مع انطلاق النسخة الـ35 من كأس الأمم الأفريقية، التي تستضيفها المملكة المغربية، تبرز الأرقام والقيم السوقية للمنتخبات المشاركة كأحد أهم مؤشرات القوة والمنافسة والتي بلغت لـ24 منتخباً أكثر من ملياري يورو، وسط حضور عربي لافت في قائمة المنتخبات الأغلى داخل القارة السمراء. المغرب في الصدارة: نجوم عالميون وقيمة سوقية مذهلة يتصدر المنتخب المغربي قائمة أغلى المنتخبات المشاركة في البطولة، بقيمة سوقية تصل إلى 436.6 مليون يورو وفق بيانات موقع ترانسفير ماركت، ليؤكد مكانته كأحد أقوى المرشحين للتتويج باللقب، خاصة أنه يخوض البطولة على أرضه ووسط جماهيره. ويضم «أسود الأطلس» كوكبة من النجوم المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية، يتقدمهم أشرف حكيمي، أغلى لاعب عربي في البطولة بقيمة سوقية تبلغ 80 مليون يورو، إلى جانب أسماء بارزة مثل حارس المرمى ياسين بونو وتصل قيمته إلى 19 مليون يورو، مما يمنح المنتخب المغربي أفضلية فنية وذهنية كبيرة في سباق اللقب. وتعكس هذه القيمة السوقية حجم الخبرات الدولية التي يمتلكها المنتخب، وهو ما قد يترجم إلى أداء قوي وثبات في المستويات خلال الأدوار الحاسمة. منتخب مصر: تاريخ يتحدى لغة الأرقام يحل المنتخب المصري في المركز التاسع ضمن قائمة أعلى المنتخبات قيمة سوقية في البطولة، بإجمالي 136.4 مليون يورو، ليؤكد حضوره بين كبار القارة رغم فارق الأرقام مقارنة ببعض المنافسين. ورغم أن القيمة السوقية لا تضع «الفراعنة» في صدارة التصنيف، فإن تاريخ المنتخب الحافل بـ7 ألقاب قارية يمنحه ثقلاً خاصاً داخل البطولة، ويجعل منه منافساً لا يُستهان به مهما اختلفت المعطيات الرقمية. ويبرز عمر مرموش كأغلى لاعب في صفوف المنتخب المصري بقيمة سوقية تبلغ 65 مليون يورو، يليه محمد صلاح بقيمة 45 مليون يورو، ليقود كلاهما طموحات منتخب بلادهم في استعادة الأمجاد القارية، مدعوما بخبرة لاعبين محترفين في أوروبا ودوري قوي محلياً. الجزائر وتونس: أرقام متفاوتة وطموحات مشتركة يحتل المنتخب الجزائري المركز السادس في قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية، بإجمالي 224.8 مليون يورو، مستفيدا من قاعدة واسعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، يتقدمهم ريان آيت نوري بقيمة سوقية تبلغ 40 مليون يورو، وهناك أيضا خبرة رياض محرز. في المقابل، يتراجع المنتخب التونسي إلى المركز الثالث عشر بقيمة سوقية تقدر بـ71 مليون يورو، إلا أن «نسور قرطاج» يراهنون على التنظيم التكتيكي والخبرة القارية لتعويض الفارق الرقمي، ويعد حنبعل مجبري أغلى لاعبي المنتخب بقيمة 14 مليون يورو. وتكشف المقارنة بين المنتخبين أن القوة السوقية قد تمنح أفضلية مبدئية، لكنها لا تحسم النتائج على أرض الملعب، حيث تلعب التفاصيل التكتيكية والجاهزية الذهنية دوراً حاسماً. حضور عربي متنوع بين الطموح والتحدي بالنسبة لبقية المنتخبات العربية المشاركة، يأتي منتخب جزر القمر في المركز السابع عشر بقيمة سوقية تبلغ 20.1 مليون يورو، بينما يحتل المنتخب السوداني المركز الثالث والعشرين بقيمة لا تتجاوز 2.2 مليون يورو، في مشاركات تهدف بالأساس إلى تحقيق المفاجآت واكتساب الخبرة القارية. وعلى صعيد القارة، يحل المنتخب السنغالي ثانياً في الترتيب العام بقيمة سوقية تبلغ 418.4 مليون يورو، بفارق ضئيل عن المغرب، فيما يأتي منتخب كوت ديفوار حامل اللقب في المركز الثالث بقيمة تصل إلى 342 مليون يورو، ما ينبئ بصراع قوي على اللقب بين كبار القارة.