغم الجدل القانوني والتنظيمي الذي أثارته هذه السياسة في أوروبا.(واقع قاس) لمن يعتمد على فيسبوكيشير خبراء إلى أن هذا الاختبار يرسل رسالة واضحة مفادها أن فيسبوك لم يعد محرك زيارات موثوقاً كما كان في السابق، وأن المنصة قد تفضل إبقاء المستخدم داخلها بدل توجيهه إلى مواقع أخرى.ويؤكدون أن هذه السياسة تعكس أولوية ميتا في حماية نموذجها التجاري، حتى لو جاء ذلك على حساب صناع المحتوى والشركات الصغيرة.