تم النشر في: 20 ديسمبر 2025, 8:49 صباحاً ناقش مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» مستقبل اللغة العربية ومسارات انتقالها من كونها تراثًا معرفيًا إلى لغة حاضرة وفاعلة في الاستخدام اليومي والتقني، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «نحن واللغة: من التراث إلى التداول»، ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية التي انطلقت في 18 ديسمبر بمقر المركز في الظهران، واستمرت ثلاثة أيام تحت شعار «اللغة الشاعرة». وأدار الجلسة الأستاذ حاتم الشهري، بمشاركة رئيس قطاع الحوسبة اللغوية في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله الفيفي، والرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية الأستاذ سعيد الطنيجي، حيث تناولت الجلسة سبل تطوير اللغة العربية وتعزيز حضورها المعاصر، وتحويلها من مخزون تراثي إلى عنصر فاعل في الحياة الثقافية ومكسب حضاري واقتصادي. اللغة العربية والتقنية وأكد المتحدثون أن استمرار اللغات مرتبط بقدرتها على التكيّف مع التحولات التقنية، مشيرين إلى أهمية الاستثمار في الحوسبة اللغوية والذكاء الاصطناعي لدعم اللغة العربية. وأوضح الدكتور عبدالله الفيفي أن «اللغات التي كُتبت هي التي بقيت، واللغات التي ستبقى هي التي تراهن على التقنية»، مؤكدًا أن العربية تمتلك المرونة اللازمة للاستخدام التقني متى ما توفرت الأدوات والمشاريع الداعمة. مبادرات ومشاريع لغوية واستعرضت الجلسة عددًا من المبادرات التعليمية والموسوعات الشعرية والمعرفية التي تهدف إلى تقريب اللغة العربية من الأجيال الجديدة، وجعلها لغة حية في الاستخدام اليومي، خصوصًا في السياقات الثقافية والتعليمية. وفي هذا الإطار، كشف الدكتور الفيفي عن مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لإنشاء مدونة صوتية تضم 54 لهجة سعودية، بهدف توثيق التنوع اللغوي وتعزيز حضوره في الدراسات اللغوية الحديثة. اللغة والفعاليات الثقافية من جانبه، شدد الأستاذ سعيد الطنيجي على أهمية تطوير الفعاليات الثقافية المرتبطة باللغة العربية، داعيًا إلى تحويل معارض الكتب من صيغها التقليدية إلى مهرجانات وكرنفالات ثقافية قادرة على جذب مختلف الفئات العمرية، وتعزيز ارتباط المجتمع باللغة. كما أشار إلى طموح مركز أبوظبي للغة العربية بأن تكون العربية بحلول عام 2040 ضمن مصاف اللغات العالمية، عبر برامج تدعم الاستدامة الثقافية وتضمن حضور اللغة في مختلف القطاعات. واختُتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة تكامل الجهود بين المؤسسات اللغوية والثقافية، والاستثمار في التقنية، وتطوير المبادرات التي تعيد للغة العربية مكانتها، وتجعلها لغة معاصرة قادرة على مواكبة التحولات المستقبلية.