واصلت أسعار الذهب والفضة تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، واستمرار ضعف الدولار، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الملاذات الآمنة. وارتفع سعر الذهب الفوري بنحو 1.45% ليتداول عند 4402.25 دولاراً للأونصة، بعدما سجل في وقت سابق مستوى قياسياً جديداً عند 4383 دولاراً، متجاوزاً ذروته السابقة المسجلة في أكتوبر. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.08% إلى 4431.10 دولار. في المقابل، قفزت أسعار الفضة بأكثر من 2% لتصل إلى 69.23 دولار للأونصة، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعدما اخترقت حاجز 68.5 دولار للمرة الأولى تاريخياً. وحقق الذهب مكاسب بنحو 67% منذ بداية العام، متجاوزاً لأول مرة في تاريخه مستويي 3000 و4000 دولار للأونصة، ويتجه لتسجيل أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979. في حين تفوقت الفضة بشكل لافت، محققة ارتفاعاً تجاوز 138% منذ مطلع العام، مدعومة بتدفقات استثمارية قوية واستمرار قيود المعروض في مراكز التداول الرئيسية. ويأتي هذا الأداء القوي في ظل توقعات الأسواق بخفضين محتملين لأسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، رغم دعوات الاحتياطي الفيدرالي إلى توخي الحذر، بينما تميل الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب والفضة، إلى الاستفادة من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي في دعم الأسعار، إذ يجعل المعادن النفيسة أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، إلى جانب استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية وتدفقات الأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، والتي سجلت تدفقات إيجابية لخمسة أسابيع متتالية. وعلى الصعيد الجيوسياسي، عززت التطورات الأخيرة جاذبية المعادن النفيسة كملاذ آمن، في ظل تشديد الولايات المتحدة الحصار النفطي على فنزويلا، وتصاعد التوترات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. وفي سوق المعادن الأخرى، واصل البلاتين مكاسبه للجلسة الثامنة على التوالي، مرتفعاً بأكثر من 3% إلى 2033 دولاراً للأونصة، متجاوزاً مستوى 2000 دولار للمرة الأولى منذ عام 2008، بدعم من مؤشرات على تشديد المعروض وانتعاش الطلب الصيني. كما قفز البلاديوم بنحو 4% إلى 1782 دولاراً للأونصة. ويرى محللون أن العوامل الموسمية عادة ما تصب في صالح الذهب والفضة خلال شهر ديسمبر، إلا أنهم حذروا من احتمالات جني الأرباح مع اقتراب نهاية العام وتراجع أحجام التداول، رغم استمرار الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط والطويل.