منوعات / صحيفة الخليج

سمية الألفي وما لا تعرفه عنها: أمومة بعد 12 تجربة إجهاض وغناء أم كلثوم في عيد ميلادها

متابعات - «الخليج»
رحلت الفنانة المصرية سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، لتُسدل الستار على مسيرة فنية وإنسانية استثنائية، عرفت خلالها بأدوار مؤثرة على ، وبحياة شخصية حافلة بالتحديات، أبرزها معاناة طويلة مع الإجهاض بلغت 12 مرة قبل أن تتحقق أمومتها، إلى جانب رحلة علاج قاسية مع السرطان، مما جعل سيرتها تتجاوز الفن إلى قصة صبر وكفاح.

الجذور والبدايات..من الشرقية إلى الشاشة
وُلدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، ونشأت في بيئة تُقدّر الفن والثقافة، وهو ما انعكس لاحقاً على اختياراتها الفنية.
درست في كلية الآداب وحصلت على بكالوريوس في علم الاجتماع، وهو تخصص أمدّها بفهم عميق للنفس البشرية، ساعدها على تجسيد شخصياتها بصدق وواقعية لافتة.
ميلاد في يوم استثنائي..وارتباط خاص بالأب
وُلدت الفنانة الراحلة سمية الألفي في يوم يحمل رمزية خاصة في وجدان المصريين، 23 يوليو، اليوم الذي شهد قيام ثورة أنهت الحكم الملكي وفتحت أبواب الحرية قبل عقود.
لكن هذا اليوم لم يكن بالنسبة لها مجرد تاريخ وطني، بل مناسبة إنسانية مرتبطة بطقوس دافئة جمعتها بوالدها، الذي شكّل حجر الأساس في شخصيتها وحياتها.
أم كلثوم وعبدالحليم..يغنيان لعيد ميلادها
في احتفالات بسيطة داخل منزل العائلة، ثم نزهة مع والدها في شوارع القاهرة المزينة بالأضواء والورود، مع احتفالات الثورة، كانت سمية الصغيرة تعيش لحظات استثنائية.
وكان والدها يقنعها بأن أم كلثوم وعبدالحليم حافظ يغنيان خصيصاً من أجل عيد ميلادها، فتصدقه، كما روت لاحقاً في حوار مع مجلة «روز اليوسف»، مؤكدة أن هذا التصرف البسيط زرع بداخلها شعوراً بالتميز والثقة.

أوفيت بما وعدت والدي به: طريق سمية الألفي في الفن
رغم تخرجها في كلية الآداب بجامعة القاهرة، لم تتخلَّ سمية الألفي عن حلمها القديم بالتمثيل، ذلك الذي رفضه والدها بشكل، واشترط أن يظل الفن مجرد هواية تمارسها في إطار الأنشطة المدرسية.
وتروي سمية أنها وعدته بأن تقدّم فناً هادفاً ومحترماً، وهو الوعد الذي ظل يشكّل بوصلتها طوال مشوارها الفني، دون أن تخسر شغفها، الذي استحوذ على مشاعرها منذ وقوفها الأول على خشبة مسرح المدرسة في دور «الخنساء».
الانطلاقة الفنية..خطوات ثابتة نحو النجومية
بدأت سمية الألفي مشوارها الفني في أواخر السبعينيات عبر التلفزيون، قبل أن تمتد تجربتها إلى المسرح والسينما.
وكانت مشاركتها المبكرة في أعمال تلفزيونية ناجحة بوابة تعريف الجمهور بها، لتتحول سريعاً إلى وجه مألوف على الشاشة.
في المسرح، شاركت في عدة أعمال، أبرزها مسرحية «أولاد علي بابا»، حيث أثبتت قدرتها على التفاعل المباشر مع الجمهور.
أما في السينما، فكانت انطلاقتها من خلال «الحساب يا مادموزيل»، لتبدأ بعدها رحلة طويلة بين الأفلام الاجتماعية والكوميدية والدرامية.
أمومة بعد معاناة..12 تجربة إجهاض
كشفت الفنانة الراحلة أنها رُزقت بابنها الأول أحمد الفيشاوى، بعد معاناة طويلة مع الإجهاض، حيث تعرضت له 12 مرة قبل أن يتحقق الأمومة، بحسب ما صرّحت به في برنامج «السيرة» حتى ظن الأطباء أن إنجابها بعد ذلك مستحيلاً.
وتعرضت سمية الألفي للإجهاض بسبب أكياس خلف الرحم والحوض كانت تصاحب كل حمل وهو مرض نادر يؤدي إلى نزيف ومن ثم فقدان الجنين.
رحلة علاج قاسية..7 عمليات وألم مزمن
لم تتوقف معاناة الفنانة الراحلة عند السرطان، إذ عانت لسنوات طويلة من مشاكل حادة في العمود الفقري، تطلبت خضوعها لـ7 عمليات جراحية، في رحلة علاج شاقة امتدت لسنوات، عاشت خلالها وبعدها مع آلام جسدية مزمنة.
كما أُصيبت بـسرطان الثدي، قبل أن تعلن تعافيها التام منه عام ، في واحدة من أصعب محطات حياتها الإنسانية.
قصة حب استثنائية مع فاروق الفيشاوي
شكّلت علاقة سمية الألفي بالفنان الراحل فاروق الفيشاوي واحدة من أشهر قصص الحب في الوسط الفني المصري.
تزوجا لسنوات طويلة، انفصلا خلالها وعادا أكثر من مرة، إلى أن وقع الطلاق بينهما نهائياً. وبعد ذلك، تزوجت الألفي لفترة من المخرج جمال عبد الحميد، ثم من الفنان مدحت صالح، حيث انفصلت عنه وعادت إليه مرة أخرى، قبل أن يتم الطلاق النهائي بينهما دون رجعة.
لا مثيل له..اعتراف متأخر وحزن لا يُنسى
في ظهورها الإعلامي، وصفت سمية الألفي فاروق الفيشاوي بأنه «لا مثيل له»، مؤكدة أنها لا تزال تحبه رغم الانفصال.
واعترفت بندمها على قرار الطلاق، خاصة بعد علمها بإصابته بالسرطان، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن تبقى إلى جواره وترعاه على مدار الساعة خلال مرضه الأخير.
ورغم ذلك، أكدت أنها لم تفارقه على سرير المرض حتى رحيله، الذي صادف يوم عيد ميلادها عام 2019، في لحظة إنسانية قاسية لا تُنسى.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا