السهم مرشح لتجاوز متوسط «إس أند بي 500»شركات ماسك ضحية الخلاف مع ترامب يبدو أن العام الجديد سيكون عاماً حافلاً بالتطورات في مجال القيادة الذاتية وسيارات الأجرة الروبوتية، حيث يتوقع محللو مورغان ستانلي أن يكون عام 2026 نقطة تحول حاسمة لهذه التقنية.كما أكد إيلون ماسك مجدداً توقعاته بأن سيارات الأجرة الروبوتية التابعة لتيسلا في أوستن ستكون ذاتية القيادة بالكامل بحلول نهاية العام، رغم التحديات والمطبات أمام الشركة. يعتقد المستثمرون في شركة «تيسلا» أن الهدوء وانخفاض إنتاج معامل «بيتا» ليسا من الأمور المعتادة. فعادةً ما يكون أداء السهم أشبه برحلة في قطار الملاهي، كما هي الحال في عام 2025، مع تقلبات حادة وارتفاعات هائلة. ومع ذلك، سجل السهم رقماً قياسياً، الأربعاء الماضي، مدفوعاً بأحدث إنجازات الشركة في مجال القيادة الذاتية، 424.88 دولار، متجاوزاً أعلى سعر سجله خلال اليوم نفسه،414.50 دولار، وهو على وشك تجاوز متوسط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بغض النظر عن الارتفاعات المتوقعة في موسم الأعياد. لم تكن الأخبار التي هزت السهم بشدة قليلة، ولكن هناك أحداث بارزة خلال 2025 بالنسبة لتيسلا ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك الذي يبدي ثقة كبيرة في استراتيجياته ونمط تفكيره. وتواجه الشركة تحديات تتمثل في المنافسة الشديدة من شركات السيارات التقليدية والصينية، مشاكل في سلسلة التوريد والمواد الخام، وتحديات إنتاج طرازات جديدة مع تباطؤ الطلب، إضافة إلى مخاوف حول نطاق القيادة ومشكلة الشحن رهان ماسك الكبير على ترامبوُصف هذا الرهان بأنه صداقة حميمة في البيت الأبيض. فدعم إيلون ماسك لحملة إعادة انتخاب الرئيس ترامب صيف عام 2024، والتي أنفق عليها ماسك شخصياً أكثر من 100 مليون دولار، ربط بينهما بأكثر من مجرد توافق أيديولوجي. مُنح ماسك حق الوصول شبه الحصري إلى ترامب في البيت الأبيض ومنتجع مارالاغو. وكافأ ترامب ولاء ماسك بتعيينه رئيساً لما يُسمى بمبادرة كفاءة وزارة الحكومة (DOGE).لكن سرعان ما ساءت الأمور.هاجم ماسك مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي أطلق عليه ترامب اسم «مشروع واحد كبير وجميل»، مدعياً أنه يُركز بشكل كبير على الإنفاق غير الضروري. والأهم بالنسبة لشركة تيسلا، أن مشروع القانون ألغى الإعفاءات الضريبية الفيدرالية للسيارات الكهربائية وانبعاثات الكربون التي كانت تيسلا تحصل عليها، والتي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات.أدت انتقادات ماسك اللاذعة لمشروع القانون إلى خلاف حاد مع ترامب، حيث وقعت تيسلا وشركات ماسك الأخرى، مثل سبيس إكس ضحيةً لهذا الخلاف.كان الصراع بينهما أشدّ وطأةً حتى على مؤيدي تيسلا ومستثمريها، الذين شهدوا تراجعاً حاداً في سعر السهم.وهدّد ماسك بتأسيس حزب سياسي ثالث، ما أثار غضب ترامب. في النهاية، توصّل الطرفان إلى هدنة، حيث أُعيد ترشيح جاريد إسحاقمان، الذي اختاره ماسك بنفسه، لمنصب مدير وكالة ناسا، الأمر الذي هدّأ غضب ماسك مؤقتاً. حزمة الرواتب والمكافآتفي أوائل نوفمبر الماضي، وافق المساهمون على حزمة رواتب ماسك الجديدة، والتي قد تصل إلى تريليون دولار كتعويضات إجمالية. وقالت تيسلا إن حزمة ماسك حظيت بموافقة أكثر من 75%.وعارضت صناديق استثمارية كبيرة، مثل صندوق الثروة السيادي النرويجي وصندوق التقاعد الحكومي في كاليفورنيا، حزمة الرواتب بشدة، لكن نقل مقر الشركة إلى تكساس سهّل على ماسك التصويت بأسهمه في عملية الموافقة على حزمة رواتبه، وهو ما حسم الأمر. تتضمن حزمة المكافآت بعض الأهداف الطموحة للغاية لاستحقاقها بالكامل.وتشمل هذه الأهداف التشغيلية تسليم سيارة تيسلا رقم 20 مليون، أو تشغيل مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة، أو بيع مليون روبوت من طراز أوبتيموس. كما يجب أن يصل صافي أرباح تيسلا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك إلى 400 مليار دولار (حققت تيسلا 16.6 مليار دولار إجمالاً العام الماضي) كجزء من هذه الأهداف.في نهاية المطاف، وللحصول على المكافأة كاملة، ستحتاج تيسلا، بقيادة ماسك، إلى تحقيق قيمة سوقية تبلغ 8.5 تريليون دولار، إضافة إلى استيفاء جميع الأهداف التشغيلية. وتبلغ القيمة السوقية لتيسلا حالياً نحو 1.5 تريليون دولار.ويواجه ماسك تحدياً كبيراً، لكن مجلس الإدارة منحه بعض المرونة.ومن الواضح أن ماسك كان يحلم بمستقبل سيارات الأجرة الآلية منذ فترة طويلة، وقد يصبح هذا الحلم حقيقةً واقعة.كانت الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك على أرض الواقع برنامج تيسلا التجريبي لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في أوستن، تكساس، حيث تجوب سيارات موديل Y المزودة بأحدث إصدار من برنامج القيادة الذاتية الكاملة من تيسلا شوارع المدينة، ويتم استدعاؤها عبر تطبيق «روبوتكسي» الخاص بتيسلا.على الرغم من بعض المشاكل التقنية التي واجهتها الخدمة واعتمادها على سائق احتياطي، إلا أنها توسعت بثبات، وتجري الآن اختبارات سيارات الأجرة ذاتية القيادة في منطقة خليج سان فرانسيسكو.في 14 ديسمبر، أكد ماسك أن تيسلا بدأت باختبار خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أوستن بدون سائق احتياطي.وبينما كان التوسع بطيئاً، فإن المستثمرين المتفائلين بشأن تيسلا في وول ستريت متفائلون.