متابعات - «الخليج»اختبرت شركة «ميتا» نظاماً جديداً يقيد مشاركة الروابط الخارجية على منصة فيسبوك، في خطوة فتحت باباً واسعاً للقلق داخل أوساط صناع المحتوى ووسائل الإعلام الرقمية.وفرض القرار التجريبي سقفاً لا يتجاوز رابطين مجانيين شهرياً للمستخدمين غير المشتركين في خدمة «Meta Verified» المدفوعة، بحسب صحيفة جارديان.واستهدفت التجربة عدداً محدوداً من الصفحات والحسابات التي تعمل بنظام «الوضع الاحترافي»، وهو النمط المستخدم من قبل صناع المحتوى لتحقيق الدخل من منشوراتهم.ورغم استبعاد المؤسسات الإعلامية من التطبيق المباشر، فإن التداعيات المحتملة بدت واضحة، مع احتمال تراجع مشاركة المستخدمين للروابط الإخبارية، ما يهدد مصادر الزيارات الرئيسية للمواقع الإخبارية.اشتراك مدفوع مقابل حرية مشاركة الروابطفرضت «ميتا» الاشتراك في خدمة «Meta Verified» كخيار لتجاوز القيود الجديدة، وحددت كلفة الاشتراك للأفراد عبر الويب عند 11.99 دولار شهرياً، بينما ارتفعت إلى 14.99 دولار عند الشراء عبر تطبيقات iOS وAndroid.وأظهرت لقطات شاشة نشرها مستخدمون رسالة تحذيرية جاء فيها: «بدءاً من 16 ديسمبر، ستُقيد بعض حسابات فيسبوك غير المشتركة في Meta Verified بمشاركة منشورين مجانيين فقط شهرياً، اشترك في Meta Verified لمشاركة المزيد من الروابط والحصول على شارة التوثيق ومزايا إضافية».وأكدت الشركة، على لسان متحدث رسمي، أن تلك الخطوة تعد اختباراً محدوداً لفهم ما إذا كانت القدرة على نشر عدد أكبر من المنشورات التي تتضمن روابط تضيف قيمة إضافية لمشتركي Meta Verified.تراجع الأخبار في استراتيجية ميتاعكس القرار توجهاً متواصلاً لدى شركة ميتا للابتعاد عن المحتوى الإخباري، وقال ديفيد باتل، مؤسس شركة الاستشارات الإعلامية DJB Strategies: «ميتا تسير في تراجع متعمد عن الأخبار منذ عدة سنوات».وأضاف: «بعد الانسحاب من دفع العوائد للناشرين، وحجب روابط الأخبار بالكامل في كندا رداً على التشريعات، بات واضحاً أن الأخبار لم تعد جزءاً استراتيجياً من خطط الشركة».وتابع: «هذه التجربة الأخيرة، التي تستثني الناشرين حالياً، تعزز التحول بعيداً عن التوزيع المجاني نحو تحقيق الدخل من الوصول، في وقت تسعى فيه ميتا لاستخلاص قيمة أكبر من منصاتها التقليدية».وقال باتل: «قد يكون ذلك مرتبطاً بخطئها المكلف والمعترف به على نطاق واسع في الميتافيرس، بينما تضاعف حالياً استثماراتها في الذكاء الاصطناعي».صناع المحتوى أمام معادلة صعبةوضع القرار صناع المحتوى أمام معادلة جديدة، مع تقلص هامش النشر المجاني للروابط التي يعتمدون عليها لجذب الجمهور إلى مواقعهم أو منصاتهم الأخرى.وجاء ذلك في سياق تراجع حاد شهدته المؤسسات الإعلامية منذ قرار «ميتا» عام 2023 خفض أولوية الأخبار لصالح مقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى سريع الرائج.وأظهرت بيانات سابقة انخفاض الزيارات القادمة من «فيسبوك» إلى المواقع الإخبارية بنسبة وصلت إلى 50% خلال عام 2024، رغم تسجيل مؤشرات تعافٍ جزئي خلال العام الحالي.أعلنت «ميتا» مطلع العام نيتها اعتماد نهج أكثر تخصيصاً في عرض المحتوى السياسي، ما أعاد قدراً من الأخبار إلى المنصات، إلا أن اختبار فرض رسوم على مشاركة الروابط أعاد طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الوصول المجاني للمحتوى، ودور منصة فيسبوك في دعم صناع المحتوى ووسائل الإعلام خلال المرحلة المقبلة.