تم النشر في: 20 ديسمبر 2025, 5:01 مساءً في اكتشاف علمي غير مسبوق، رصد باحثون تعاونًا نادرًا بين مجموعات من الدلافين ذات الجوانب البيضاء في المحيط الهادئ ونوع معين من الحيتان القاتلة يُعرف باسم "الأوركا المقيمة الشمالية"، وذلك خلال عمليات صيد مشتركة وثقتها كاميرات وأجهزة تتبع حديثة. وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، أن هذا النوع من الأوركا يتغذى على سمك السلمون، على عكس مجموعات أخرى من الأوركا المعروفة بافتراس الثدييات البحرية بما فيها الدلافين، ما يجعل هذا التعاون مفاجئًا ومثيرًا للاهتمام. ولتوثيق هذه الظاهرة، استخدم الباحثون طائرات درون وأجهزة تتبع مزودة بكاميرات وميكروفونات ثُبّتت على أجسام الحيتان القاتلة. وأظهرت التسجيلات اقتراب الأوركا عمدًا من أسراب الدلافين، ثم غوصهم سويًا لمسافات تصل إلى 60 مترًا، حيث تتم عمليات الصيد. وخلال هذه الغطسات، رصدت الكاميرات مشاهد للحيتان وهي تلتهم سمك السلمون، فيما سجلت الميكروفونات أصواتًا تؤكد نجاح عمليات الصيد، مثل صوت "القرمشة" وسحب من الدم في الماء. وبحسب الباحثة سارة فورتشن من جامعة دالهوزي الكندية، يُعتقد أن الأوركا تستفيد من الدلافين باعتبارها "كشّافة صوتية" بفضل امتلاكهما قدرة متقدمة على تحديد المواقع بالصدى، ما يوسّع نطاق الرصد ويزيد فرص العثور على الفرائس. ورغم أن الدلافين لا تعتمد على السلمون في نظامها الغذائي، إلا أن الفيديوهات أظهرت أنها تلتقط بقايا الأسماك بعد انتهاء الحيتان من الافتراس، ما يشير إلى استفادتها من القرب من الأوركا، سواء في التغذية أو الحماية من مجموعات أوركا أخرى مفترسة. وأكد فريق الدراسة أن هذا التعاون يفتح بابًا جديدًا لفهم تعقيد العلاقات البيئية في أعماق البحار، ويعيد النظر في تصوراتنا حول علاقة المفترسات البحرية ببعضها، مشيرين إلى أن التعاون نادر في هذا السياق، لكنه قد يكون أداة فعالة للبقاء. ويُعد هذا التوثيق خطوة مهمة في دراسة النظم البيئية البحرية، ويعكس قدرة التقنيات الحديثة على كشف سلوكيات معقدة وغير متوقعة في عالم المحيطات