كتب علي الكشوطي
الإثنين، 22 ديسمبر 2025 02:30 صأصدرت لجنة تحكيم أيام قرطاج السينمائية، بيانا صحفيا توضح فيه أسباب غياب اللجنة عن حفل توزيع الجوائز.
وجاء البيان على لسان المخرجة الفلسطينية نجوى نجار رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة كالتالي:
بيان لجنة التحكيم الكبرى
كان لي شرف كبير أن أكون بينكم بصفتي مخرجًة فلسطينيًة ورئيسًا للجنة التحكيم الدولية لمهرجان قرطاج السينمائي. لقد جمع مدير المهرجان، السيد محمد طارق بن شعبان، وفريقه، تشكيلة مدروسة بعناية لِـ14 فيلمًا من أفريقيا والعالم العربي. وفي هذه الأوقات شديدة الظلمة — التي تتسم بإبادة جماعية في فلسطين وبمعاناة هائلة تعمّ المنطقة — تذكّرنا بأن قرطاج كانت دائمًا أكثر من مجرد مهرجان. لقد كانت، ولا تزال، فضاءً لحرية التفكير والتعبير والضمير.
وأضاف البيان، شاهدت لجنة التحكيم الدولية الأفلام خلال خمسة أيام بأقصى درجات العناية وبإحساس عميق بالمسؤولية. وقد خضنا نقاشات مطوّلة، وتفكّرنا مليًا، وواجهنا اختلافات وجهات نظرنا، واستغرقت مداولاتنا النهائية أكثر من ست ساعات. وقد اقتطع كلٌّ منا من وقته الشخصي والمهني والعائلي — إذ أُنجزت هذه المهمة تطوعًا، وهي إشارة ضرورية في ضوء بعض الشائعات — تكريمًا للسينما وتحكيمًا للأعمال بصرامة وإنصاف. وصغنا جماعيًا حيثيات واضحة تشرح أسباب اختيار الأفلام الفائزة، وسلّمنا القائمة النهائية إلى إدارة مهرجان قرطاج السينمائي في اليوم السابق لحفل الختام.
وأكمل البيان: صباح يوم السبت، تلقّينا اتصالًا من إدارة المهرجان يُفيد بأن إعلان الأفلام الفائزة وتقديمها سيتمّان من قِبل أشخاص غير أعضاء لجنة التحكيم. وقد فاجأنا ذلك — إذ إن هذه الممارسة غير معتادة في المهرجانات الدولية — فرفضنا الاقتراح.
يجدر التوضيح أنه طوال هذه العملية أدّى مهرجان قرطاج السينمائي دور حلقة الوصل والداعم، إذ نقل مخاوفنا بحسن نية وحافظ على الحوار معنا، غير أن القرارات النهائية المتعلقة بصيغة الحفل اتُّخذت على مستوى مؤسسي وإداري يتجاوز السلطة المباشرة والتقديرية لإدارة المهرجان وحدها.
عندئذٍ اقترحنا حلًا بديلًا: أن تُتاح للأطراف المعنية فرصة الاطلاع مسبقًا على حيثياتنا المكتوبة، وأن يتولى أعضاء لجنة التحكيم تقديم الحيثيات، بينما يقوم الضيوف بتسليم الجوائز إذا كان الهدف هو صعود شخصيات بعينها إلى المنصة.
نُقلت مخاوفنا عبر إدارة المهرجان، وتمت دعوتنا إلى بروفة في الساعة 15:30 بدار الأوبرا. وأُبلغنا صراحة بأننا أحرار في تقديم الحيثيات والجوائز بالطريقة التي نراها مناسبة. وبعد ثلاث ساعات من البروفات مع جميع لجان التحكيم، عدنا إلى الفندق للاستعداد للأمسية.
في الساعة 19:30، تلقّينا اتصالًا جديدًا يُفيد بأننا عدنا إلى نقطة البداية: ستُسلَّم الجوائز مرة أخرى من قِبل أشخاص غير أعضاء لجنة التحكيم، ولن تُقرأ حيثياتنا. عندها أبلغناهم بأن مثل هذا القرار قد يؤدي إلى غيابنا، وطلبنا نقل موقفنا إلى الأطراف المعنية على أمل التوصل إلى تسوية. وبعد دقائق، جاء اتصال آخر يؤكد عدم حدوث أي تغيير.
ورغم ذلك، بقينا في بهو الفندق حتى الساعة 21:15، على أمل أن يظل باب الحوار مفتوحًا. لكن، للأسف، لم يَرِد أي اتصال آخر.
اتخذت لجنة التحكيم، بالإجماع، قرارًا بالغ الصعوبة. احترامًا لدورنا، ولعملنا، وللمسؤولية الأخلاقية الموكلة إلينا، اخترنا عدم حضور الحفل، لم يُتخذ هذا القرار باستخفاف، بل بدافع المبدأ، فلجنة التحكيم الدولية ليست كيانًا رمزيًا؛ إنها في صميم نزاهة أي مهرجان. وإسكات صوتها يفضي إلى تقويض الأسس ذاتها للحرية السينمائية وللثقة التي لطالما جسّدتها مهرجانات مثل قرطاج.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
