كتبت إيمان علي السبت، 20 ديسمبر 2025 04:00 م أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بالوزراء ورؤساء الوفود الأفريقية المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا – أفريقيا» عكست بوضوح عمق الرؤية المصرية تجاه قضايا القارة الأفريقية، وأكدت أن مصر تتحرك انطلاقا من إدراك استراتيجي بأن أمن واستقرار وتنمية أفريقيا تمثل امتدادا مباشرا للأمن القومي المصري. وأوضح فرحات، أن الرئيس السيسي وضع إطارا شاملا للتحديات الحقيقية التي تواجه التنمية في أفريقيا، وفي مقدمتها ضعف البنية التحتية ونقص التمويل وارتفاع المخاطر، لكنه في الوقت نفسه قدم خريطة طريق عملية تقوم على خمسة محاور رئيسية، تشمل دعم الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، ودعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي، وتعميق التجارة البينية الأفريقية، إلى جانب التركيز على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، بما يوضح وعي القيادة السياسية بمتطلبات المستقبل والتحولات العالمية. وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر، إلى أن حديث الرئيس عن الاستثمارات المصرية في أفريقيا، والتي تجاوزت 12 مليار دولار، وحجم التبادل التجاري الذي تخطى 10 مليارات دولار، يؤكد أن الدور المصري في القارة لم يعد مقتصرا على الدعم السياسي والدبلوماسي فقط، بل أصبح قائما على شراكات اقتصادية وتنموية حقيقية تسهم في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب أفريقيا. مصر كانت وستظل داعمة للتعاون مع دول حوض النيل من أجل التنمية المشتركة وأكد فرحات، أن تأكيد الرئيس السيسي على رفض الإجراءات الأحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، وعلى رأسها نهر النيل، ييرز موقفا مصريا ثابتا يقوم على احترام القانون الدولي وتحقيق المنفعة المشتركة دون إضرار بأي طرف، مشددا على أن مصر كانت وستظل داعمة للتعاون مع دول حوض النيل من أجل التنمية المشتركة، مع الحفاظ على حقوق دول المصب. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الرسائل المتعلقة بأهمية استقرار منطقة القرن الأفريقي وأمن الملاحة في البحر الأحمر، ومشاركة مصر في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، يجسد إدراكا مصريا عميقا للترابط بين الأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات. وشدد فرحات على أن كلمة الرئيس السيسي حملت رسائل طمأنة وشراكة حقيقية للدول الأفريقية، ورسخت دور مصر كقاطرة للعمل الأفريقي المشترك، وداعمة للإصلاح العادل للنظام الدولي، بما يضمن تمثيلا منصفا للقارة الأفريقية في مؤسسات الحوكمة العالمية، ويحقق تطلعات شعوبها في الاستقرار والتنمية والازدهار.